• • •
شابك كفيه بتوتر
هذا الشّعور لا يطيقه
يستمعُ إلى توبيخ والده الذي لم يعتاده"كيف تفعل ذلك إيان؟! أنا محرج لمكوثنا هنا، وأنت تتذمر بشأن الغُرفة!"
"لم أفعل!"
رد بأنفعال، تكادُ عينيه أن تدمع، وهو يكمل "أقسم إليك بأني لم أفعل، لم أقل له شيئًا!""إذن هل هو يكذب؟!"
كاد إيان أن ينطق بنعم ! حينما ادركه الأمر، وسيطر على نفسه في آخر لحظة، يلفت انتباهه ماريانا التي دلفتِ الغُرفة بمعالمٍ قلقة
"أُمي"
دَنَا منها وأمسك بكفها بقلة حيلة."أُمي أنتِ تصدقيني! أنا لم أقل أي شيء لسيلاس! لا أعلم حقًا مالذي يجري!"
ظهر على وجهها الّتردد، تريد الحديث ثم تتراجع؛ لا تملك شيء لقوله
فمهما كانت عاطفتها نحو ابنها قوية
ما يزال لا يوجد سبب لتكذيب سيلاس."أُمي؟ --"
"لا بأس.." نطقت أخيرًا بنبرة خافتة، تُكمل "فقط لا تُكرر ذلك ثانية"
اتسعت عيناه،
يُمعن النّظر في معالمها الآسفة."إيان، لا أعلم ماخطبك هذه الفترة، لكني آمل حقًا إلا يتكرر أي شيء من هذا. توقفْ عن جلب الأحراج لي."
زلزلتْ تلك الجُملة دواخل إيان لوهلة
مُحفّزةً ذكرى عتيقة للظهور'توقفْ عن جلب الأحراج لي !'
صرخَها في وجه آيدن ذات مَرّة !تداهمه الذكرى
وتصيبه بالحزن
على نفسه
لا يعلم ما الخطأ الذي ارتكبههو بحاجةٍ إلى التحدث مع سيلاس ! عليه أن يُكلمه، ويفهم منه !
• • •
كانتْ الرَّابعة مساءً.
حين زار إيان -بشكلٍ مفاجئ- غُرفة شقيقه، يلمح التّفاجؤ، ثم الضّجر في معالمهِ ..
لكنه لم يُبالي، أغلق الباب، وجلس إلى السَرير بجانبهِ، ممسكًا بكفه بطريقة صدمتْ الآخر، وقال:
"آيدن، أنت تعرف بأني لم أفعل ذلك صحيح؟!" بأعينٍ لاهفة، ونبرة مُترجية.
يُكمل ببعض الخيبة "لا أحد هنا يصدقني..أرجوك صدقني أنت.."
كان إيان بحاجةٍ فقط إلى شخصٍ يثق بصدقهِ، يجعله ذلك يُخاطر في اللجوء إلى آيدن، كالحلِ الأخير.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...