18- لا مفر ..
أمضت يومها كله تتأمل نفسها فى المرآة وهى ترتدى فستانها الجديد الذى اشترته من أجله .. تزينت وبدلت زينتها مراراً .. ليتها تكون الأجمل كما تمنى أن يراها هذا المساء ..!
أطلقت تنهيدة طويلة وهى تتخيل نظراتهم التى تتعلق بها ما أن ينظر إليها .. عادت تحدق فى المرآة مجدداً .. رضاها عن مظهرها لا يستمر طويلاً .. كلما تذكرت الأضواء التى يسلطها عليها واهتمامهم المفرط بها غادرتها قناعتها وعاودها ذلك الإحساس المزعج بالنقص ..!
سمعت نفير سيارة أوسكار فتناولت حقيبتها مسرعة وغادرت لتلحق بسائقه .. إن كان يعشقها فسوف تكون الأجمل فى عينيه كما كان هو بالأمس رغم كل الكدمات التى شوهت ملامحه ...
تسلطت عليها الأضواء ما أن ظهرت بين المدعوين .. رفعت رأسها فى كبرياء زهدها مؤخراً .. تجاهلت عدسات الكاميرات التى تابعتها كأنها إحدى نجمات هوليود حتى وصلت إليه .. استقبلها بعيون تتوهج عشقاً .. اتسعت ابتسامته رغم تمزق شفتيه وهو يقترب منها ..
همس فى سعادة لا يضاهيها إلا تلك التى رقصت فى قلبها :
- كنت على يقين بأنك ستكونين نجمة حفل الليلة
همت أن تعلق عندما وجدتهم قد تجمعوا حولها مجدداً فأثرت الصمت مكتفية بابتسامة ناعمة زادته هياماً بها .. عانق كفها بقبضته وراح من خلاله يبثها كل كلمات الحب دون أن ينطقها .. عيناه لم تكن ترى سواها بينما يرد لسانه على الأسئلة التى أمطره بها المعجبين تارة والصحفيين تارة حتى شعر بالضجر فاستدار وتطلع إليها بصبر نافذ ..
كان واضحاً أنه سيعاود الحديث بشأن ارتباطه الجدى بها .. خمنت تلهفه فازدادت قلقاً .. هى أيضاً تتلهف للبقاء معه إلى حد يغريها بالمغامرة مهما بلغت المخاطر .. ولكنها لا زالت متذبذبة العقل .. ماذا لو لم تكن هذه المخاطر تتعلق بها وبأطفالها منه فقط .. ماذا لو كانت ستحطمه هو أيضاً...؟!
لا تريد أن تصبح نقطة ضعف فى حياته ...
جاهدت لتتحاشى نظرات أوسكار الغاضبة التى رماها بها .. فى عينيه اتهام بنقض عهد لم تستطع الوفاء به .. كلماته وهو يدعوها للبحث عن رجل آخر لازالت تطن فى مسامعها رغماً عنها .. لولا كرهه المسبق لها وتربصه بها .. لربما صارحته بمخاوفها والتمست منه العون والنصيحة ...
ابتسمت لفتيات يرقبنها فى تعاطف وإعجاب لا يخلو من الغيرة والحسد .. نظراتهن لم تزعجها على أية حال .. أما هؤلاء اللواتى نظرن إليها فى حقد وكأنهن يرغبن فى قتلها انتقاماً لكونه فضلها عليهن فقد فعلت ...
حتى تلك الهيفاء قوية البنية التى وصلت للتو بصحبة مايكل جوناثان .. لم ترفع عينيها عن وجهه التى كانت تظنه مشوهاً ولن يعجب أحداً سواها .. ولكن حتى لو راق هو لها .. أتراها سوف تروقه أيضاً ..؟
أنت تقرأ
فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملة
Romantikتطلع إلى نفسه في المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟!