تركها غير مبالٍ بوعيدها واتجه مسرعاً إلى غرفته .. نزع ملابسه المبتلة وألقى بها أرضاً .. البلل وصل جلده واخترقه ليعبر إلى عظامه فيبسها .. غمر نفسه بالماء الساخن حتى استعاد جسده حرارته .. اكتفى أخيراً وغادر حوض الاستحمام ليبدل ملابسه فواجهته فاجعة غابت عنه .. ملابسه التى غسلها منذ ساعات قليلة لم تجف بعد ..
ماذا سيرتدى الآن ..؟
من الجيد أنه لم يغسل معطفه الآخر .. ولكنه بالطبع لا يكفى ..!
اتصل بخدمة الغرف وطلب منها المساعدة .. لم يمض وقت يذكر حتى طرقت بابه إحدى العاملات وأخذت ملابسه لتجففها .. وعادت بها فى زمن قياسى مفرودة نظيفة وكأنها اشترتها للتو خصيصاً لأجله .. كل شئ بدا رائعاً عدا ذلك المبلغ الكبير الذى طلبته ثمناً لخدمتها .. لم يتردد طويلاً وهو يخبرها بإضافته إلى فاتورة نانا هانم مدعماً طلبه برقم غرفتها فى الفندق
ارتدى ملابسه الدافئة واسترخى آملاً فى غفوة قصيرة .. بل ما الذى يمنعه من غفوة تستمر حتى الصباح .. من المفترض أن تغفو هى أيضاً مادامت محسوبة على البشر
ما كاد يغمض عينيه قليلاً حتى عاد ليفتحهما على اتساعهما ما أن تذكر الحقيبة .. كنز خورشيد .. هل اكتشفته تلك الحمقاء أم ليس بعد ؟
أسرع يغادر غرفته إلى غرفتها للمرة الثالثة خلال ساعات قليلة .. طرق بابها فلم تجبه .. حرك مقبض الباب فانفتح معه .. هذه الغبية لم تحكم إغلاقه مجدداً ..!
عبر إلى غرفتها بلا تردد .. كانت فى الحمام .. الموسيقى الصاخبة التى تسمعها حجبت عنها كل الأصوات الأخرى
تطلع إلى الحقيبة وتسارعت نبضاته إثارة وهو يقترب منها .. كانت لاتزال فوق السرير كما تركاها قبل أن يغادرا الغرفة .. حاول أن يبدو حريصاً وهو يخرج الملابس منها ليضعها فوق السرير .. كان قد اقترب من نهايتها عندما عثر على ذلك الصندوق الكبير ...
فتحه بأنفاس لاهثة توقفت كلها ما أن وقع بصره على ما يحتويه من مجوهرات تكفى لفتح متجر ضخم .. استعاد رشده أخيراً وقد كاد يفقده للأبد .. نعم .. كان كنزاً يكفيها لتحيا به ملكة ما تبقى من عمرها حتى وإن كانت فى بدايته ..
ولكنه لم يعد لها الآن ......
إن كان خورشيد قد استغل سذاجته فهو سوف يستغل كنزه فى المقابل .. الانتقام منهما غايته وها هى قد أتت اللحظة الحاسمة .. سوف يحقق انتقامه من كليهما بضربة واحدة .. وبسهولة لم يتخيلها
الصندوق أضخم من أن يخفيه فى معطفه رغم اتساعه .. لفه فى أقرب قطعة من ملابسها وأسرع يغادر به قبل أن تشعر بوجوده .. هو من حمله من مصر إلى باريس .. ويستحق أن يحمله معه أينما ذهب ..
هو الملك الآن .....
أغلق باب غرفته واستند عليه طويلاً حتى استعاد أنفاسه مجدداً .. وضع الصندوق فوق سريره .. فتحه ووقف يتطلع إليه فى حيرة .. سيكون عليه أن يغادر الفندق قبل أن تكتشف الأمر وتبلغ خورشيد به .. ولكن كيف وما يملكه من نقود لن يمكنه من الذهاب بعيداً ؟
قطعة واحدة من محتوياته كفيلة بحل كل مشكلاته .. فقط لو استطاع أن يتصرف فيها .. ولكن كيف ؟
عليه أن يتمهل حتى لا يورط نفسه فى مصيبة أكبر .. لو حاول بيع أى منها الآن قد يعرض نفسه للمساءلة القانونية .. ثم ماذا عن رجال خورشيد الذين يلاحقونه أينما ذهب ؟!
ارتجف مرغماً عندما رن هاتفه فجأة .. ابتلع ريقه وهو يراقبه حتى توقف عن الرنين دون أن يجرؤ على لمسه .. عندما عاود الرنين مجدداً كان قد استعاد رباطة جأشه إلى حد ما
النبرة المرتعدة التى تتحدث بها وهى تدعوه للمجئ إلى غرفتها على الفور .. أنبأته بأنها قد اكتشفت الأمر .. أخذ نفساً عميقاً قبل أن يغلق الصندوق ويضعه فى الحقيبة الصغيرة التى أعطتها له فوزية .. وكأنها أحضرتها من أغراضها الخاصة .. من منزلها المتواضع .. فمثلها لا يليق بـ خورشيد وعشيقته
كانت رخيصة ولكنها لم تعد كذلك الآن ..
من الجيد أن مظهرها لا يغرى أحداً لسرقتها .. ولكنه رغم هذا أخفاها فى خزانته وأغلق بابها بالمفتاح .. أغلق باب غرفته أيضاً بإحكام .. لو أمكنه أن يطرد كل رواد الفندق ويغلقه هو أيضاً بالمفتاح لكان فعلها دون تردد
ما تنسوا تصوتوا على كل جزء
وكمان الكومنتات ما تنسوها
شير لكل اصحابك وخليهم يقروا بسرعة
الرواية راح تنحذف بمجرد اكتمالها
ما حدا يزعل بعدين
شكرااااااااااااااااااااااا
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!