51

5.4K 352 64
                                    


حاول أن يبدو هادئاً وهو يدخل إلى شقته التى لم يزرها منذ أكثر من شهر مضى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حاول أن يبدو هادئاً وهو يدخل إلى شقته التى لم يزرها منذ أكثر من شهر مضى .. كيف سيجدها الآن ..؟ ما الذى فعله بها هذا الدهر الذى أمضته بعيدة عنه ؟

هو قد أصبح آخر .. لم يعد فيه منه إلا عشقها الذى تعمق فى قلبه حتى استحال نزع جذوره منه أبداً ...

لم يكن عدم وجودها هو ما أزعجه .. بل ذلك السكون القاتل الذى أوحى إليه بأنها لم تأت إلى هنا منذ فترة .. ترى أين ذهبت هذه الطائشة ؟ ما الذى فعلته بنفسها هذه المرة ؟

أسرع متوجهاً إلى غرفتها فصدق ما توقعه .. أغراضها لم تكن موجودة بها .. جمعت حقيبتها ورحلت إلى حيث لا يعلم ..!

كان قد أرسل لها مع عبدالله رصيدها كاملاً على هيئة شيكات منفصلة وقعها كلها باسمها .. فهل ستتخلى عن خوفها المزمن لتنفق منها ؟

مجوهراتها التى تلجأ لبيعها من وقت لآخر كلما احتاجت للنقود .. كادت أن تنفذ .. القطع القليلة المتبقية معها لن تسد حاجتها طويلاً ..

ليته ترك معها المزيد من صندوق خورشيد ..!

الغرفة الرخيصة فى ذلك الفندق كانت أول ما خطر له فتوجه إليه على الفور .. ولكنها لم تكن هناك .. فى كل المناطق حوله لم يجدها .. لم تعد تعمل فى كشك عبدالله الذى منحه المالك لمستأجر جديد ..

من الجيد كونه يمتلك سيارة الآن .. لم يتوان عن الذهاب إلى ذلك المنتزه المنعزل .. ربما جنت وذهبت إلى هناك مجدداً .. كانت فكرة غير متوقعة .. ولكنها تمتلك من الطيش ما قد يغريها للذهاب ..!

فى حنين راح يراقب الطرقات والأشجار والمقاعد التى مرا بها تلك الليلة .. نادها بصوت جهور مراراً بلا جدوى .. صنع لنفسه باقة من الزهور الحمراء كتلك التى أهدتها إليه يومها وقدمها لنفسه ساخطاً ..

أين ذهبت ...؟

بات ليلته ساهداً .. عليه أن يسافر غداً إلى أمريكا بصحبة جوناثان ولم يعرف مصيرها بعد .. كل ما استطاع أن يعرفه هو أنها سحبت مبلغاً كبيراً من رصيدها الذى أعاده إليها .. يبدو أنها قررت فعلياً أن تبدأ حياه جديدة لا وجود له فيها ..

ربما عليه هو أيضاً أن يتعقل ويحذو حذوها ....

*****


فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن