8- مدللتى ...
ما أن وصلا إلى سان دونى حتى أسرع يشترى لنفسه بعض الشطائر الرخيصة وراح يلتهمها بشراهة فى طريقهما إلى الفندق .. قطبت حاجبيها وهى تطلع إليه قائلة :
- هل هى شهية لهذا الحد أم أنك جائع جداً ؟
- الاثنان معاً
قدم لها إحداها قائلاً :
- جربيها
- من أى شئ صنعت ؟
- لحوم متبلة
استمرت فى النظر إلى الشطيرة بشك قبل أن تغامر وتأخذها من يده ولكنها ما كادت تتذوقها حتى أعادتها إليه وهى تلهث صارخة :
- حارة جداً .. كيف تأكلها ؟
زمجر معترضاً وهو يقضم شطيرته فى تلذذ قائلاً :
- بأسنانى .. هكذا
ضحكت فى مرح طفولى أوقف شهيته لحظات وهو يتأملها صامتاً قبل أن يبعد عينيه عنها ليبتلع طعامه ويتصنع الجدية قائلاً :
- سوف تعتادين عليها بمرور الوقت
- مستحيل .. هنيئاً لك بها
أغلق باب غرفتهما فى الفندق ونظر فى ساعته قائلاً :
- أمامنا ثلاث ساعات كاملة قبل أن نغادر إلى المطار .. يمكننا أخذ غفوة لساعتين على الأقل
هزت رأسها موافقة قبل أن تهم بتبديل ملابسها أمامه للمرة الثانية فأسرع يمسك بها قائلاً :
- اذهبى إلى الحمام وبدلى ملابسك هناك
- أخبرتك أن نظرات الرجال تخيفنى
اتسعت عيناه فى غضب وهم أن يوبخها لولا أردفت قبل أن يتكلم :
- ولكنك محق .. فأنا فى حاجة للاغتسال
رمقها مستنكراً وهى تلتقط المنشفة والملابس على مضض لتذهب إلى الحمام .. بقى ساكناً لفترة حتى بعد أن غادرت الغرفة قبل أن يخلع ملابسه ويلقى بها على الأرض غاضباً .. وماذا لو لم تكن تريد أن تغتسل .. ماذا تظن به هذه المعتوهة وهى تتعرى أمامه وكأنه رفيقتها فى الغرفة ؟
زفر بضيق عندما لاحظ انعكاس صورته فى المرآة وما لبث أن اقترب منها وراح يتطلع إلى نفسه متذمراً .. ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التى حركت مشاعره لا ترى فيه رجلاً ؟!
ولكن .. ماذا سيحدث لو لاحظت رجولته وتأثرت بها .. وإن حتى عشقته .. كيف سيبادلها هذا العشق .. هل بإمكانه أن يعشقها هو أيضاً ؟!
لم يعرف امرأة من قبل .. فكيف يبدأ معرفته بهن مع عاهرة .. مهما بدت صغيرة وجميلة مثلها ؟!
ربما رحمة له أن لا تراه أبداً ..!
عندما عادت إلى الغرفة كان قد استكان فوق أرضيتها متظاهراً بالنوم .. لاحظته صامتة قبل أن تحول عينيها فى تقزز إلى الفراش الذى تركه لتتنعم به وحدها .. أغمضت عينيها واستلقت فوقه مرغمة .. لم يمض وقت يذكر حتى انتظمت أنفاسها فأدرك أنها غفت .. أطلق تنهيدة طويلة وسحب الغطاء فوق رأسه ليجبر نفسه على النوم مثلها
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!