حاول أوسكار مراراً أن يغريه بالبوح عن سر تعاسته وشروده الدائم فى الفترة الأخيرة من دون جدوى فاحترم صمته ورغبته فى التكتم .. وتمنى باسل منه أن يظل صامتاً حتى يبقى هو صامداً للنهاية تجنباً لعظات معلمه ونصائحه التى تصدعه وتزيده هماً مهما كانت مبرراته ودوافعه الطيبة ..
حانت اللحظة الحاسمة التى أخبره فيها بحتمية بقاءه فى المعسكر استعداداً للمباريات الأخيرة .. عندها كان لابد من إعلامه بمخاوفه بشأن عبدالله ...
ابتسم أوسكار ابتسامته المشفقة التى حاول باسل تجنبها ولم يفلح .. قال بعد فترة :
- لا أرى بأنك ستكون مطمئناً حتى ولو أقسم لك ذلك الرجل بأنه سيبحث لنفسه عن مكان آخر ليبيت فيه هذا الأسبوع
هز باسل رأسه موافقاً .. فهو لا يستطيع الوثوق فى عبدالله رغم ظاهره السلمى وحرصه على الالتزام بشروطه كاملة .. تنهد أوسكار قائلاً :
- حسناً .. احضره معك للمبيت هنا .. سأجد له عملاً مناسباً حتى تنتهى المسابقة
ربت باسل على كتفه مبتسماً فى امتنان .. لقد أزاح عن كاهله هماً ما عاد يتحمل ثقله
*****
بات ليلته الأخيرة فى المعسكر تداعبه أحلام كثيرة .. أقربها كونه سيراها غداً فى مباراته الفاصلة .. عليه أن يحسمها لصالحه .. فالفوز فيها لم يعد اختيارياً بعد أن أصبح سبيله الوحيد ليمهد لفوز أعظم .. فوزه بها ....
الطرقات العنيفة التى دقت بابه فى الصباح التالى أصابته بالصمم ورغم هذا بقى أسيراً لفراشه ولم يستطع مغادرته .. أصابه شلل مفاجئ خدر كل حواسه عدا ذلك الألم الرهيب الذى احتله كاملاً .. بلغ نداء عبدالله بالخارج حد الصراخ حتى اضطر أخيراً إلى الدخول لغرفته عنوة .. قطب حاجبيه فى دهشة وهو يراه مغمض العينين يضغط رأسه بين كفيه فى وجوم .. أزاح الستائر جانباً ليغمر ضوء الشمس الغرفة وهتف مبتسماً :
- يا لك من كسول .. ! الساعة تخطت التاسعة وأنت لم تستيقظ بعد
تشبث باسل بأنفاس مختنقة وراح يزفرها بصعوبة فغمغم عبدالله وهو يتطلع إليه فى قلق :
- لا تقل بأنك قلق بشأن خصمك .. أوسكار على يقين من أنك الأفضل وسوف تفوز عليه بـ ...
أشار له باسل كى يصمت فى اللحظة ذاتها التى دخل فيها أوسكار إلى الغرفة وصاح موبخاً عبدالله :
- أرسلتك لتستعجله وإذ بك تأتى لتجلس وتثرثر معه ..!
- يبدو متوعكاً
- ماذا ؟
اقترب أوسكار منه وراح يفحصه بعناية قبل أن يدلك عضلاته بخبره قائلاً فى بعض العتاب :
- أجهدت نفسك كثيراً فى التدريب بالأمس رغم تحذيرى
- أريد الفوز بهذه البطولة
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!