20

7.3K 496 94
                                    


اتسعت عيناه فى دهشة عندما عادت إلى الغرفة بعد دقائق معدودة وقد بدلت ملابسها بالفعل .. لم تفعلها يوماً بهذه السرعة ..!

وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها .. رفعته لأعلى وهمت بتغطيته بآخر أشقر اللون فاقترب ليمسك بيدها قائلاً :

- لماذا ؟ لونه الطبيعى أفضل كثيراً

- أخشى أن يتعرفوا علىَ

- لا أحد يعرفنا هنا

تطلعت إليه فى قلق فأردف فى جدية :

- لا أريدك أن تخافى أحداً بعد الآن .. لا هنا ولا فى أى مكان آخر

امتزج القلق فى عينيها ببعض الألم وهى تغمغم وكأنها تحدث نفسها :

- قتلوا والدتى من قبل .. حتى خورشيد نفسه لم يستطع حمايتها

قطب حاجبيه وصمت لحظات ليستوعب ما صرحت به مصادفة قبل أن ينتزع المشابك من شعرها لينسدل فوق كتفيها قائلاً :

- هيا بنا

ساد الصمت طويلاً وهى تلاحق خطواته فى عصبية دون أن تكف عن مراقبة كل من حولها فى قلق .. سألها فى هدوء :

- ماذا بكِ .. ألا زلت خائفة ؟

- أشعر وكأننى عارية .. لا مساحيق تجميل .. ولا شعر مستعار.. لم أعتد السير فى الشوارع بهذا المنظر

- اعتبرى نفسك ولدت اليوم من جديد

التفتت إليه فى شك ورجاء .. فعاد يسألها فى فضول :

- لم تخبرينى بعد .. أين والدك من كل هذا ؟

تنهدت فى أسى قبل أن تغمغم بعد فترة :

- قتلوه هو أيضاً

توقف عن السير وتسمرت عيناه فوق ملامحها فى إشفاق جعلها تدمع مرغمة .. فراح يدور حول نفسه وكأنه يلتمس معونة يعينها بها .. داهمته رغبة فى مواساتها بلغت حد المعاناة معها .. بحث طويلاً عن كلمات منمقة من تلك التى يتفوهون بها فى مثل هذه الكوارث .. هتف فجأة :

- سأشترى لكِ بيتزا

ضحكت فى مرارة قائلة :

- هل أشفقت علىَ بعد أن علمت بأننى يتيمة الأبوين ؟

تلعثم فى حرج قائلاً :

- كلا بالطبع ..

أشار لأحد مطاعم البيتزا أمامه وأردف :

- تذكرت الأمر مصادفة .. عندما رأيت هذا المطعم .. كفى مشاكسة وانتهزى الفرصة قبل أن أحسبها وأبدل رأيى

- لست جائعة

- كيف هذا ؟ أنت لم تتناولى شيئاً منذ كنا فى الطائرة

- دعنا نلحق بموعدك أولاً .. فلنؤجل البيتزا لحين عودتنا

تطلع إليها فى حيرة وما لبث أن أمسك بيدها وضغطها فى مواساة صامتة وهو يواصل سيره .. فهمست :

- من الجيد أنك تمتلك قلباً يفوقك حجماً

- وأنت تمتلكين إحساساً أقصر قامة منكِ

- لست قصيرة جداً على أية حال

ما أن وصلا إلى مكان المسابقة حتى ارتجف قلبه كطفل صغير وانتقلت رجفته إلى أصابعه الملتفة حول يدها مما جعلها تلكمه بالأخرى وهى تهتف مازحة :

- كن أكثر صلابة

ابتسم وهو يعنفها :

- كونى أنتِ أكثر إحساساً وقدرى مشاعرى .. الفوز فى هذه المسابقة يعنى لى الكثير

- لهذا عليك أن تكون أكثر صلابة .. احتفظ باهتمامك لنفسك ولا تظهره للمسئولين عنها حتى لا تبدو لهم متسولاً

تطلع إليها بشئ من الغضب فابتسمت قائلة :

- احتفظ بهذه التكشيرة لهم فى الداخل

- شكراً للنصيحة .. والآن اصمتى

تابعت وكأنها لم تسمعه :

- ارفع صدرك لأعلى .. قليل من الكبرياء يليق بك

زفر بصبر نافذ فأردفت فى استفزاز :

- رائع .. هذا ما أريده



تحياتى للجميع


أحب ابشركم ان الرواية جات لها عروض سينيمائية من أكثر من مكان


واحتمال تتحول لسيناريو عن قريب


دعواتكم بالتوفيق


شكراً لدعمكم


ونعتذر عن التأخر فى النشر


فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن