قبلت باقة الياسمين فى إعجاب ووضعتها جانباً لتبدأ فى تنسيق باقة جديدة من زهور البنفسج المطعمة بالفل عندما وصل عبدالله إلى الكشك مبكراً عن عادته .. تطلعت إلى ساعتها وهتفت مستنكرة :
- لماذا أتيت الآن ؟
اقترب ليقبل وجنتها ولكنها أزاحته فى شئ من الحدة صائحة :
- ما الذى حدث لك ؟
ابتسم قائلاً :
- أردت فقط أن أعبر لكِ عن شكرى وامتنانى وإعجابى أيضاً
رمقته فى تهكم فأردف فى حماسة :
- بفضل تصميماتك الرائعة تمكنت من بيع كل الباقات التى صنعتها فى وقت قياسى وجئت لأطلب المزيد منها
- أن أردت أن تشكرنى بالفعل عليك أن تزيد راتبى الهزيل
- سأفعل .. ولكن عليكِ أن تبهرينى بالمزيد من إبداعاتك
تطلعت إلى ما أنجزته فى زهو قائلة :
- ما رأيك ؟
تطلع بدوره إلى باقات الورود المتناسقة قبل أن يحملها فى إعجاب ليضعها فى صندوق كبير ملتصق بدراجته قائلاً :
- رائع .. هيا زيدينى منها ريثما أذهب أنا لبيع هذه
هتفت وهو يبتعد بدراجته :
- لا تنس شراء المجلات التى طلبتها منك .. نفذت جعبتى
*****
هاتفها المغلق معظم الوقت أصابه بالجنون .. لولا غضب أوسكار وصعوبة غفرانه هذه المرة لقفز الأسوار وذهب إليها بلا تردد
ما الذى حدث لها ؟ هل أصابها مكروه لا قدر الله .. أم أن عبدالله هذا أحسن القيام بدوره فارتضت به بديلاً عنه ؟ ربما يكفى كونه متفرغاً لرعايتها ..
تطلع شارداً إلى أوسكار الذى اقترب منه ووقف يتمعن فى ملامحه قبل أن يسأله فى إشفاق :
- ماذا فعلت لك هذه المرة ؟
قال محاولاً التظاهر بعدم الفهم :
- من تقصد ؟
ابتسم أوسكار فى تهكم فأردف فى عصبية :
- لماذا تتحامل عليها بهذه الطريقة وأنت لا تعرفها ؟
تنهد أوسكار واقترب ليجلس فى مواجهته قائلاً :
- كلهن كارولين .. يكفى أن أعرفها لأعرف النساء جميعاً
- كارولين هذه حبيبتك ؟
- كانت حبيبتى .. هكذا توهمت يوماً
تأمله باسل فى حيرة .. ما الذى يمكنه أن يواسيه به ليخفف ذلك الكم من المرارة التى اكتسحت وجهه فى لحظات .. تنهد صامتاً فأغمض أوسكار عينيه فى ألم لفترة طويلة قبل أن يهمس دون أن يفتحهما :
- لا يضاهى حبها سوى كرهى لها الآن
- ماذا فعلت لك ؟
فتح عينيه ليحدق فى وجهه برعب قائلاً :
- احترس منها يا باسل بقدر استطاعتك .. لا تكن أحمق مثلى وتمنحها ثقة لن تكون أبداً أهلاً لها
تطلع إليه باسل فى شك فتابع بنفس الهيستيريا :
- لم أخبر أحداً قبلك بمعاناتى معها .. تركتهم كلهم يظنون بى العجرفة والغرور .. قالوا أننى حاقد معقد .. أكره حتى نفسى .. ولكن لا بأس .. هذا أهون كثيراً من شفقتهم بحالى
- ربما كنت تضخم الأمور
- أبداً .. أنت فقط لا تعرف شيئاً
- لم تخبرنى بعد بما فعلته لتستحق غضبك .. ربما ظلمتها ولو بلا قصد
ضحك فى عصبية قائلاً :
- لقد أحببت هذه المخلوقة أكثر من حياتى .. أوليتها ثقة لم تكن من عاداتى .. صدقتها فى سذاجة عندما أخبرتنى بأنها تبادلنى عشقى بأعظم منه
ابتسم وصمت قليلاً ليتنهد فى مرارة قائلاً :
- كنا قد رتبنا لكل شئ .. اشتريت لها منزلاً فاق أحلامها روعة .. هكذا أخبرتنى حينها .. حددنا موعداً لزفافنا بعد انتهاء تلك المبارة اللعينة التى دمرت كل طموحاتى .. وإن كنت أدين لهزيمتى فيها بكشف زيفها وخداعها
كاد أن يبكى وهو يضرب الطاولة الصغيرة بقبضته فى عنف ليكسرها بالفعل .. وعاد يهتف فى غضب :
- ما أن رأت هزيمتى وتأكدت من عاهتى التى ظنت أن لا شفاء لها .. حتى تركتنى .. تنصلت من عشقى كمن تتنصل من عار تخشى أن يلتصق بها ..!
ربت باسل على كتفه فى مواساة .. كان واضحاً أن هذه المرأة كادت أن تفقده عقله .. إن لم تكن قد فعلتها لفترة طويلة .. إن كانت هذه هى حالته بعد أكثر من عشرين عاماً فكيف كانت حينها ؟!
ولكن ماذا عنه .. هل عليه أن يتخذه معلماً فى العشق أيضاً ؟
لا تنسوا
تصويت
كومنت
شير لأصحابك
شكراااااااااااااا
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!