آلَعٌشُقُ وٌرطِةّ

البارت المائة

عند منه كانت تقف امام منزل زين و فقط تنظر للباب بعيون مدمعة و لا تعلم ماذا حدث له و هل هو بخير ام لا ... ظلت تفكر و تفكر و ظل الشيطان يتلاعب بعقلها و ظنت انه من الممكن ان يكون ماجد قد عاد لينتقم ... كان قلبها ينبض بسرعة من مجرد الفكرة و دموعها تسيل بغزارة

منه بعيون مغرورقة بالدموع : انت فين يا زين ؟! روحت فين و سيبتني لوحدي ..انا ماليش غيرك انا مش قادرة اتنفس و انت مش موجود ..انا محبتش حد غيرك ليه تبعد عني كده ..و أزداد بكائها و علت شهاقتها بألم و حرقة من اجله فهي لا تعلم عنه اي شئ ... ظلت منه تتحسس باب المنزل بعيون منتفخة من اثار البكاء
جلست منه علي الارض امام الباب و تخرجت هاتفها و هي تحاول الاتصال به مرة اخري و لكن هاتفه مغلق ..

منه بغل و غضب : اكيد ماجد هدده او عمل فيه حاجة ..اكيد ...زين مستحيل يبعد عني بالطريقة دي و هو عارف اني ماليش غيره و هو كل حاجة ليا و خصوصا اني معملتش اي حاجة ممكن تدايقه مني ...ماشي يا ماجد انا هوريك لان واضح انك مفكر ان كل الناس تحت امرك و انت ملكت الدنيا ثم وضعت و جهها بين كفيها و ظلت تبكي بشدة

تفاجأت منه بيد علي كتفها و اتسعت ابتسامتها ظنا منها انه زين و لكن سرعان ما التفتت و وجدت سيدة في الخمسين من عمرها  تبتسم لها بحب

السيدة: انتي كويسة يا بنتي مالك قاعدة علي الارض ليه كده ...قومي عشان متوسخيش هدومك

منه و هي تمسح دموعها و تقف بسرعة : لا ابدا مفيش حاجة يا طنط

السيدة : لو تعبانه تعالي ريحي عندي شوية انا ساكنه هنا بس في الدور الاخير و مش بنزل من البيت كتير بس حظي حلو اني كنت في مشوار النهارده عشان اشوف القمر

منه : شكرا لحضرتك بس انا محتاجة امشي بعد اذنك و عندما التفتت لتذهب سرعان ما توقفت عندما سمعت تلك الكلمات

السيدة: واضح انك بتحبيه اوي

التفتت لها منه : قصدك علي مين ؟

السيدة: قصدي علي اللي انتي قاعدة قدام باب بيته و بتعيطي ... انا دايما في حالي بس انا عارفة كل اصحاب الشقق اللي هنا و دي شقة استاذ مجدي و عنده اين اسمه ....

منه بسرعة : زين

ابتسمت المرأة : ايوة زين ...واضح ان حكايتك طويلة اوي و لو انتي معندكيش مانع تعالي اشربي معايا شاي و نتكلم

كانت منه متردده بشدة فهي لا تعرفها و لكنها تشعر بإرتياح كبير تجاه تلك العجوز فذهبت معها الي منزلها و عندنا دخلت منه تفجأت بفخامه المنزل فهي كانت تأخد الطابق الاخير بأكمله و رغم فخامه المنزل الا انه مظلم و فارغ و كئيب جدا

السيدة: اتفضلي يا حبيبتي اقعدي علي ما اعمل الشاي و ارجعلك

جلست منه تتأمل المكان حولها و وجدت صور كثيرة علي الحائط لتلك السيدة في شبابها و معها شاب انيق و وسيم جدا و فتاتين و يبدو ان هؤلاء زوجها و اولادها