ما أن تحقق فتحى من شخصية زائره غير المتوقعة حتى تحولت لهجته الخشنة الموبخة إلى تهذيب وتبجيل .. بل وخوف أيضاً ..
كان قد رآه من قبل مرات معدودة .. فهو لا يأتى إلى هنا كثيراً رغم كونه اشترى القصر منذ ما يقرب من أربعة أعوام .. مصطفى خورشيد .. لا شك فى كونه أتى هارباً من كارثة جديدة .. أيام قليلة سيختبئ فيها هنا قبل أن يعود مجدداً من حيث أتى
غمغم وهو يفتح البوابة وينحنى احتراماً لخورشيد الذى صعد ساخطاً إلى سيارته مجدداً :
- عذراً يا سيدى .. " العتب على النظر "
هتفت المرأة الشابة التى تجلس بجواره خلف عجلة القيادة :
- يبدو أنك شخت ولم تعد تصلح للعمل هنا
كاد باسل أن يتفوه معترضاً لولا فتحى الذى نظر إليه فى رجاء كى لا يفعل قبل أن يغمغم موجهاً حديثه الواهن للفتاة :
- خطأ غير مقصود يا سيدتى .. كنت فقط أحاول حماية القصر .. ظننت أن لصوصـ....
رفعت المرأة رأسها فى كبرياء وقاطعته ساخطة :
- كفى ثرثرة وافسح الطريق
ابتلع فتحى ريقه مبتسماً وانزاح جانباً لتتمكن من عبور البوابة بالسيارة .. ما كادت تبتعد أمتار قليلة حتى توقفت من جديد وتقهقرت عائدة بسيارتها إلى حيث وقف فتحى مرتعداً بجوار باسل
تحدث الرجل للمرة الأولى ووجه حديثه إلى فتحى بينما تعلقت نظراته بجسد الفتى الضخم :
- من هذا ؟
تجولت عينا فتحى بينهما فى بلاهة قبل أن يستوعب سؤاله .. فأجابه مرتبكاً :
- هذا باسل .. ابن أخى .. يأتى لزيارتى والاطمئنان علىَّ من حين لآخر
سادت فترة من الصمت تفحص خلالها خورشيد باسل من رأسه حتى إخمص قدميه .. قال أخيراً موجهاً حديثه إلى باسل هذه المرة :
- ماذا تعمل لتكسب عيشك ؟
أجابه باسل فى تحدٍ :
- أنا مصارع
- مصارع ..!
- سأصبح كذلك عما قريب
- وماذا عن الوقت الحالى ؟
قطب باسل حاجبيه مفكراً .. كاد أن يخبره عن عمله مندوباً لشركات الدعاية ولكنه توقف فى اللحظة الأخيرة .. تنبه إلى خورشيد عندما أردف :
- ما رأيك فى العمل عندى ؟
- ماذا سأعمل ؟
- سأدفع لك عشرة آلاف جنيه شهرياً
اتسعت عينا باسل فى صدمة بينما ابتسم خورشيد فى انتصار وهو يشير له نحو باب السيارة الخلفى قائلاً :
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!