عندما عاد فى المساء عرج إلى غرفتها ليدعوها لتناول الطعام .. العدوانية التى عاملته بها لم تؤثر فيه ولو قليلاً فازدادت جنوناً حتى توحشت رغبتها لأخذ حقوقها فيه عنوة .. لن تسمح لهذه المقاتلة الضخمة بأن تسرقه منها حتى ولو دفعت حياتها ثمناً ..
لكنها فقدت حماستها بمرور الوقت .. تجاهله لشراستها ضاهى تجاهله لنعومتها .. فما عاد تبدل أحوالها يهمه .. أسبوع مضى كان بالكاد يلقى عليها تحية المساء بعد عودته من تمريناته المزعومة .. لم تعد تشك فى كونه يمضى نهاره معها .. تلك التى فضلها بديلة لها
كان مستعداً أن ينزع قلبه ويعتصره .. لن يسمح لها بامتلاكه مجدداً مهما ابتدعت من حيل لتستعطفه .. زهدها الواضح فى الطعام .. عيناها المتورمة بكاءً .. صوتها الضعيف البائس .. كل ذلك لن يرحمها من غضبه ..
ولو كان الثمن هو أن يحترق معها فسوف يدفعه ...
هم بمغادرة مسكنه فى الصباح الباكر كعادته للهروب من وجودها بالقرب منه .. اختلاطه بمن حوله يقمع عقله العاصى ويمنعه من التفكير فيها .. سهراته بصحبة لارا تشبع غروره وحاجته للحب ولو زيفاً .. إن كان لابد من وجود امرأة فى حياته فلتكن لارا ...
- باسل .. أريد التحدث معك
أعاد مفاتيحه إلى جيب بنطاله واستدار إليها متسائلاً فأردفت فى تلعثم :
- أشعر بأننى أفضل الآن
- أيعنى قولك هذا أن بإمكانك العودة من حيث أتيتِ ؟
لم يكن هذا ما توقعت أن تسمعه منه .. جاهدت لتحتفظ بكبريائها فتصنعت ابتسامة وهزت رأسها موافقة .. قال فى هدوء يناقض ثورتها المكبوتة :
- حسناً .. سأوصلك
- لا تتعب نفسك .. سأجد طريقى بمفردى
- هل نقلت محل إقامتك إلى أمريكا ؟
- كلا
ضاقت عيناه فى تهكم لحظات قبل أن يسألها ساخراً :
- لا تدعِ بأنك أتيت من جوهانسيرج إلى هنا خصيصاً لرؤيتى ..!
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!