32

7K 473 139
                                    


كان أوسكار محقاً عندما أخبره بأن وجوده فى المعسكر يضمن صالحه ويوفر له رعاية لن يحصل عليها خارجه .. اهتمامهم براحته بلغ حد التدليل ..!

وجوده تحت راية أوسكار سلط عليه الأضواء .. توجوه بطلاً قبل حتى أن تبدأ المسابقة .. حتى المتسابقين أنفسهم شعروا بقلق أقرب للرعب وهم يرونه للمرة الأولى .. كان أشدهم بنية يبدو هزيلاً أمامه .. من حق أوسكار أن ينبذهم جميعاً ويصاب بالإحباط قبل أن يراه ويتمسك به

أكثر ما شفى غليله من حقد على ماضٍ ضاع هدراً .. هو ذلك الذهول الذى اعترى وجه شفيق ما أن وقع بصره عليه .. كاد أن يسقط ميتاً عندما فوجئ به بين صفوف المصارعين .. زاده هلعاً وجود أوسكار بجواره وعلمه فيما بعد بأنه من تبنى موهبته بنفسه

التملق الذى أعقب صدمته لم يلمس فى نفس باسل وتراً .. حقده السابق نحوه كان أكبر من أن يغسله نفاقاً مهما بلغ مقداره .. رمقه متهكماً عندما عاد يتلون كالحرباء وهو يقترب منه مظهراً حباً أبعد ما يكون عن قلبه .. فتح ذراعيه عن أخرهما وهتف كالمشتاق :

- باسل .. يا لها من صدفة رائعة ..!

اكتفى باسل بمد يده ليصافحه فى وجوم قطع عليه إظهار المزيد من التمثيل الهزيل المبالغ فيه بينما اقترب أوسكار منه وتطلع إلى شفيق فى فضول فأسرع الأخير ليعرفه بنفسه فى زهو قائلاً :

- أنا شفيق .. أنا من توليت رعاية هذا البطل سابقاً وكان لى الفضل الأول فى بناء هذه القوة العضلية الهائلة

استدار أوسكار إلى باسل وكأنه يريد تأكيداً لما يلمح إليه ذلك المدعى .. رفع باسل رأسه فى كبرياء تعلمه منه ربما .. وربما منها .. قائلاً فى لا مبالاة :

- لم أعد أتذكر

اتسعت عينا شفيق استنكاراً بينما جذبه أوسكار قائلاً فى غطرسته المعتادة :

- هيا بنا إذاً .. عليك ببعض الراحة

لا سريره الفاخر الذى جهزوه خصيصاً لراحته .. ولا التمرينات المرهقة التى يجتازها اليوم كله غيرت من عادته السيئة لثلاثة ليالٍ كاملة .. ساعات تمضى وهو مشغول بها عاجز عن النوم لشدة قلقه بشأنها .. صوتها المهموم عبر الهاتف والذى حرص على أن يسمعه عشرات المرات كلما سنحت له الفرصة للراحة .. لم يكن يزيده إلا شوقاً إليها ورغبة فى الهرب من المعسكر واللحاق بها

كان قد هاتفها منذ ساعة .. والآن يرغب فى سماع صوتها مجدداً .. لم يفكر طويلاً وهو يعاود طلب هاتفها .. أجابته على الفور وكأنها هى الأخرى كانت ترغب فى سماع صوته ..

أظهرت لامبالاة ليتها كانت حقيقية .. حتى ولو كانت ستؤلمه وتشعره بعدم حاجتها إليه .. فحاجتها إليه وهو عاجز عن الوصول إليها تؤلمه أكثر .. استمع لثرثرتها فى شغف وحنين قبل أن يجن جنونه وهو يلاحظ أن صوتها اختنق فجأة عندما تمنت له ليلة طيبة وأغلقت الخط ..

فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن