تم إجراء فحص صارم لتحديد الهوية على متن العبّارة قبل الوصول:
فحص بصمات الأصابع ومسح شبكية العين بالإضافة إلى فحص شامل لممتلكات الجميع. لقد بحثوا عن كل شيء من المتفجرات إلى المواد الكيميائية والمخدرات. لقد كان ذلك النوع من الفحص الأمني الصارم الذي تتوقعه عند دخول منشأة عسكرية أو مطار في بلد مزقته الحرب. وفقًا لكونيكيدا، فإن الطريقة الوحيدة لدخول الجزيرة كانت عبر هذه العبّارة حيث يمكن للمسؤولين التحقق من هوية الزوار ومنع أي أنشطة أو جرائم خطيرة أثناء وجودهم فوق الماء.
على أية حال، أتسوشي والآخرون اجتازوا الفحص بأمان. بعد ذلك، نزلوا من العبارة عند الرصيف، مروراً بمدخل الجزيرة ليطأوا أراضيها.
شهق أتسوشي بإعجاب وهو يحدق في المشهد. لقد كانت عمليا دولة أجنبية. كانت تغطي الأرصفة أحجار مرصوفة باللون الأزرق الداكن بأحجام مختلفة. على جانبي الطريق كانت توجد مباني من الطوب بلون النبيذ العتيق. كان لكل منزل نوافذ مزخرفة معالجة بالجير وشرفات أمامية بأبواب منزلقة. حتى أن البعض كان لديه طواحين مياه تعمل.
عربة يجرها حصان حقيقي رمادي مرقط مرت بصخب من أتسوشي والآخرين في الشارع المزدحم. أقيم على الجانب الآخر من المدينة برج ساعة بجدران خارجية مصنوعة من حجر العسل. كانت عقارب الساعة الضخمة تشير إلى الساعة 11:12.
"هذه هي أراضي إنجلترا"، أشار كونيكيدا وهو ينظر حوله. "إنها نسخة طبق الأصل من لندن في القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فإن جميع البنى التحتية الأساسية تستخدم التكنولوجيا الحديثة، لذلك لا داعي للقلق بشأن الإصابة بالمرض عند شرب المياه الملوثة."
"أنا لا أعرف حتى ما الذي أنظر إليه..." اندفع أتسوشي وهو يتنهد.
"دعني أعطي الجميع واحدة من هذه قبل أن نذهب أبعد من ذلك،" أمر كونيكيدا قبل أن يخرج بعض العملات الفضية من جيبه.
"ما هذا؟نقود للوجبات الخفيفة؟" سأل أتسوشي.
"...لا. هذه ستكون بمثابة بطاقة هويتنا على الجزيرة. لقد أعطاني عميلنا واحدة لكل واحد منا." بعد تسليم عملة معدنية للجميع، بدأ كونيكيدا في المشي. "يحصل الزائرون عادة على عملات نحاسية، ولكن مع هذه العملات الفضية، سنكون قادرين على دخول المناطق المحظورة التي لا يمكن للسائحين الوصول إليها. فهي تبث تعريف الترددات الراديوية الذي يمكنه فتح الأبواب. كل ما علينا فعله هو أن نحمل العملة المعدنية بالقرب منهم لتفعيله."
كان أتسوشي يحدق في عملته المعدنية وهو يقلبها بين أصابعه،وعلى ظهرها كان هناك ما يبدو أنه إله البحر ممسكًا برمح ثلاثي الشعب، بينما كان على الأمام صورة شخصية لملك ما .
"مهما حدث، لا تفقد تلك العملة. إذا أوقفك أحد حراس الأمن ولم تكن معك تلك العملة، فسوف يعاملونك كمجرم ويطردونك من الجزيرة." نظر كونيكيدا حوله إلى العملاء الآخرين. "ومن الأفضل ألا تنفقه عن طريق الخطأ أيضًا!"
