• • •
ذلك الصُوت.. وتلك النبرة.
تغلغلت إلى مسامعِ آيدن فجمّدته لوهلة، يشعر به خلفه مباشرة إلى حد أنه لو ألتفت لأرتطَم به.الطاّقة السّلبية التي تَطفو في الجوّ كانت شَديدة الوضوح، وقد لامستْ الجميع.. مما دفعه إلى التّساؤل.
"مالّذي يجري هُنا؟"
الصّوت القَريب بِشدة أرعشه، كتفيه أهتزتْ بوضوحٍ للعينين القاتمة اللتان تُراقبانه بدقّة.رفع دايفيد عينيه عن هاتفه بعدما أتمم طلب سيارة الأجرة، ونظر إلى مصدر الصوت ليرتسم التفاجؤ على معالمهِ؛ فلقد برح ذلك ذهنه منذ صدمته بآيدن.
دنَا منه عدة خطوات وهو يعيد هاتفه إلى جيب بنطاله "اوه لقد وصلتَ بالفعل! المعذرة كنت أود أستقبالك في المطار، لكني أنشغلتُ عن ذلك--"
توقف بغتة حينما وقعت عينيه على تايلر، الذي كان يقف على يسار سيلاس. وقد كان أيضًا قريبًا من آيدن الذي يركّز بنظراتهِ على الأرض.
لاحظ تايلر ذلك التّغير المُفاجئ في النظرة التي تلقاها، مما دفعه إلى تبني ردّة فعل مساوية، فتهجمت نظراته هو الأخر ليمسي الجوّ أكثر غرابةً وغموضًا، وسيلاس لم يكن في غفلةٍ عنه.
في تلكَ الأثناء، وقبل أن يتمكّن سيلاس من الأستفسار عن الوضع الغريب، ظهرت ماريانا مع إيان وهما يمحلان الحقائب.
ولما لاحظهما دايفيد، قال:
"اوه بشأن ذلك.. أريد أن أعتذر أولًا لأنه تصادف ذلك مع وقت رجوعك، ولكننا قد أتّخذنا قرارنا في عودتنا إلى المنزل، و--""لم؟"
قاطعه سيلاس على الفور، بحاجبين مقطوبين دليلٌ على عدمِ الرّضى. وكذلك الحال مع تايلر.الذي زاد من تكشيرهِ لمعالمه حينما رمقه دايفيد بطرف عين، لا يفهم ما نوع التلميحات التي يقوم بها، ولم هو بالذات.
"لأننا أطلنا المكوث هنا، وعليّ أن أتعامل مع الأمر بنفسي--"
"أعتقد أننا قد تناقشنا عن ذلك بالفعل، ولا رغبة لي بأعادة ما قلته. مع ذلك.. لا أعتقد أنه السبب الحقيقي. فقط أخبرني لم تريد المغادرة؟"
الوجوه القلقة
ورجفة آيدن
وهيئته المبعثرة، كلها قد ألتقطها سيلاس في لمحةٍ
يمكنه التّخمين أن السبب لهو شيء أكبر.تنهد دايفيد، وقد تغلغل الجمود نظراته حينما اتصلت مع تايلر، وتمتم بنبرة باردة "أعتقد أنه يجب أن تسأل السّيد لان عن ذلك.. دعه يبوح بالخطأ الكبير الذي أرتكبه"
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...