الفصل الأربعون.

1.1K 77 644
                                    

ببطءٍ وحذر .. القى سيلاس بتلكَ الكلمات .. كما القى الرّعب في نفوسِهم.

وبوجه شاحب، حدقَ آيدن نحو إيان الذي ضغطَ على نفسهِ لكي يُحرر تلكَ الكلمة قبل أن يشتد الضّعف به.

"أهربْ .."

كانَ يقاوم لئلا يغلق أعينه، ومعَ ذلك، هوَ تمكّن من تحذيرهِ، يُثير السّخرية بتلكَ الكلمة التي خرجتْ منه.

بينما كانَ والده قد فقدَ وعيه أولًا .. كان‌ إيان لا يزال يملك القدرة على الحديث قبل أن تُسلب منه تمامًا. فهوى رأسه نحو الجزء الفارغ من المائدة.

ليحل السّكون محل الضجيج .. ومع ذلك، الضّجة القائمة في روحِ آيدن لن يقربُها السّكون.

ليسَ لمّا اردفَ سيلاس تاليًا ..

"امعن النظر حولك آيدن، الأشخاص الذين كنتَ تحتمي بهم مني .. الآن هُم تحتَ رحمتي.."

كانتْ نظرة آيدن توحي بالذُّعر الذي يتملكه .. بينما لم يزل حدقتيه عن ابيهِ وشقيقه، يراهما ساكنان بلا ادنى حركة ..فأدرك أن درعه الوحيد قد تحطّم فما من شيء الآن يُقيه الخطر.

"تعال إليّ .."

عقبَ حديثه بأمر .. فتحركتْ حدقتي آيدن نحوه، يُبصر النّصر في عينيهِ، والشَّماتة في ابتسامتهِ الضّئيلة. وإلى جانبهِ يقبع لوديس الذي تابعَ الاِرتِشاف من كأسهِ دون مُبالاة بما وقع.

وكانَ هُناك اولئك الرّجلين اللذان لم يُحركا ساكنًا .. جالسان في هدوءٍ بينما يحدقان نحوه وكأنهما يترقّبان ردة فعله حول ما حدث.

ذلك الهدوء الذي يحيط بالجميع قد ارعبَ آيدن .. كما لو أن غيمة القلق تحوم فقط فوق رأسه .. بينما تُسلط اشعة السّكينة على الآخرين.

الحكايات المُترددة هي من تأليف عقلهِ .. انهيار العالم كانَ فقط في رأسهِ.

"ألم تسمع ما قُلت؟ تعال إليّ .."

كررَ سيلاس أمره .. بنبرةٍ يحفُّها الأنزعاج هذهِ المرة، بينما كانَ آيدن يحاول التّعافي من صدمتهِ .. يسترجع رجاء شقيقه في أن يهرب .. وينقبض قلبه لما يرى الرّجال يحيطون المائدة .. لا تحمل فكرة هروبه حتّى نسبة يمكنه الأعتماد عليها.

"ما لك مُتصنم بهذا الشّكل؟ أَطِع زوجك .."

هذهِ المرة، كانَ لوديس من تحدّث، يشدد على ختاميّة جُملتهِ بشيءٍ من السُّخرية، بينما ضحك كيريل على الأمر.

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن