• • •
الرَّابع من فبراير 2019
كل عاصفة.. يسبقها هدوء.. ويعقبها هدوء.. إلا ذلك الصّباح، الذي عقبَ ليلة ممطرة مليئة بالعواصف.. لم يكن هادئًا.. ولم يكن مشرقًا.
بل كان القتام سائدًا.. يحجب عنه كلّ نور ممكن.. يستشعر بدوره الشحنات المتوترة التي ملأت المكان. وذلك القول المقيت الذي زعزعَ هدوئهِ ..
"آيدن.."
"لقد هَرب.."
• • •
الثَّامن والعشرون من يناير 2019
"أ أنا شبعت"
نبس بخفوت.. قبل أن يصنع له سيلاس لقمة أخرى، الذي اومأ بتفهم على الرّغم من ملاحظتهِ بأنه أكلَ القليل فحسب.
يرتشف بعدها من قهوتهِ.. ونظراته لا تفارق آيدن الذي آثر أن يُبقي عينيه على الأرض فيسود المكان صمتًا مُزعجًا.
"تعال إلي"
أمرَ سيلاس فجأة، وآيدن جفل بخفّة حيث كان شاردًا.حدقَ نحوه بتشوّش وسأل بأرتباك "لماذا؟" يدرك أنه كان سؤالًا غبيًا، لكنه خرج دون تفكير.
"نفذْ وحسب"
في المقابل، كان جواب سيلاس مُزعجًا للغاية له، ولم يتكبّد عناء اخفاء ذلك بل اظهره بوضوحٍ من خلال ملامحهِ العابسة.
"لا تخاطبني بتلك الطريقة"
على الرّغم من أن نبرته كانتْ مرتعشة.. إلا أنه كان حازمًا. لا يدرك بأنه بتذمره الذي يعتقده قاسيًا ومعالمه الغاضبة بدى ظريفًا للغاية في نظر الآخر.
لكنه آثر إلا يضحك لئلا يزيد من استيائه.. "أنا آسف. لن أخاطبك مجددًا 'بتلك الطريقة'.. هيا تعال إلي.."
ربت في نهاية جمتله على فخذهِ.. يدعوه للجلوس هناك، وآيدن زفر بقلة حيلة، لينهض بعد ذلك ممتثلًا لأمرهِ.
يشعر بذراعيّ سيلاس تلتف حوله ويقلّص ادنى مسافة بينهما.
"أنت لا تحب ذلك؟ همم؟"
كان يعني بأنه لا يُحب أن يُأمر من قبلهِ، وآيدن لم يتردد في الايماءة. يدفع سيلاس إلى الابتسام."هذا مؤسف، لأنني احب هذا"
همس واضعا قُبلة على عنقهِ، يستشعر رجفة آيدن في حضنهِ."أحب أن أشعر بأنك تحت ادارتي.. حيث تفعل فقط ما اقوله.."
يُتابع همسه وقبلاته، ويستمر آيدن في الأرتعاش أثرهما..مع الأنزعاج الذي راوده بسبب حُب الآخر للهيمنة عليه.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...