إشتدَّتْ العاصِفة ..
تنقبض روح آيدن رهبةً مِنها لكن رعبهُ الحقيقي كانَ مما جرأ على فعلهِ مُراقبًا سيلاس الذي أنشغل في محاولة تهدئتهِ ظنًّا منه أن تلكَ الرّعشات الهستيرية ناتجة عن مخاوفهِ من الطّقس العاصِف.
حيث يحتويه في حضنهِ يبعث له الدّفء بقبلٍ وهمسات رقيقة، إلا أن نبضات آيدن لم تهدأ، بل زاد إضطرَابها بطريقة غريبة اثارتْ العجب في نفس سيلاس.
الذي ادركه الأمر منذ احساسه بضعفٍ مُريب اجتاحه .. ترتخي قُبضتيه من تلقاء نفسها مما امكن لآيدن أن يتملص من بين ذراعيهِ على الرّغم من محاولة سيلاس لأسترجاع قوّته وسيطرته على عضلاتهِ لكنه فشل فشلًا ذريعًا.
يُراقب بصدمة الخُطى التي اتّخذها آيدن بعيدًا عنه وهوَ يُحدق نحوه بأعينٍ دامعةٍ وجسمٌ يرتجف بجنون حتى وعى لكلّ ما يجري يشعر بأنه لن يُسعفه الوقت حتى يقضي به فاقدًا لوعيهِ.
"آيدن .. حبيبي .."
نطقَ بضعف يحسُ بأنه فقدَ القُدرة حتّى على تحريكِ يديه، ومع ذلك، هوَ ضغط على كلّ خلية عصبيّة في دماغهِ لرفعها بنسبة ضئيلة داعيًا آيدن للعودة إليه."صغيري .."
همسَ بصعوبة بالِغة .. وقد صارتْ رؤيته مُضطربة حيث يرَ كل شيء بشكلٍ مزدوج، لم يعرف حتى أين يقف آيدن تحديدًا .. ومع ذلك، هو واصلَ المقاومة مُحاربًا الوهن الذي أوشكَ على التّغلب عليه."لا بأس.. لا تخفْ.. تعال إليّ.."
ارتجفَ آيدن بسبب تلكَ الدّعوى، صوت الرّياح المُخيفة والمَطر الذي يضرب الأرض بقوّة قد جعله في أكثر الحالات رُعبًا.. يزدادُ الأمر سوءًا حينما منح ذلك الدّواء الغريب لسيلاس الذي أردفَ تاليًا بما قشعرَ أوصاله.
"سأسامحك صغيري.. لا تخفْ.. هيا تعالْ إليّ.."
علمَ سيلاس أنه لن يصمد طويلًا، وكان في حاجة ماسة إلى إقناع آيدن بالرّجوع إليه قبل أن يفقد الشّعور من حولهِ.
"تعالْ إلى حضني .."
لم يسع آيدن إلا أن يذرف من العبرات ما يُبرد تلك الغلة التي تعتلج في صدره، يرَ أن سيلاس قد منحه فرصةً لا تعُوّض لتصحيح خطأه حيث يقول بأنه سوف يَغفُر له.
'خطأه' .. جهل آيدن حتى تمييز التّصرف الصّحيح من الخاطئ في تلكَ اللحظات المُرهبة من حياتهِ التي كانتْ معظمها خطايا أرتدتْ ثوب الصّحة .. ثوبٌ رث على جسمٍ مُتهالك.
لقد أدرك أنه بوسعهِ الأعدال عن رأيهِ وتجنب التّفكير المؤلم فيما قد يفعله سيلاس عند صحوته .. عرف بأنه بوسعهِ محو كلّ تلكَ المخاوف من فكرة ايجاده حتّى وهوَ لم يسلك طريقًا للفرار بعد.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...