الفصل السَّابع والخمسون.

821 78 509
                                    

هذا الفصل هديّة للتعليق الأوّل ايًا كان 🍥.



















. . . .













هُناك أمان غريب يأتي بعد حدوث ما تخشى حدوثه.








. . . .

















أسرعَ تايلر في خطواتهِ على أملٍ واهن في أن يكلّ ارتيم عن مُطاردتهِ ..

وبالفعل شيء من الأحساس بالنجاة تفشّى في نفسهِ لما قُطع صوت الأقدام المُلاحقة وتبقّى صوت نجاته اليائس يتصدى بين الأشجَار.

ومع ذلك،
فأن توقف ارتيم عن مُلاحقته قد بثّ في نفسهِ الريبة مما جعل من حركته تضطرب وتبطأ بشكلٍ تلقائي ..

الحركات غير المتوقعة الصادرة من ارتيم لطالما جاءت بضرر أكبر من تلك التي يمكنه تخمينها ..

حتى جحظت أعيُنه .. وانقبض قلبه،
تبرح ثغره صرخة مُباغتة توحي بالفزع الذي تملّكه لما احس بشيء يخترق جلده.

يتغلغل بين لحمه ويستقر هناك .. محدثا ثقب فاضت منه الدماء .. لقد تصنّم بمحاولة ادراك الوجع والصدمة اللحظية.

تُسلِب منه القدرة تمامًا على الوقوف .. هاويا نحو القاع بوهنٍ وكلّهُ رغبة في أن يواصل الهرب رغم اصابته المُرِهبة، لقد اراد تايلر مُتابعة الهرب حتى مع احساسه بالهزيمة، وبالتّخلي القريب.

تخلّي الروح عن الجسد ..

يبصر الدماء التي فاضت منه ملوثةً الأوراق الخضراء، مُدنسةً مظهرها اليانع، كلاهما كان يشكو التغيير، ويريد العودة إلى حالتهِ الأولى.

كانت يداه ترتجفان في غضبٍ بالغ اثناء تشبثه الضعيف بالأرض .. بينما يستمع إلى الخطوات المُسرعة التي تتقدم نحوه، استطاع سماع حتى صوت لهاثه بعد مُطاردة مُرِهقة.

لم يرفع رأسه ليلاقيه ولكنه رأى كيف تم حجب الضوء عنه لما صارَ خلفه، وسمعه كيف يلتقط انفاسه ويلعن.

فسارع بوضع يده على مسافة أبعد ثم دفع بجسمه المُتضرر إليها، مواصلًا النضال حتى مع انطفاء الأمل ..

ولم يلبث ثانية حتى احس به يندفع إليه  ..
مُحتضنًا إياه من الخلف بقوّة،
وسط بركة من الدّم، وتنفّس ضدّه بأضطراب لاقيًا بسلسلة من الأعتذارات الهشّة ..

احتجزه بين ذراعيه بضغط قوي وكأن تايلر سيتمكن من الفرار من بين يديه .. يتداخل صوت الرياح المُتراقصة مع حركة الأشجَار انفاسهما اللاهثة ونبضاتهما المُضطربة.

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن