الفصل السَّادس عَشر.

876 61 127
                                    



• • •

من صفحاتٍ قديمة.

أمسيتُ مُثقلًا بأحلامٍ كبيرة، أحلامٌ قد أرهقتني، وسلبتْ مني كُل ما أملك في سبيل تحقيقها ولم أستطع، ولكن ما آلمني هو ليسَ يقيني بعدم مقدرتي على تحقيقها، بل معرفة أنه لم يكن لي الحق لأحلم حتى.

• • •

في وقتٍ متأخر من الليل ..

عاد دايفيد إلى المنزل برفقة ماكس، بينما بقي سيلاس في المستشفى بإصرارٍ من تايلر.

تلقّته ماريانا بوجه مُصفر لشدة القلق الذي كانَ ينهشها، تتفحصه بأعينٍ دامعة وثغرها لا يكف عن شكر الاله.

عانقها دايفيد وطمئنها،
ثم انحرف اتجاه بصره إلى إيان، ذلك الذي كان في غاية القلق بدورهِ.

قطب إيان حاجبيه
بشعورٍ غير مريح انتابه
حينما تلقّى نظرة غير مألوفة من أبيهِ
باردة وباهتة.

ثم نقل دايفيد بصره إلى آيدن الذي ارتبك فور حدوث ذلك التّواصل، يلاحظ احمرار عينيه، دليلٌ على بكاء طويل.

فجأة، شعر بإيان يدنو منه ويحتضنه بِشدة، متمتًا بعبارات دلت على قلقهِ، وهو بادله الحضن ببعض البرود، ثمة خيبة أمل كبيرة تسكنه.

مما جعل القلق ينمو في قلب إيان، لكنه هدئ نفسه بأن والده تعرّض لصدمة توًّا ومن الطّبيعي إلا يكون في مزاجهِ المُعتاد.

يحدق به من كثب
إلى شروده
إلى النّظرة المُنطفئة في عينيهِ

وإلى تلك التنهيدة التي غادرتْ صدره
حين توالتْ أسئلة ماريانا بإصرارٍ على أن يسرد ما حدث بالتفصيل الممل.

وهوَ جلس على الأريكة، يتناول كوب ماء يُبلل ريقه، ثم بدأ بسرد الحادثة

هناك، حيث اتسعتْ أعين آيدن في ذهولٍ
واضطرب نبضه
عند تلك الجزئية تحديدًا

"وهو تلقّى الرصاصة عوضًا عني"

قشعريرة سرت بجسدهِ
وزلزلته
يكاد قلبه أن يبرح أضلعه، اثناء تخيّل الموقف فقط.

سيلاس شخصٌ أناني، شخصٌ لا يحب سِوى نفسه، ولا يهمه سِوى نفسه،
يريد أن يُسيّر الجميع على نهجهِ
لا يحبذ إلا الطّاعة لأوامرهِ
ومن ابى فقد حكم على نفسهِ بالقلق من سيل تهديدات لا يبدو أنها نُطِقت عبثًا

Dark Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن