الفصل التّاسع عَشر.

894 57 45
                                    

• • •

أحسَ بتصلب في جسمه، حين أخترق مسامعه صوت إيان، وهو يأمره بصوتٍ مرتفع أن يفتح له الباب.

كانت طرقاتهُ سريعة ومضطربة
تُماثل اضطرابه وزعزعته

شعرَ آنذاك وكأنه قد أُمسِكَ به، ينظر بأعينٍ مليئة بالذُعر نحو سيلاس الذي يكسوه الضجر لكون لحظتهما الحميمية قد قُطعت

وزاد ذُعر آيدن، حين نهض بنيّة فتح الباب، ليُسرع في التّشبث بذراعهِ.

"مالذي تنوي فعله؟!"

"أفتح الباب؟"
رد وكأنه ينطق بأبسط شيء من الممكن قوله، يثير تعجّب آيدن لعدم اكتراثه.

"لا يمكنك!"
ذلك كل ما أستطاع نطقه، صوت الطرق على الباب يقيد ذهنه، وخوفه الذي يتفاقم مع كل طرقة، يتهيأ له بأن إيان سيكون قادرًا على الدّخول بأي لحظة مُقبلة !

تداهمه العديد من التّخيلات المُقلقة، وفكرة أن والده قد يعلم بعلاقته الخاطئة مع سيلاس تثير رهبته.

"لا يمكنك ابدًا!"

لن يسمح بالتّهاون
ذلك سرٌ آثم عليه أن يُحفَظ.

"وكيف سوف تمنعني؟"

رد بأستفزاز، يرفعُ حاجبه.
لا يعجبه ابدًا كيف أن آيدن يولي الأمر هذا القدر من الجدية، يهتزُ رعبًا لموقفٍ لا يستحقّ حتى تنهيدة بنظره.

"أنى لك أن تكون غير مُبال! أن رآك إيان هنا فهو سوف يُعلم الجميع بالأمر!"

"وأن يكن؟"

بصقها بأكثر النبرات برودةً، يشهد الاتساع في أعين آيدن، وكيف علا صوت دقاته
مع صوت طرقات الباب الذي لا يبدو أنه سوف يستسلم

"ماذا تعني بهذا؟ أنهم سوف يؤذوني أن علموا!"

ضربٌ مُبرح؟
أذى نفسي؟ لا يعلم آيدن الطريقة التي سوف يُعاقب بها، ولكنه غير مستعد لمواجهة الألم..بالأخص أنه أرتكب تلك الخطيئة في سبيل تخليص نفسه من عُقدة الذَّنب، وآثارها السقيمة.

"يؤذونك؟"

في المقابل، كانت نبرة سيلاس تَحملُ السّخرية، يُمسك بعد ذلك بفك آيدن بحركةٍ لم يتوقّعها، وهمس بينما يرمقه ببعض الحدة

"لا أحد في هذا العالم .. قادرٌ على إيذائك غيري.."

مثل وقعِ زلزال
هكذا وقعت كلماته في نفسه
يرتعشُ سائر جسده أثرها
من تلك الأعين الصّادقة بشكلٍ مُظلم، وبدقّة.

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن