تنفس الصعداء ما أن دلف إلى غرفته وأغلق بابها على نفسه .. أسرع يبدل ملابسه ويسترخى فى سريره متمنياً من الله أن يستره للنهاية
تنهد فى عمق وأطلق لمشاعره العنان .. إحساسه بها يفوق العقل والإدراك .. حذروه طويلاً من العشق .. زموا فيه وابتدعوا مآسى لصقوها كلها به ليزيدوه فيه زهداً .. ولكنه لم يجرب أجمل منه ..
ربما لأنها معشوقته فاختلف الأمر ..؟
أمسك بهاتفه وراح يبحث فيه عن مجانين فى العشق مثله .. كان فى حاجة لمن يشاركه الحديث عنها .. لمن يبثه أحاسيس عجز عن حملها وحده .. استقر على محطة تذيع أغنيات مصرية .. أم كلثوم .. سيدة الغناء العربى كما لقبوها .. سمع عنها كثيراً ولكنه لم يسمع لها شيئاً يذكر .. بالكاد كان يتصادف وصوتها عندما يجالس أصدقائه فى المقاهى أو أثناء سيره بجوار متجر صاحبه متيم شغوف بها
استيقظ فى صباح اليوم التالى على طرقات تضرب باب غرفته .. عندما فتحه طالعه وجه أوسكار متجهماً .. حياه فرد تحيته فى اقتضاب قبل أن يسأله ساخطاً :
- لماذا تغلق هاتفك ؟
استدار ليتفحص هاتفه قبل أن يقول معتذراً :
- البطارية نفذت .. سأضعه فى الشاحن
لم يعلق .. بل ظل يرمقه فى غضب أثار ريبته .. أيعقل أن يكون أوسكار قد عرف بأمر تسلله من المعسكر ليلة أمس ..؟!
أحنى رأسه فى شئ من الخجل مقرون بشعور بالذنب .. هتف أوسكار أخيراً وهو يغادر الغرفة :
- انته من فطورك والحق بى إلى صالة التدريب
مهارته هذه المرة لم تلق ما ترجاه منها .. لم تخفف من تبرم وجه مدربه الغاضب بل لربما زادته عبوساً وضجراً .. لم ينعم عليه بكلمة استحسان واحدة بقدر ما علق على سهوات لطالما تغاضى عنها سابقاً ..!
انتهز فترة الراحة وأسرع يهاتفها .. لا زال صوتها مرتبكاً رغم المسافات بينهما .. عندما أخبرها عن غضب أوسكار غير المبرر منه على عكس عادته أكدت ظنونه بأنه بالتأكيد قد كشف أمره ولكنه لا يريد أن يواجهه خوفاً من أن يضطر للتضحية به .. اتسعت ابتسامته عندما عادت لشراستها وطلبت منه فى مكر أن يكرر فعلته مطمئناً مادام أوسكار لن يجازف بخسارته
عادت للصمت مجدداً .. هو أيضاً شعر بقيود لم يعتدها من قبل فى حديثه معها .. لجم لسانه فخرجت كلماته قليلة شاردة حتى اضطرا لتوديع بعضهما وغلق الخط على وعد بحديث قريب
فوجئ بأوسكار على بعد خطوات منه وقد تركزت نظراته على الهاتف قبل أن تنتقل إلى وجهه فى تجهم .. بادره بنبرة حادة :
- مع من كنت تتحدث ؟
- ندى
- هذه الفتاة تأخذ من وقتك الكثير
- لكننا فى فترة راحة حالياً
صاح أوسكار فى عصبية :
- فترة الراحة لا تعنى أن تهدرها بلا طائل .. كان الأجدر بك أن تشاهد بعض الفيديوهات الخاصة بمنافسيك حتى تكون أكثر استعداداً لمواجهتهم
قطب باسل حاجبيه قبل أن يقول فى هدوء أقرب للبرود :
- لا يعقل أن تكون كل هذه الضجة .. فقط لأننى هاتفت ندى .. ما الذى يغضبك منى ؟
بادله أوسكار بروده وهو يبتعد قائلاً :
- أنت أدرى بما فعلته ...
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!