أحسَ بنفسه يتجمَد، تتراكم الثّلوج وتتصلب في قلبهِ، أيُ دفء تزعم أنك قادر على تزويده به؟ لقد عانقته الشّمس بأكملِها ولا يزال الشّتاء يغار منه ..
...
كان على حرارة الادراك أن تلفحه، حين امعن في عينيهِ الذّابلتين من فرط الشّهوة .. حين بحث فيهما بيأس عن غضب أو استفزاز قد خلّفه بكلماته ولمْ يَجد.
أرادَ تايلر أن يُبصق اسوأ النّعوت، أن يستحضر تلك المواقف المُرتبطة بالشّعور السّلبي المُختزن في نفسِ المُقابل .. ولكنه فشلَ فشلًا ذريعًا.
فهو يخاصم من لا يولي أهميةً لسُمعتهِ أو العقوبات التي قد تُفرض عليه، ذلك الذي ضربَ بإهانته عرض الحائط وأصرّ على ما ينويهِ.
اغمضَ عينيه باشمئزاز وكراهية حين انحنى ارتيم ودفن رأسه في عُنقهِ، يلهبُ جلده بأنفاسه السّاخنة، أين كان يتنفس بأضطراب من فمهِ.
يُمكن لتايلر الأحساس بصدر ارتيم يصعد ويهبط بطريقة مُضطربة ضد صدره في تنافر واضح ..
وتنقبض روحه حين يعي بأن يديه مُقيدتين لا قدرة له على تحريكهما، وكذلك قدميه، بالأغلال القاسية .. وهنالك ساقيه التي يقيدهُما ارتيم بين ساقيهِ
ويُقيّد فمه بالذّل الذي يتهمه به بأدّعاءِ التّوسل .. وآخر قيوده هي عدم رغبته في زيادة متعة خصمهِ بأظهارِ المقاومة التي لا طائل منها ..
"لم أتوقع قط .. إن هذهِ اللحظة آتية.." بشغف ورغبة عارمة، باح ارتيم عن شعور السّرور الذي اِنتابه في اعتلاءه للذي رمقه بهيجان مُتزايد.
"ظننتُ أنني لن أنعم بهذا ابدًا.."
رغب تايلر في شتمهِ، بالترديد بأنه معدوم القيمة ونكرة.. رغب في اهانته بشتى الكلمات التي بوسعه النطق بها .. ومعَ ذلك، كان ثمة شيء يُقيّد لسانه.
فكرة ما كانت تُضيء بشكل باهت وسط افكاره المُظلمة الأخرى .. فكرة استفزت اعصابه وهي لا تزال فكرة، بوسعه الأحساس بالصّعوبة البالغة للتنفيذ.
لكن لمْ يمكُنْ بمقدورهِ الصّمود أكثر حين كان ارتيم يتمادى شيئًا فشيئًا .. وهو يعرف كيف ستنتهي هذهِ الليلة المروعة إلّم يفعل شيئًا لمنع ذلك من الوقوع.
فسارع في النّطق مُستنزفًا كل اعصابه لأخراج تلك الكلمات على لسانهِ
"لا أُريد .. أن أُغتَصَبَ .."
يستمع إلى الهمهمة المُتساءلة .. لكنه لمْ يُوقف عبثه على جلده الذي من المؤكد أنه أُحمَّر.
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...