لم يكن يعانى من ثقل وزنها سابقاً .. ولكن هل وزنها خف بالفعل لهذا الحد ؟
مددها فى سرير بغرفة خصصها لضيوف لا يعرفهم ووقف يتطلع إليها فى ألم .. وجهها لم يصب بأية خدوش .. ابتسم مرغماً .. لازالت تجيد الحفاظ عليه فى مثل هذه المعارك الوحشيىة .. لكنها تبدو شاحبة .. بشرتها ما عادت تلك الوردية الناعمة التى لطالما فاقت ورودها الحمراء نضارة ورونقاً .. وأيضاً ثوب العاملات الذى أحضروه لها لا يليق بها أبداً ...
أطلق تنهيدة طويلة واستدار لتستقر عيناه فى إحدى زوايا الغرفة حيث الحقيبتين اللتين أحضرهما من باريس منذ أكثر من عام .. ترقدان كالموتى فى انتظار أن تأتى لتبثهما الحياة ..
تأوهت فجأة ولثمت شفتيها فى وهن فأسرع ليحضر لها كوباً من الماء لعلها ظمأى .. انحنى ليسقيها عندما تمتمت بلا وعى :
- باولو .. ليون ...
نهض فزعاً وأسقط الكوب من يده ليصطدم بالأرض وتتناثر شظاياه فوقها .. كانت مع باولو إذاً كل هذا الوقت .. وهو من ظن أن لقاءها به فى ذلك المقهى كان عابراً وبأنه لم يترك فيها أثراً .. لم يتخيل أبداً بأنها يمكن أن تلجأ إليه مجدداً ..
لأكثر من عامين أضناه البحث عنها هو وعبدالله أيضاً .. لكم توسل إليه الأخير كى يرافقه إلى أمريكا ولكنه أرغمه على البقاء فى جوهانسبرج لربما تعثر فيها مصادفة .. حتى الشهر الفائت فقط اتصل به ليسأله عن الجديد بشأنها فأجابه حزيناً يائساً بأن لا جديد.. ليست المرة الأولى التى تفعلها غير عابئة به ..
ومن يكون ليون هذا ؟ أتراها قد أنجبت منه أيضاً ؟
تأوهت مجدداً فالتفت إليها فى فضول عجز عن مقاومته .. انحنى فوقها وهزها لتستيقظ .. استمر يناديها حتى فتحت عينيها أخيراً وتطلعت إليه تائهة قبل أن تتنبه له .. همست باسمه فى لهفة وهى تحاول النهوض لتعانقه لولا آلامها المبرحة التى أرغمتها على الاسترخاء مجدداً
تطلع إليها فى مزيج من الإشفاق والغضب .. يبدو أنه مضطر لتأجيل فضوله لوقت آخر .. على الأقل حتى تتخلص ذاكرتها من تشوشها .. ليس عليه الآن سوى أن يسعفها .. لم يعد يحتمل دموعها وتأوهاتها المعذبة أكثر من هذا .. تنهد بعمق وأمسك بسماعة الهاتف ليستدعى الطبيب مجدداً
حقنها الطبيب بالمزيد من المهدئات .. وكتب له حفنة من المسكنات والمراهم والمضادات الحيوية فلم يجد مفراً من الذهاب إلى الصيدلية حتى يحضرها بنفسه .. لا يجب ان تعلم الصحافة بوجودها فى منزله
استيقظت فى صباح اليوم التالى تشعر بحال أفضل رغم إنهاكها .. سكنت فى سريرها فترة استرجعت فيها الأحداث التى مرت بها منذ أمس .. لم تكن تقصد أن يضبطها متلبسة وهى تتلصص المعلومات عنه .. عثر عليها فى أسوأ لحظاتها مهانة ومذلة ...
![](https://img.wattpad.com/cover/95755473-288-k64233.jpg)
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!