جاهدت طويلاً لتقاوم رغبتها فى حضور مباراته الأولى .. لم يكن فى نيتها أن تخنث بوعدها لأوسكار .. ولا لنفسها أيضاً .. ولكن ماذا عليها أن تفعل الآن وكل الظروف تدفعها دفعاً إليه ..؟
فهى لم تبدأ الصراع مع عبدالله .. لم تخطط لمغادرة الكشك مبكرة .. ولم تقصد أن تحصل على هذه النقود التى تمكنها من شراء تذكرة لدخول النادى ومشاهدة المبارة .. لم ترتب لكل هذا ....
يمكنها أن تراه دون أن يراها ..
لم تشاهده يقاتل أحداً من قبل حتى شكت فى قدراته رغم جسده الضخم .. فحتى تلك الفراشة الملونة لم يستطع قتلها ..!
وجدت نفسها فجأة فى طابور حجز التذاكر .. لا تدرى حتى متى أخذت الحافلة إلى هنا .. وكأن أحدهم يقودها إليه كالمسحورة دون إرادتها ..!
اختارت تذكرة فى المقاعد الأخيرة .. ليس فقط لأنها رخيصة .. بل لكونها أبعد ما تكون عن رؤيته أيضاً .. ابتلعت ريقها فى عصبية عندما ظهر المتنافسان وتعالت الصيحات ترحيباً بهما ..
راح يتطلع إلى منافسه الذى بدا كالقزم أمامه .. كان المسكين يبدو مرتعباً منه حتى قبل أن يبدأ الصراع بينهما .. لكماته المهزوزة تلقاها باسل فى خفة أقرب للمزاح .. ابتسم ساخراً مكتفياً بصد هجومه حتى مضى وقت لا بأس به فأصابه بلكمة لم يكررها ..
مباراة هزلية شعر الجمهور بأنها مدبرة فتعالت صيحات الاستنكار والتنديد من قبل الجميع .. لا مجال للمنافسة بين هذا وذاك .. فها هو وحش أوسكار الجميل قد أنهى المبارة قبل أن يبدأها .. خرج منها بلا خدش واحد وكأنهم يهتمون لوسامته أكثر من اهتمامهم بما تحملوه هم من نفقات وإرهاق حتى وصلوا لتلك المدرجات .. !
ساد الهرج والمرج فاكتفت بما سمعته وأسرعت تغادر المدرجات قبل أن يلمحها .. باسل سيصبح بطلاً عظيماً كما تنبأ له أوسكار .. سيكون له أعداء يفوقون أعداء خورشيد عدداً وقوة .. الخطر سيلازمه هو أيضاً أينما ذهب ..
لم تكن مخطئة أبداً فى قرارها بالبعد عنه قبل أن تتورط فى عشقه أكثر .. إن كان ما تعانيه من عذاب لا يعنى بعد أنها قد تورطت بالفعل ..!
*****
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romantikتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!