اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تنهد مهموماً .. طيف أوسكار الغاضب لازال يطارده رغم سيره بخطوات واسعة لأكثر من نصف الساعة فى محاولة لقتل أفكاره بلا جدوى .. كان يتعاطف معه حد الألم .. ولكنه فى المقابل لم ولن يستطيع أن يمنحه الوعد الذى تمناه بالبقاء معه فى جوهانسبرج مكتفياً بالشهرة المحلية التى أحرزاها معاً ..
عاد بذاكرته لتلك الفرصة التى أهدرها يوماً مفضلاً البقاء مع شفيق امتناناً له على بعض البطولات المحلية الهشة التى لطالما أشركه فيها .. كان ذلك منذ ثلاث سنوات .. حينها كان يشارك فى بطولة ودية مع مجموعة من الهواة من جنسيات مختلفة .. كلمات ذلك المدرب لاتزال تطن فى أذنه كما كانت دائماً .. لم يعطها يومها قدر حقها وإن كان قد احتفظ بها واستمرت حافزاً قوياً يوجهه كلما شعر إحباطاً .. صوته الذى بلغ حد التوسل وهو يدعوه للسفر معه إلى غانا لم يفارق أذنيه لحظة واحدة .. يستطيع أن يسمعه الآن بذات الوضوح ..
ابتسم ساخراً وهو يتذكر أفكاره الساذجة عن الوفاء والانتماء .. كم كان غبياً عندما أسرع كطفل ليخبر شفيق عن إعجاب مدرب الخصم به .. ؟!
لم يكن قد أدرك بعد رغبة ذلك السفيه فى تدميره .. حقده كان مغلفاً بالتملق والاهتمام الزائف الذى خدعه لسنوات طويلة
أسرع الخطى عائداً إلى شقته .. بل إليها .. علاقتهما توترت كثيراً فى الفترة الأخيرة .. أصبحت تغلق باب غرفتها بالمفتاح على عكس عاداتها .. الأمر فى حد ذاته لا يزعجه .. فقط كونها أصبحت لا تثق به .. وكأنها بدأت تخافه ..!
ربما عليه أن يسارع فى الزواج منها .. سوف يوفر لها كل ما تتمناه العروس المرفهة ليلة زفافها .. حتى ولو اضطر إلى استغلال صندوق المجوهرات الذى لم يمسه بعد ..
أغلق الباب مبتسماً لضحكاتها المرحة قبل أن يستوعب الأمر .. ضحكات الرجل التى عانقت ضحكاتها لم تخرج من شاشة التلفاز كما كان يعتقد .. بل خرجت من المطبخ .. يوجد رجل معها هناك .. ولكن من يكون هذا الوقح الذى تجرأ ودخل شقته دون إذن منه ؟
تقدم بخطوات متربصة قبل أن تضيق عيناه غضباً ويمسك بعنق عبدالله صارخاً :
- ما الذى أتى بك إلى هنا ؟
اتسعت عينا عبدالله ذعراً وتوقفت ضحكاته فى حلقه حتى كاد أن يختنق بها .. لم يكن يرغب فى المجئ معها منذ البداية .. ولكنها مستبدة كعادتها .. استغلت حاجته للسكن وزينت له مصيدة صديقها العملاق حتى سقط فيها كالأبله .. غمغم فى مزيج من الحيرة والخوف :