10- لعنة خورشيد
برقت عيناه واستمر فى التطلع إليها حتى حاكت وجنتيها لون ورودها الحمراء .. فهمست لتتخلص من نظراته التى اخترقت عظامها :
- هل أفهم بأنك لم تعرف امرأة من قبل ؟
صاح بلا تردد :
- أبداً
- ولكنك قاربت الثلاثين من العمر ..!
- ربما لأن معرفتى بالنساء كانت تتعارض مع طموحى
- من قال ذلك ؟
- شفيق
تأملته فى تساؤل فأردف موضحاً :
- مدربى فى الخمس سنوات الأخيرة
- من حقك أن تفخر به
- سأحطم فكه عندما تتاح لى الفرصة
ضحكت فى دهشة بينما تابع فى جدية :
- وماذا عنك ؟
قطبت حاجبيها متسائلة فأردف فى فضول :
- هل عرفت رجالاً قبل خورشيد ؟
رمقته صامتة لحظات قبل أن تلمع عينيها قائلة :
- كلا .. لم أعرف رجالاً سوى خورشيد
- ما الذى كان يربطك به ؟
صمتت غير مبالية بقسماته التى تحثها فى إلحاح على إشباع فضوله .. فأردف مرغماً :
- أعلم أنك شرسة ومتوحشة حتى فى دلالك .. ولكنك رغم هذا تبدين طفلة فى أحيان أكثر .. وبراءتك تعذبنى .. هل استغلها خورشيد للإيقاع بكِ ؟ لن ألومك لو كان قد فعل
تنهدت صامتة فأردف فى إلحاح :
- أعلم أنه كان داهية ومستبد
- أنا لست عاهرة أيها الأحمق
- هل جمعكما عقد شرعى ؟
- لماذا تهتم لهذا الحد ؟
ارتبك قائلاً :
- مجرد فضول لا أكثر
نهضت لتبتعد عنه قائلة :
- وأنا لا أحب الفضوليين
تبعها وهو يهتف ساخطاً :
- كيف تلوميننى على سوء ظنى بكِ إن كنتِ لا تريدين إخبارى بحقيقة علاقتك به ؟
- فلتعتقد ما شئت .. أنا لست مسئولة عن سوء ظنك بى
أمسك بكتفيها فى رجاء قائلاً :
- ندى .. سوف أجن ما لم تخبرينى
- أنت مجنون بالفعل
- أعدك بأن لا أبدى رأياً فى علاقتك به .. حتى ولو كانت غير شرعية
- لا أريد أن أخبرك أيها المتطفل
- لماذا ؟ لن تجدى أحداً يهتم لأمرك مثلى
- أنا جائعة
- ماذا ؟
تركته مصدوماً محبطاً لتسترخى فى ظل شجرة عتيقة .. اقترب وجلس بجوارها صامتاً .. كان يعلم بأنها عنيده ولن تخبره شيئاً رغماً عنها .. على أية حال .. يكفى أن ماضيها يشعرها بالخجل ..
راقبها شارداً عندما نهضت فجأة لتطارد فراشة كبيرة ذات أجنحة ملونة .. ابتسم فى مرارة وهى تتبعها فى فى خفة ورشاقة من زهرة لأخرى حتى أطلقت صيحة انتصار ما لبثت بعدها أن عادت إليه تطبق كفيها وتهلل قائلة :
- أمسكت بها
- ما هى ؟
- الفراشة الجميلة التى كنت أطاردها .. ها هى بين كفى
- حرريها
- كلا .. سوف أحتفظ بها
- سوف تختنق
مطت شفتيها فى لا مبالاة قائلة :
- سوف تموت فى كل الأحوال
- يا لكِ من قاسية ..!
- يا لكَ من جبان ..!
أمسك كفيها وفتحهما رغماً عنها ليحرر الفراشة التى انطلقت من بينهما وطارت بعيداً .. لم يتركها حتى تأكد بأنها لن تستطيع اللحاق بها مجدداً .. راحت تلكمه فى عنف ساخطة فأمسك بقبضتيها وهتف مبتسماً :
- يمكننى أن أطبق عليكِ وأخنقك كما فعلت بهذه الفراشة المسكينة
- لا تستطيع
- بل أستطيع .. ولكننى سأكون أكثر رحمة بك وأتركك تبتعدى
نهضت ولكمته بقوة وهى تعدو وتضحك قائلة :
- هيا .. أرنى قوتك أيها العملاق الجبان
نهض ثائراً ليلحق بها .. جسده الفارع أفزعها فضاعفت من سرعتها لتتمكن من الفرار منه .. استدارت بعد أمتار لتنظر إليه فوجدت نفسها أسيرة بين ذراعيه .. زمجر فى توحش فشعرت بإحساس الفراشة التى أرهبتها منذ قليل .. تلوت فى هيستيريا للتخلص من قبضته حولها حتى همدت قوتها بلا طائل .. رفعت عينيها إلى وجهه وتأوهت يائسة فاتسعت ابتسامته ..
شيرفوت
كومنت
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!