"إذن أنت ستعود إلى موسكو؟" تساءل تايلر رغم تفهّمه للوضع، وعلمه بأن هذا اليوم لا بدّ أن يأتي، يُمعن في ايماءة سيلاس، وتعابيره المُنزعجة.
"سأرحل في الغد.."
همهم تايلر وسكب مشروبًا لنفسه، يعود بعدها للأتكاء على الأريكة، واضعًا قدم فوق أخرى
"لا عجب أنك في مزاج سيئ، لقد قطعت شوطًا طويلًا، وسيكون من المؤسف أن يتعرقل طريقك بسبب ذلك"
حدق سيلاس نحوه بعدما قاله، بحركة سريعة اجفلت تايلر لوهلة وعلّقت قُطيرات المشروب في بلعومهِ.
ثم سارع في التبرير، بينما يضع كأسه على المنضدة "لا تفهم كلامي بشكلٍ خاطئ، أعني أنه من الممكن حدوث أي شيء في غيابك"
وأكمل "هل تذكر حين غبت عنه لساعات قليلة فقط وعاد إليك مكسورًا من والده، إذن ماذا سيحدث إذا غادرته لـ--"
"كفى فهمت"
نطق سيلاس بنبرة عالية منزعجة، وتايلر ألتزم الصّمت بعد ذلك، يراقب هدوئه الظّاهري لدقائق معدودة حتى سمعه يقول"لا شيء، لا شيء على الأطلاق، بمقدوره أن يستفزني بقدر ما تفعل فكرة غيابه عني"
كانت عيناه المظلمتين تنظران نحو الفراغ.. وعروق يديه بارزة بخفة، تُضفي لمسةً جمالية على شحوبِ بشرته
"ربما عليك أن تهدأ قليلًا.. أعني، الأمر لن يستغرق أكثر من اسبوع واحد، ثم ستتمكن من رؤيته مرة أخرى"
قال بغاية تهدئته، يُراقب كيف ظهرت ملامح السّخرية على وجه سيلاس "إذن هذه المرة اسبوع واحد، ماذا عن المرة المقبلة كم ستكون المدة؟ أو ما عدد المرات المقبلة على اية حال.. هل تعتقد أنني سوف أصمد في كل مرة؟"
قطب تايلر حاجبيه.. يحلل كلامه في عقله.. ثم حين استوعب.. نطق "إذن ليس موضوع العودة هو ما يزعجك فقط.."
"نعم... أنهم سوف يستمرون في ابعاده عني"
وأردف.. "وهذا ما لن أسمح بحدوثه، مهما كلّف الأمر.."
كانت نبرته تنخفض.. وغموض عينيه يزداد
"هل تخطط لشيء معين؟"
"دعنا من هذا الآن..طَلبتُك لأعلمك بأنك لن ترافقني هذه المرة"
"ماذا! لكن لماذا؟!" انفرجت شفتيه ببعض الصدمة، كانت تلك المرة الأولى منذ طفولتهما التي يطلب إليه عدم مُرافقته
أنت تقرأ
Dark Winter
Romanceرواية مثليّة | يُعاني آيدن مارتينيز، من النّظرة الدُوْنيَّة التي يتعرّض لها كلّ يوم، حيث قُرِنَ به الفال السّيئ منذ ولادته، وعُومل على هذا الأساس الواهي ظُلمًا، فكان كارهًا مُغتاظًا لكل من يحمل له هذهِ النّظرة المُتشائِمة، حتى آمن بما نُعِتَ به عندم...