"قلْ لي ما الرّقم ما الموجود في الصّورة؟"ضيّق آيدن عينيه محاولًا التقاط الرّقم في ذهنه لكنه كان محتارًا بين الرّقمي 3 و 2 كونهما متشابهين.
"غير واضح.."
الطّبيب اومأ ثم مد اليه عدسة صغيرة وطلب اليه أن يضعها على عينه اليمنى، وبعد ذلك اعاد سؤاله عليه.
"53.."
اجاب آيدن بشيء من الاندهاش، لأنها المرة الأولى التي يرى بها الأشياء بتلكَ الدّقة والوضوح، ولأنه توًا حتى لاحظ بأنه يوجد رقمين في الصّورة وليسَ كما تهيأ له.اظهر الطّبيب ارقام أخرى على اللوحة ثم طلب اليه أن يضع العدسة في عينه اليسرى، وكرر العملية، يعرض أيضًا العديد من الأشكال المختلفة ويطلب اليه تحديد اتجاهاتها.
تحت مرأى سيلاس الذي كان جالسًا يشاهد الفحص ببسمة صغيرة لظرافة آيدن الذي لم يكتفي بتحديد الاتجاهات بصوته فقط انما كان يؤشر بيديه أيضًا.
وذلك بالفعل قد جعل الطّبيب يضحك، ليس لحركات يديه فقط، بل لأنه يجفل بخفة ويوسع عينيه عند كل سؤال منه ويرتبك كأنه سوف يرسب إلّم يجب عن كلّ سؤال.
"هذهِ مرتك الأولى في الفحص، أليسَ كذلك؟" الطّبيب سأل وعلى وجهه ابتسامة لطيفة، بغاية تهدئة توتر القابع امامه الذي اومأ اليه بنعم.
"لمَ ذلك ابني؟ لمَ هذا الأهمال؟ نظرك ضعيف للغاية، عليك أن تأتي للفحص مرتين في السنة على الأقل.."
رغم نبرته المُعاتبة إلا أن ابتسامته لم تزل.. ومع ذلك، لم يستطع آيدن إلا أن يشعر بالتوتر، وبالحزن حين يحاول إيجاد جوابا لسؤاله.
كيف يمكنه اخبار هذا الشّخص الغريب بأنه تعرّض للأهمال في كلّ شيء وليسَ فقط عينيه من تضررتْ.
غير أن كلمة 'ابني' قد أثرت به بشكلٍ ما ..
"لا بأس، دعه، لا تسأله شيئًا خارج الفحص"
تحدث سيلاس اخيرًا منذ دخوله الغرفة، والطّبيب قطبَ حاجبيه حينما أحس أن ذلك الصوت مألوفًا.هو لقد لاحظ الهيئة المألوفة بالطبع.. لكنه ظن أنه واحد من المعجبين الذين يقلدون المظهر.
ولأن الطّبيب لم يكن من أصحاب ردات الفعل المبالغة، تجاهل الأمر، وركّز فقط على إكمال عمله منذ أن بدى الأخر بأنه لا يود أن يكشف هويته.
• • •
خرج آيدن من العِيادة وهو يشعر بالأنبهار حول كلّ شيء تقع عينيه عليه، فقط للتو أدرك بأنه كان يرى الأشياء باهتة.
أنت تقرأ
Dark Winter
Roman d'amourرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...