8 يناير.صباحا..حيث رائحة الشاي تفوح..
على المائدة، جلس دايفيد بعقلٍ شارد، يحتسي الشاي بين الفينة والأخرى دون مبالاة بمذاقهِ المُر.
كذلك آيدن الذي كان يُمعن في شرودِ والده، ينتابه أحساس غريب بأنه يُخفي شيئًا..
ودون أن ينتبه، وضع كوبه بطريقةٍ خاطئةٍ انسكب اثرها قطرات الشاي على كفِ إيان الذي اطلق آهةً مُتألمة ونهضَ عن كُرسيهِ سريعا.
دايفيد وعى من شروده ناهضًا بقلق يتفحصُ كف إيان الذي يُظهر تعابير متألمة، ثم ألتفت بنظرهِ إلى آيدن الذي كان لونه شاحبا، يعتصر قبضتهِ بِشدة يُحضّر نفسه إلى الآتي.
- - -
"آيدن أنا آسف"
نطق إيان بتأنيب، بعدما دخل غُرفة آيدن دون استئذان، ورآه يرمقهُ بِكره، تلك النظرات الحقودة التي أعتادَ تلقّيها منه في السّابق ..
يُنزل أعينه الجامدة إلى المَرهم الممسوح على ظاهِر كفه، وتبسّم بسُخرية مُبهمة.
"لا تغضبْ مِن أبي أرجوك..أنت تعلم أنه يمر بوقتٍ عَصيب، ولم يقصد الصُّراخ في وجهك"
"مضى حياته في وقتٍ عَصيب.."
تمتم آيدن بسُخرية واضِحة..مع أن الأمر كان يؤذيهِ أكثر مِن أيّ شخص آخر.
"أرجوك فلتعذره وتغفر زلاته..فهو لا يكرهك كما تظن"
كشرَ معالمه، ثمة نغزات بطيئة يحسُ بِها في قلبه...وقد كره بِشدة كلمات شقيقه، فالغفران ليسَ زرًا تضغط عليه في الوقت الذي تَرغب دون أن يكلفك ذلك شيئًا.
هو أيضًا أراد مُسامحة والده، وأُمه، وشقيقه، أراد مُسامحة الحياة بأكملها..لينام دون كره يثقلُ قلبه..رغبَ بِشدة أن يستيقظ خفيفًا دون مشاعر تُثقله.
رغبَ الغُفران المطلق.. هو أيضًا مثلهم، رغبَ الأعتقاد بأن أبيه لم يقصد، أراد أن يعذره، أن يمنحه فوق السّبعون عُذرًا ألفا آخر، ولكن الأشياء لا تجيءُ على مقاسِ توقّعاتنا.
"قد لا يكون يكرهني حقًا..ولكنه لا يُحبّني مثلك.."
اجابهُ بخفوت..بأعين بارِدة مُغايرة لِما في دواخلهِ من لهيبٍ.
"وذلك هو أكثر ما يؤذيني.."
"لطالما فكرتُ..ماذا لو أن أبي يُعامل كلانا بالطّريقة نفسها؟ يُحبنا بالمقدار ذاته، أو يكرهنا بالنسبة ذاتها."
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...