الفصل السَّابع عَشر.

944 59 106
                                    

تلكَ اللحظة
حين أزحتُ عينيّ عنك خشية التّوهان
في عينيك
وما علمتُ أني تهت حين خشيت ..

• • •

جفل بخفة، يُعاين الباب المُغلق إمامه.
يرجف نابضه فقط عند التّفكير بمن يقبع وراءه

أريد أن أحبك حقًا
تلك كانت جملته، وذلك كان قراره.
مع هذا هو لم يرغب رؤيته، ليسَ في هذا الوقت تحديدًا !

ليسَ عندما تكون مشاعره غير واضحة، لا شيء سوى التّردد البالغ في المضي قدمًا أو الهروب بعيدًا.

"هيا أدخلْ !"
وعلى ما يبدو، أن صبر تايلر قد نفد.

مرغمًا إياه على التّقدم
يزدرد ريقه بصوتٍ مسموع
ويفتح الباب
شيئًا فشيئًا.. حتى ظهرتْ له تلك الهيئة.

هيئة المُتمدد على السرير
بذراعٍ مصابة
وأعيُن مغمضة، بغاية الاسترخاء
متكئًا برأسهِ على الوسادة

تُفتح تلك العينان القاتمة بغتةٍ لتواجه أعيُنه المرتبكة،
يغدو الموقف أكثر إحراجًا بوقوفهِ كالصنم لا يُحرك ساكنًا
فقط نبضاته المُتسارعة من تصنع الضّجيج.

بسمة هادئة
أُهدتْ إليه، يشير إليه بعدها بالتّقرب، وآيدن آثر أن يمتثل لطلبهِ على سكونهِ المُحرج

قعدَ على السرير، بقربهِ وحيث أشار إليه، لا تخمد دواخله ابدًا عند تخمينه للموضوع الذي سوف يتطرق إليه سيلاس

"إذن..كما تعلم، أغلقتُ الخط لأن ما قلته لي يتطلّب حضوري، فشيء كهذا يجب ألا يُقال عبر الهاتف، إلا تتفق؟"

تردد آيدن قبل أن يومأ بصمت.
يُحمر وجهه وهو يعيد تكرار جملته تلك في ذهنهِ،

هل تسرّع؟
أم أنه الخيار الصحيح؟
لكن هذا هو ادنى شيء بوسعهِ تقديمه لسيلاس، أن يُحبه.

"هل ما زلتَ تريد ذلك؟"
باغته سيلاس بإمساك كفه؛ بعد مُلاحظته لشروده، يتحدث إليه بهدوءٍ ولطف بالغ.

ولم يزد آيدن بعد ذلك إلا إحراجًا .. يُفكر بأن الأمر كان أسهل في المكالمة. لكن أن يقولها وجهًا لوجه، بينما يحدق إلى عينيهِ، صعبٌ للغاية ...

لكنه يريد ذلك حقًا.

سئم الجزع والنّفور من الوحش الغامض
يريد الآن فقط أن يعانقه
حتى لو عرّضه ذلك للأذى
يبقى أفضل من ألمِ الهروب
ومن تمنّي زوالِ الخلود 

"نعم..."
أجاب بخفوت، ثم أكملَ ببعض التّردد "لكني أحتاج إلى بعضِ الوقت"

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن