أثر تعبه الشديد، أراحَ آيدن رأسه على كتفِ سيلاس .. الذي تولّى مهمة تنظيفه بهدوء بعد جدال آثر الأثنان الانسحاب منه.
كان يتهيأ لآيدن، أن سيلاس لا يفهمه، ولا يفطن إلى معاناته.. لكن ظهر بأنه يبصر نزيف الجرح قبله.. ثم يتظاهر بالعمى.
ورغم ذلك، يرفض عقله إلتزام الصّمت عندما يضيق صدره فقط بمجرد التفكير بأنه خسر، بأن تلك هي نهايته.
ويؤذيه أكثر أنه عرف ذلك من قبل.
بأن كل شيء مفروض عليه، بأن لا أحد سأل موافقته، وسيظل رأيه مهملًا، ينصرف الآخرين دومًا قبل سماعه.ذلك ما كان يجول فِكر آيدن، وهو شارد الذّهن، حتى تيّقظ حين شابك سيلاس اناملهما معا.. وهمس اليه بما جعله يرفع حاجبيه متفاجئًا
"في المرة المقبلة، أمنعني"
فرق بين شفتيه قليلًا، في محاولة منه ليعي تلك الكلمة، ثم كشر معالمه .. يجيبه بشيء من السخرية والألم "وهل من المسموح لي أن أقول لا..أنا لا قدرة لي على مواجهتك.."
هو أخبره من قبل.. بأنه سئم الرفض، بأن المقاومة اتعبته، ولم يتبق فيه طاقة للمواجهة.
قطب سيلاس حاجبيه أثر رده الذي لم يعجبه، وتنهد. ثم أردف وقد كان صوته هادئًا ومريحًا "ليس وكأن الأمر يروقني.. آيدن. فكرة أن تكون لي بموافقتك مغرية واتوق اليها، ولكن كما سلف وقلت لك.. كل خيار اتخذته كان الوحيد لجعلك لي.."
رسم دوائر وهمية على كتفه، والمعني قُشعر بخفة أثر ذلك، يستئنف سيلاس حديثه قائلًا.. "ولكن أيضًا، هذا لا يعني بأني أحب ارغامك في العلاقة الحميمية. غايتي في الأساس كانت امتاعك وليس جعل مزاجك اسوأ."
تمعّن آيدن في كلماته، وخالجه الضيق لسببٍ ما. بل في الحقيقة، هو لم يحاول يمنعه. منذ المرة الأولى التي تلطخ بها جسده بموافقة منه، وهو لا يكلف نفسه عناء ايقافه
بل يعتريه الندم وكل شعور مزعج آخر حين يفكّر بمحاولة منعه، فذلك يجعل الصوت في داخله عاليا، ذلك الصوت الذي يعاتبه منذ المرة الأولى: لماذا لم تقل لا؟
يعلمه في كل مرة.. بأن الاوان قد فات
لماذا لم تنطق بها في أولِ الأمر؟ ما فائدة المحاولة الآن، جسده قد أُنتهك، ولن يعود نقيًا مهما قال لا.ومع ذلك، هو قد اجابه.. بصوتٍ خافت ويظهر فيه الندم.. "ظننتُ أنك سوف تهددني.. أن رفضت.. كان ذلك سوف يكسرني بشدة. لقد أردت خداع نفسي بأني افعل هذا بموافقتي.. لذا ليس هنالك حاجة للأنهيار.."
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...