الفصل الثّالث عَشر.

914 70 55
                                    


• • •

بسيطة وهادئة
هي نيرانك، تُدفئ الجميع، وتحرقك وحدك.

صرخاتُك الداخلية مؤلمة.
لكنها تبقى داخلية، أصرخ كيفما تشاء مادامَت لن تُطرق ضوضائك اللامرغوبة أبواب سكينةُ الآخرين.

أستنجاداتك تُولد وتموت في الرّحم، تنتحر دموعك قبل بلوغ محجريّ العينين، تتكوم الغَصة وتبتلعها بسكوتٍ.

سكوتٌ يوضّح إِنهزامك
ويقينك المؤذي بالخسارة، قبل حتى أن تبدأ المعركة، تُحصي خساراتك، وتقلل من شأنها، لتُناص من فخِّ اللوم والتأنيب.

ولكن ماذا عساك أن تفعل؟
أن كانت المعركة حَتمية
والخسارة حَتمية
والفوز -وأن حظيتَ به- فلن يُعيد إليك أعظم خساراتك، هي: نفسك.

• • •

لطالما آمنتُ أنني أكره..أكره الجميع، أكره أبي وأمي وشقيقي، حتى أنت، كان لا يزال بداخلي متسعٌ من الكراهيّة لأقسُمها على الجميع.."

"لكن..ما أن أخلو بنفسي..ما أن يصمت الجميع، ويعلو صوت أفكاري، ما أن أسترجع كلّ ما حدث، وأفكّر، ماذا لو لم يحدث؟ ثم أضع أحتمالية أخرى..وتنتهي بالنهاية ذاتها."

"كنت أكتشف في كلّ مرة، أن الناس لا يعانون من خطبٍ..فكل الخطب مني. القُتام في عينيّ..ليس في وجوههم. الكراهية التي قسّمتُها على الجميع، كانت من نصيبي وحدي، لم أكره أحد من قبل كما كرهتُ نفسي"

"ربما عليك أن تُسامح نفسك."

• • •

ثلاثة أيام قد مَضتْ.

ودايفيد سئم الاختباء في جحره،
ذلك الشعور بالعجز وقلة الحيلة، استثقله، فدفع به إلى اتخاذ تلك الخطوة الجريئة

ترتجف كفيه، كمن يعود إلى التعاطي
بعد خمسة سنوات من الأقلاع،
وجرى مكالمةً مع أشخاصٍ ظن أنه لن يسمح لنفسه حتى لأن يُفكّر بهم.

يفضي محتوى ذلك التواصل إلى غضب وحُقد دفين أُعادَ إحياءهِ، كم هائل من الأستفزاز تعرّض له، برفقة تهديدات مُبطنة

دفعته إلى كشف أوراقهِ
تلك التي أعتقدَ أنه تخلّصَ منها
أعتقدَ أنه حرقها .. فها هي توشك أن تُلفحه بلهيبٍ أعظم لن يفلح في المَناص منه

دون التفكير بخساراته الحالية،
وخساراته المُقبلة، يُفرغ اناء الحقيقة، يُجففه من أدنى سر محتم،

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن