سألاقيك
بعد انتهاء العاصفة، حين تُحلق الطيور آمنة، سأنحت صورتك في قلبي كمخدر لكل نبضة غاضبة لم تمُتْ قُربك، وأقول أني سوف الأقيك .. بعد تفتُّح الأزهار
عُقب انتهاء الشّتاء
حيث المُلتقى،
وحيث الفناء.- - -
وعى آيدن من كابوسه المُريب يتنفس بأضطراب وهو يجول الغرفة بنظراته المتوترة حتى ثبتت على الساعة فوجدها العاشرة والنصف مساءً ثم نقل نظره إلى فراغ السّرير الذي يجاوره وزم شفتيه في حيرة فلا يعقل انهم لم يعودوا بعد.
وطرقت في رأسه الفكرة التي حاول اصماتها لكن صوتها كان يعلو شيئًا فشيئًا .. ونهض من سريره مُسرعًا يندفع نحو الخارج لتلتقي نظراته المرتبكة بأعين الجالسين.
جعد جبينه مِنزعجًا من عدم المبالاة التي تلقاها على الرغم من اعتياده عليها، وكان يجب عليه أن يجرؤ ويوجّه كلماته لهم لأول مرة بعد وقت طويل "الم يعودوا بعد؟"
"كلا.."
اجابه جاين بهدوء، وآيدن اومأ بخفة عائدًا بخطواتٍ ثقيلةٍ إلى غُرفته.ينتابه الخوف والقلق في أن سيلاس سوف ينتقم منه فيهم، قضم سبابته يخفف من حدّة توتره ثم اعاد تشغيل هاتفه مُرغمًا.
وكان ثمة مكالمة فائتة من سيلاس، ورسائل التمس فيها القلق، حيث يسأله عن صحتهِ وعن سبب عدم مُصارحته عن احساسهِ بالمرض.
قضم شفتيه جاهلًا ما الخطوة التالية، حتى تراجع عن الرسالة التي كاد يرسلها حين استمع إلى صوت أُسرته يتداخل مع الأصوات الأخرى فعلم عودتهم.
فلم يرد على سيلاس..واكتفى باعادة اطفاء هاتفه.
- -
وعُقب ساعتين، كان الجميع مُنشغل بتلويحات الوداع وعباراته، حيث يقف آيدن على جهة بعيدة مُرتديًا ملابسًا ثقيلة توقيه قرصات الشّتاء، وهو يترقب نهاية تلكَ الطّقوس المُملة.
ثم وضع الحقائب في صندوق السيارة، مُبصرًا إيان الذي اتّخذ من المقعد الأمامي مقعدًا له، وهم هُوَ للقعود في الخلف بجوار والدته.
- - -
يستغرق الوصول إلى سانت بطرسبرغ نحو ثمانية ساعات، وكان الوضع في السيارة مُملًا لآيدن الذي كانَ شاردًا في تحديقهِ إلى النّافذة.
يُراجع كل ماحدث في الشًهر الماضي، منذ تعثّره بتلك الجُثة حتى صار خليلًا لسيلاس مولر، وبغير رغبته.
زم شفتيه مُحدقًا نحو ظلمة الطريق، الأصوات غير واضحة من حولهِ، وكل ما يجول في ذهنه هو المستقبل والخوف من خفاياه.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...