تمعنت فى ملامحه قائلة :
- معى بعض النقود فى البنك .. طلب منى خورشيد أن أسحبها كلها وأسلمها لك لتضعها فى حساب آخر باسمك
اتسعت عيناه وهو يتطلع إليها فى شك قائلاً :
- وهل ستفعلين ؟
- نعم
- أتثقين بى لهذا الحد ؟
- يكفى أن خورشيد كان يثق بك
ظل يرمقها صامتاً حتى صاحت به :
- إن كنت شعرت ببعض الراحة ولو مؤقتاً .. استدع لنا سيارة أجرة .. كدت أسقط إرهاقاً
نفذ ما طلبته منه شارداً .. تبدو ضائعة عديمة الحيلة .. لطالما تحامل عليها كثيراً فيما مضى .. كان يعتقد بأنها هى من أغوت خورشيد وأسقطته فى شباكها ؟
لكنه يعتقد الآن بأنها من كانت ضحيته ...
قادهم سائق الأجرة إلى فندق صغير فى ضاحية saint-Denis لا يمت للرفاهية التى تركاها للتو بصلة .. ترجل باسل من السيارة ولف ليفتح بابها ويدعوها للخروج منها ولكنها تسمرت فى مكانها وهى تتطلع إلى الفندق الرخيص متذمرة .. ابتسم مشجعاً حتى استجابت أخيراً ليده الممدودة وغادرتها مضطرة وهى تغمغم فى تقزز :
- فندق قذر .. ألم يكن فى استطاعتك تدبر آخر أكثر آدمية ؟!
- ليلة واحدة فقط ..
ما أن اقتربت من عتبته حتى تسمرت أقدامها مجدداً وهزت رأسها فى عدم اقتناع .. كادت أن تتراجع جزعاً لولا تجرأ وجذب ذراعها ليرغمها على الدخول معه عنوة .. حجز لهما غرفتين متجاورتين فى الطابق الثانى والأخير فى الوقت ذاته .. أوصلها إلى غرفتها واتجه لغرفته التى ما كاد يفتح بابها حتى سمع صرخاتها فألقى بحقيبته أرضاً وتوجه مسرعاً لنجدتها
ألقت نفسها مذعورة بين ذراعيه وهى تغمغم بصعوبة :
- لن أبقى فى هذه الغرفة
- لماذا ؟
- أخرجنى من هنا
- اهدأى واخبرينى ماذا حدث
ابتلعت ريقها فى انفعال قائلة :
- توجد حشرة كبيرة فوق الفراش
ابتسم فى تهكم وأبعدها فى رفق ليفتش الغرفة قبل أن يعود إليها قائلاً :
- أين هى هذه الحشرة .. لا يوجد شئ ؟
- هربت عندما صرخت
- صوتك أزعجها
تطلعت إليه مستنكرة وما لبثت أن ابتسمت لدعابته غير المتوقعة .. ربت على كتفها وتأهب لتركها ولكنها تشبثت بذراعه صارخة :
- أين ستذهب ؟
- نانا هانم .. بالله تحملى قليلاً
- مستحيل
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!