188

174 20 0
                                    

الحلقة 188>
كان ليون وينستون يملك كل شيء، ولكن ليس غريس ريدل. ولذلك كان مفلساً لا يملك شيئاً.

استقام وألقى بالمجلة في المدفأة المشتعلة وأعاد قلم الحبر إلى بيرس. سخر ليون وهو يسير نحو المدخل الرئيسي للمبنى الرئيسي. لكن انعكاس صورته في النافذة لم يكن يبتسم.

قالوا إنه كان يملك كل شيء. فهو رجل نبيل، وعضو مجلس شيوخ محترم، وبطل عظيم، وقائد عسكري ذو سلطة هائلة، ورجل أعمال بارع. لقد حقق كل النجاح الذي يمكن أن يسعى إليه رجل في المجتمع في مثل هذه السن المبكرة.

لكن هذه أهداف يجب تحقيقها، وليست وجهات. لقد كانت بمثابة محطات في رحلة طويلة، لا معنى لها بمجرد تحقيقها، ولم تكن هناك نهاية ذات معنى لحياته.

عند خروجه من البوابة الرئيسية، نظر ليون إلى الأعلى. هبّ نسيم بارد نثر أوراق الشجر الحمراء والصفراء على سماء زرقاء صافية.

الخريف.

الخريف الذي انهارت فيه المرأة بنوبة مروعة من الغثيان الصباحيّ، عندما قامت بأشياء قاسية مثل التظاهر بحبه، وعندما هربت في زي سيدة وخادمة.

كان ذلك موسم العذاب.

كان يتنشق هواء الخريف ككلب مدرب على سيلان لعابه عند سماع صوت الجرس، منتظراً عذاب غريس الجديد.

كان يحسد نفسه القديمة لأنها رمت له عظمة مثل كلب جائع ولم تعطه فرصة لمطاردتها والإمساك بها، أما الآن فهو يموت جوعاً بدون تلك العظمة الخالية من اللحم.

جريس، هيا ألقِ العظمة ارمها في أي مكان، فقط ارمها، أنت لا تريد أن تشاهد الكلب المسعور يطاردها ويضحك عليها.

بينما كان يكرر الكلمات لنفسه، اتجهت خطواته بشكل طبيعي نحو المبنى الخارجي.

بعد إعادة المحادثة التي دارت بينه وبين المرأة بعد أن هربت منه، التقط جملة واحدة ثابتة.

لم يعد لدي أي استياء أو اهتمام بك بعد الآن.

في إحدى تلك المكالمات، قالت شيئاً من هذا القبيل في النهاية.

هل ما زلت تحبني؟ ألهذا السبب أنت غير سعيد؟

بسخرية

قالت أنها لا تحمل ضغينة، لكنها تركت لي رسالة مليئة بالضغينة. حقيقة أنها كتبت هذه الرسالة للمرة الأخيرة دليل على أنها لم تستطع أن تنساه.

ديزي ماتت، سالي ماتت، غريس لي ماتت أنت قتلتها

لذا تجاوز الأمر

قلت له أن ينسى فاتهمني بقتلهما قلت لك أن تنسى قلت لك أن لا تنسى

عسى أن تضحك ثم تفكر بي فجأة فتتألم، وعسى أن لا أكون كالمسمار في قلبك لبقية حياتك.

جربي التسول | Try Pleading  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن