50

6.2K 358 102
                                    


مضت الأيام لتشفى جراحه الجسدية بينما جراحات نفسه تزداد سوءاً حتى أيقن بأنها لن تشفى أبداً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مضت الأيام لتشفى جراحه الجسدية بينما جراحات نفسه تزداد سوءاً حتى أيقن بأنها لن تشفى أبداً .. كيف ينسى ذلك العنوان العريض فى إحدى جرائد اليوم التالى .. والذى بسببه حققت مبيعات تحسب لها ..؟

" العملاق الوسيم فاز بقلوب الجميع إلا قلبها "

السطور التى توالت تحته حولت فوزه لانتكاسة أقرب للفضيحة .. لازال صداها يتردد حتى هذه اللحظة .. أما هى فقد اختفت بعدها دون أن تحاول تبرير موقفها وتصريحاتها المهينة.. وكأنها تتمعن فى إثارة غضبه ونفوره منها ..!

لو كانت تخلت عن كبريائها واتصلت هاتفياً لتطمئن على أحواله ولو حتى مجاملة لصديقها كما كانت تدعوه كذباً .. لكان عاد كالدلو وغرق فيها ملتمساً لها كل الأعذار والحجج

لكنها لم تفعل .. وأبت كرامته هذه المرة أن يبدأ بالغفران كعهده الدائم معها ..!

أعلنتها فى وجهه مراراً بأنه ليس أكثر من غريب قوى كان يحميها من خوف تعافت منه .. بقيت معه فقط لأنها لم تكن تعرف غيره .. قالتها صراحة حتى وهى تهديه باقة الورود التى سحرته بها ..

ولكنه لا يريد أن يصدق بأنها ما عادت فى حاجة إليه ..!

أسعده وجود عبدالله معه فى المعسكر بقدر ما أقلقه وجودها وحيدة .. لا يريد أن ينسى بأنها كادت أن تذهب معه وتتركه عندما خيرها بينهما .. وفى الوقت ذاته يسخر من نفسه ويجاهد ليقنعها بأنها لا تعرف رجلاً سواه ..

على الأقل لا يمكن أن يكون هذا الرجل هو عبدالله .. فهو أضعف من أن يرضى طموح مجرمة بالوراثة مثلها ...!

تنهد فى ألم ويأس .. لم يشعر يوماً أن الفقر عيباً .. كان فقط يتمرد على كثرة عطائه بلا مقابل .. شعوره بالظلم هو ما كان يوجعه ويؤلمه .. ورغم هذا فقد ظل وفياً لقيم ومبادئ تخلى عنها الكثيرون سعياً وراء طموحاتهم وأهدافهم

التفت فى حدة ليمسك بأصابع لارا التى عبثت فى شعره مبتسمة .. أزاحها فى لطف لتبتعد عنه فتلاشت ابتسامتها وحدقت فيه مستنكرة .. كانت تعلم بأنه لا زال يفكر فى تلك الطفلة الغبية التى أهانته وحطت من شأنه أمام الجميع

تركته ساخطة واقتربت من جوناثان الذى استقبلها فاتحاً ذراعيه فى إشفاق ليضمها إليه .. كان يراقبهما كل الوقت ولاحظ قسوته معها .. راح يداعبها كقطة مدلله عله يجبر ما حطمه ذلك الفولاذى العنيف فيها .. مواساته زادتها غضباً فزمت شفتيها فى تمرد .. لم تعتد أن ينبذها رجل من قبل .. خاصة من كانت تتودد هى إليه حد التملق

فى قبضتى .. جائزة كتارا 2019 كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن