16

8.1K 466 114
                                    


استيقظ مبتسماً على صوت العصافير التى غزلت لها عشاً بالقرب من نافذة الغرفة .. وكأنها تغنى لأجله .. عاد يبتسم فى خجل وهو يحاول التحرر من جسدها المستكين فوقه دون أن يوقظها .. استطاع أخيراً إبعادها عنه .. غطاها كطفلة صغيرة ونهض يمارس بعض التمرينات الخفيفة يحرك بها فقراته التى تشنجت ألماً بسبب رقدته غير المريحة

بدل ملابسه ليذهب إلى المطار ويحجز تذاكر السفر .. سيعود إليها قبل أن تستيقظ .. كتب لها ورقة صغيرة ليخبرها بخطته الصباحية حتى لا تنزعج .. هم بمغادرة الغرفة ولكنه ما أن فتح الباب حتى فتحت هى عينيها فابتسم قائلاً :

- صباح الخير يا ندى

لم ترد تحيته بل نفضت عنها الغطاء وغادرت فراشها لتتعلق بذراعه قائلة : 

- أين ستذهب وتتركنى ؟

- لماذا ترتعدين مجدداً ..؟ أقسمت مراراً بأننى لن أتركك

- أنت كاذب كنت تنوى الهرب لولا استيقظت أنا فى الوقت المناسب

زفر فى ضيق وناولها الورقة التى كتبها لها ليخبرها عن وجهته .. قرأتها فى عدم اهتمام قائلة :

- انتظرنى .. سآتى معك

- لا داعٍ لترهقى نفسك .. سأعود سريعاً

- هل نسيت أننى أريد الذهاب للبنك

مط شفتيه وجلس فى استسلام على حافة الفراش قائلاً :

- حسناً .. اذهبى لتبدلى ملابسك

- سأبدلها هنا

اتسعت عيناه استنكاراً بينما تابعت فى لا مبالاة :

- الحمام أخر الممر .. هناك الكثير من الرجال بالخارج

- وماذا عنى ؟

هزت رأسها قائلة :

- أدر ظهرك .. أو اغمض عينيك

رفع حاجبيه ساخطاً فأردفت بصبر نافذ :

- هيا لا تضيع المزيد من الوقت

رمقها فى غضب وأسرع يغادر الغرفة مغلقاً الباب بعنف خلفه ...

*****

التفت إليها عندما التصقت به فجأة بينما يسيران على جانب من الطريق المزدحم .. كانت قد غطت شعرها بقبعة صوفية ووضعت نظارة داكنة فوق عينيها .. هو نفسه لم يكن ليتعرف عليها .. يكفى كونها بلا مساحيق .. ولكنها رغم ذلك كانت ترتعد خوفاً

سألها فى شئ من العتاب :

- ماذا بكِ ؟

أجابته فى توتر وهى تتطلع إلى الوجوه الكثيرة التى تتحرك حولها :

- أخشى أن يكتشف أحدهم هويتى

- اطمئنى حتى خورشيد نفسه لم يكن ليكتشف هويتك

فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن