استقبلها باولو وميلا بوابل من الأسئلة التى لم تكن تملك عقلاً أو لساناً لإجابتها فظلت صامتة رغم فضولهما الذى تحول إلى قلق بمضى الوقت .. أخيراً قرر باولو تركها لتستريح بعد أن أخبرها بأن ليون استغنى عن خدماتها بسبب تغيبها غير المبرر عن العمل .. وعدها بأن يتحدث إليه صباحاً حتى يصفح عنها ويعيدها للمصنع مرة أخرى .. ميلا أيضاً سوف تستعطفه .. ربما لو أخبرته بأنها كانت مريضة يلين قلبه ويعفو عنها
عندما دخلت ميلا إلى غرفتها فى صباح اليوم التالى صدمها منظر صوره التى انتزعتها من فوق الجدران ومزقتها فى لحظة ألم دفعتها للانتقام منه .. كانت تدافع عن نفسها ضد ظلمه وغطرسته غير المتوقعة
أمام ثرثرتها وإلحاحها لم تجد مفراً من إخبارها بأنها سافرت إلى أمريكا لحضور إحدى مبارياته ولكنها تعرضت لحادث هناك وهو ما أخرها فى العودة إلى جوهانسبرج .. أوهمتها كذباً بأنها لم تستطع رؤيته رغم أنها أنفقت كل ما تملكه وأصبحت مفلسة .. وهذا ما جعلها تمزق صوره استنكاراً وسخطاً بعد كل ما أصابها بسببه
كان عذراً يلائمها ويكفيها لتبكى أمامها دون أن تطرح عليها المزيد من الأسئلة والمواعظ .. ربتت ميلا على كتفها مواسية واحتضنتها لتخفف من نحيبها ومحنتها .. ولكن أفضل ما فعلته هى أنها كفت عن الثرثرة على عكس عادتها
أكثر من أسبوع مضى على عودتها من أمريكا .. ليون لم يتعطف بعد ويعيدها إلى العمل فى مصنعه المتهالك رغم المحاولات المستمرة من باولو وميلا لإقناعه بذلك .. ذلك الوقح يريد إذلالها حتى تخضع له وتمنحه تصميماتها بلا تمرد .. ولكنها على يقين من أنه سيظهر تعطفاً فى النهاية ..
إلا إذا كان قد وجد مغفلاً آخر يبيعه أفكاره بثمن أقل وبلا تذمر....
إن كانت قد ندمت على شئ لكونها تركت صندوق مجوهراتها فى شقة باسل .. فهو لأنها خسرت فرصتها فى الانتقام من ليون .. كان يمكنها بتلك الثروة أن تؤسس لنفسها مصنعاً أفضل ألف مرة من مصنعه العفن وتنافسه فى الأسواق .. هى واثقة من أنها كانت ستفوقه شهرة ونفوذاً
حتى باسل يبدو أنه أعاد التفكير وندم على قراره المتسرع بإعادة مجوهراتها إليها .. إن كان ينوى إعادتها لفعل .. فهو يعرف طريقها عند باولو
قطعت أفكارها ميلا عندما خرجت من غرفتها .. كانت قد استعدت للذهاب إلى المصنع .. ألقت نظرة إعجاب على التصميم الجديد الذى تشاغلت به قبل أن تقبلها وهى تودعها قائلة :
- اطمئنى لن أكف عن إلحاحى حتى يعيدك ليون إلى العمل ثانية .. تعلمين كم أجيد الثرثرة .. ثم أننى مللت الطريق وحدى إلى المصنع كل صباح
منحتها ندى ابتسامة متهكمة ولم تعلق .. فليذهب ليون ومصنعه إلى الجحيم .. حتى وإن لم يوافق على عودتها فالأمر لم يعد يزعجها كثيراً .. يوماً ما سوف تتمكن من تنفيذ أفكارها بنفسها .. كل ما تحتاجه هو القليل من المال لشراء الأقمشة والخامات الضرورية .. وعندها سوف تسرقه كما سرقها هو أولاً .. سوف تغزو أسواقه التى تعلم بأنها تفضل تصميماتها عن غيرها من منتجاته القبيحة
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romanceتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!