وحينما ألتقتْ عينيّ بعينيّك آمنتُ بأننّا لا نرَى الأشياء الجميلة جميلة من النـظرة الأولى. لكننّا نـغرقُ حتمًا فيها إذا ما عاودنا النّظر.
• • •
"ها قد حللتَ أخيرًا"
كانت نبرته تحمل السّخرية، لكن سيلاس لم يعر ذلك أهتمامًا، يتقدم منه غايةً بعناقه، عناقٌ رسميّ لا تتخلله العواطف.
ربتَ والده على كتفهِ، ببعض الشّدة، فحاول سيلاس أن يحافظ على هدوءِ تعابيره خشيّة أن يعلم بأصابتهِ.
وعِند جلوسهما.. أردفَ لوديس مبررًا:
"إذن، كما تعلم، لم أنوي أجبارك على الحضور، لكن هذا الحدث في غايةِ الأهميّة بالنسبة لي ولهايكنغ. ونحنُ بحاجة إليك"
امتعضتْ معالم سيلاس بسخرية واضِحة.
حين كان والده يَعني بأنهم بحاجةٍ إلى حظهِ الجّيد؛ فلطالما ارتبطَ نجاح هايكنغ السّاحق بحظِ سيلاس.
وعلى الرّغم من أنه لا يؤمن بتلك الأمور.. إلا أنه أحس بالثّقل لِربطهم به شيء ليس بيده.. الأمر الذي جعل الضّيق يخالجهُ عند التّفكير بأن ذلك ثقيلًا له وهو شيء يحلم به الكثير، فكيف بالّذي أقترن به الحظ السّيئ، وعلى مَدار سنينٍ عَديدة واجه بها النّفور.
أعتصرَ قبضته، كلما منحته تلك الفكرة أحساسًا مزعجًا، فباتت الأصوات غير واضِحة من حولهِ، كلّ ما يشغله هو آيدن، وكيف أن لا أحد
يستحقّه غيره.
• • •
سانت بطرسبرغ
واجه آيدن وقتًا عصيبًا.. حينما اختلى بنفسهِ، وسمح لها بالأنهيار، يضم ساقيه إلى صدرهِ مُتكئًا إلى الباب وأخذَ يَنهار في صمتٍ.
يسترجع طلب إيان الذي كانَ يفوق قُدرته، يشعر بأن تلك كانت آخر نقطة تحمُل لديه وها هو على وشكِ أستنزافها.
والمشكلة الأخرى -يجهلُ تحديدًا أن كانت مشكلة ام أنقاذ- هي أن إيان يظن بأنه معَ تايلر، ولا يمكنه حَتمًا تخمين ردّة فعله لو أنه علم الحقيقة الكاملة. لو أنه فقط صححَ له خطأه في تلك اللحظة، فما الذي كان قَد يحدث؟
هو يدرك فقط، بأن كلا الطّريقان نهايتهما شائكة وسوف تؤذيه.. فمهما جَرى، لا يجب على أبيه أن يعلم، هو الذي لطالما عبّر عن رفضهِ لهذا النّوع من العلاقات.
لا يمكنه ببساطة منحه سببًا آخر لينزعج منه أكثر مما هو يفعل. ليسَ بوسعه تحمُل المَزيد من الألم.
أنت تقرأ
Dark Winter
Roman d'amourرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...