34

6.8K 428 88
                                    


13- اشتياق ...

كاد الأسبوع أن ينتهى دون أن ينتهى بعد تجهم أوسكار الذى التصق بوجهه كجلده حتى امتلأ باسل ضيقاً وفاق شعوره بالتذمر شعوره السابق بالذنب .. عدا نظراته الشاردة وكلماته المقتضبة لتوجيهه أثناء التدريب .. كان يتجنبه .. حتى طعامه أصبح يتناوله فى غرفته تجنباً للاحتكاك به .. وكأنه اكتفى من رؤيته مرغماً طيلة فترة المران ..!

يبدو أنه لا مفر من المواجهة العلنية .. فهو يكره أن يبقى فى صراع معه للأبد .. إن كان قد تغاضى عن خطئه فلمَ لا يغفره أيضاً ؟

حمل صينية طعامه وذهب بها إلى غرفته .. طرق بابه بهدوء ودلف إليها مبتسماً ما ان سمح له بالدخول .. رفع بصره إليه فى دهشة ولكنه ما لبث أن عاد لالتهام طعامه صامتاً .. غمغم باسل فى هدوء :

- منذ فترة لم نتناول طعامنا معاً

- نعم .. من ستة أيام

ابتسم باسل فى عصبية قائلاً :

- أتيت لأعتذر لك

استمر أوسكار فى تناول طعامه غير عابئ بوقوفه حاملاً طعامه على مقربة منه .. فأردف باسل بعد فترة :

- هل أجلس أم أذهب ؟

أجابه دون أن ينظر إليه :

- اجلس

ابتسم باسل وهو يتطلع إليه فى حب انعكس على وجه أوسكار الذى قال وهو يرمقه معاتباً :

- فى المرة القادمة .. عندما يداهمك ذلك الجنون لرؤيتها .. اطلب منها أن تأتى لزيارتك هنا

هتف باسل فى سعادة طفل صغير :

- أحقاً ..؟ هل هذا مسموح به هنا ؟

- سنعتبره استثناءً

ربت باسل على كفه فى امتنان .. فتنهد أوسكار قائلاً :

- على أية حال .. هذا أفضل كثيراً من كسر عنقك وهدم كل ما بنيناه معاً

ضحك باسل وراح يتناول طعامه فى شهية لم يشعر بها منذ غضبه عليه .. تطلع إليه أوسكار مستنكراً ثم مبتسماً قبل أن يحذو حذوه ويشاركه بذات الشهية .. ما أجمل أن تعود الحميمية بينهما مجدداً ..!

فى اليوم التالى.. كانت الشمس قد بدأت فى المغيب وكانا يتسامران معاً فى حديقة المعسكر عندما فوجئ أوسكار بمجيئها .. وكأنه كان ينتظر موافقته على السماح لها بزيارته .. ربما لهذا السبب بقى شارداً اليوم كله .. وحتى خلال التدريب ..!

راح يراقبه وهو ينهض لاستقبالها فى عتاب لا يخلو من اللهفة بينما اقتربت هى منه فى حذر أثار حفيظة أوسكار بالأكثر نحوها .. لا تبدو متيمة به بذات المقدار .. عشقه لها أعنف وأخطر .. سوف تدمر مستقبله إذا استمر الوضع بينهما على هذا المنوال ...

فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن