الفصل الواحد والأربعون.

968 71 281
                                    

وضعهُ على السّرير برفقٍ شديد وكأنه سوف ينكسر أن زادَ الضّغط قليلًا .. وجلسَ إلى جانبهِ .. ثم همَ في ازالة معطفه عنه.

واثناء قيامه بذلك، هوَ لاحظ رموشه المُبللة، وتحسسَ رطوبة وجنتيه، وذلك الخيط المُمتد على طولِ رقبتهِ أثر المشروب المُنسكب ليتنهد.

"..أنتَ راحتي .. وسعادتي. لمَ من الصّعب أن أكون لك المثل؟"

همسَ اليه، بنبرةٍ يملؤها اليأس، شعرَ وكأنه يأمل أكثر خيار مُستحيل في الممكن.

مُضحك كيف أن فتى لا يزال لمْ يبلغ الثّانية والعشرون من العمر كانَ يتحكم فيه بتلكَ الطّريقة التي تدعو إلى السُّخرية - كانَ سيلاس يشعر بالسُّخرية من نفسهِ.

آيدن يتلاعب به .. هوَ موقن لهذا. أنه يدرك عمق مشاعره نحوه معَ ذلك يصر على الحط من شأنها، يصر على ترديد بأنه يحمل مشاعر لشخصٍ آخر، ويصر على الهروب منه.

هوَ مد يده، وابعدَ الخصل المُتناثرة على جبينِ آيدن، ثم انحنى وقبّل ذلك الجبين، قبلة طويلة عميقة، مليئة بمشاعر لمْ تنجح في الظّهور إلا بتلكَ الهيئة.

كانَتْ تلكَ القُبلة شفرةً لعديد من الكلمات والمشاعر، تلكَ التي فشل في قولها، أو فشلَ مُتلقيها في سماعِها.

خرجتْ انفاسه مهزوزة، بحب ورغبة لمْ يَعُد بوسعهِ تحملها، لو أنه يستطيع، لأخذ آيدن الآن، لدمجَ اجسامهما في اتصالٍ عاطفي وروحي.

أرادَ بشدة الدّخول به .. ليسَ لأن مُمارسة ذلك ينتج عنه شعورًا رائعًا ومُريحًا، بل لأن فكرة شيء منه موجودًا داخل آيدن لطالما بعثتْ فيه الطمأنينة والارتياح.

على أنه لمْ يجرب، لكنه يؤمن بأن فعل الشّيء ذاته معَ شخص آخر سيكون مُقرفًا وليسَ مُريحًا على الإطلاق.

قيل له سابقًا أن مُتعة الجسد لا تأبى بعاطفة القلب، ومعَ ذلك، هوَ يوقن ويصر على أن كلّ شيء فيه يعرف آيدن.

غيّر موضع القبلة، من جبينه إلى شفتيه، بوهنٍ راوده، هوَ اخذهما في فمه بجوعٍ بلغ امده، يمصُ ويلعق غير ابى بأي شيء آخر، يركز فقط على نعيمِ اللحظة.

• • •

عقاربُ السَّاعة تحتضن الثّالثة فجرًا .

رفرفتْ إهدابه .. يشق الضّوء طريقًا إلى عينيهِ فيغمضها في نفورٍ منه .. حتّى عاود فتحهما .. يعتاد على النّور شيئا فشيئا.

وما أن اتّضحتْ معالم الصّورة في ذهنهِ، حتى نبض قلبه بتوتر ..وتملّكه الخوف، يحرك رأسه بسرعة جلبتْ له الدّوار لتقع عينيه على الذي ينام قاعدًا بجانبه..مُتكئًا برأسهِ على لوح السّرير.

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن