الفصل الحادي والعشرون

277 15 18
                                    

مبدئيًا كدا...
رمضان كريم وكل سنة وحضرتك جميعًا بألف خير..
ويارب رمضان يكون شهر الطاعة والغفران بالنسبة لنا جميعًا..
.............
الحياة دروب مهما اخترنا أسهل ما فيها سنسقط دومًا في شرك مأزقها وكأن القدر يعاندنا على وجود العقبات بحياتنا.

حين يتملك الشغف أوصالك تجاه حياتك فاعلم بأنك ستحاول جاهدًا لرسمها كما هو مخطط لها، استخدام الريشة لمزج الألوان بعضها ببعض، إضفاء لون يحرك المياه الراكدة بروتين يومك أو قمع آخر لم يمثل لك إلا إزعاج ينبئك بخطورة القادم، دمج لونين لينشر طابع بحياتك كنت قد غفلت عنه يومًا.

هو..
رسام للوحة أراد إكمالها بصورة مثالية..
أراد إضفاء بهجة على لوحة لم تكتمل ألوانها بعد...
هو..
بحث طويلًا داخله حتى وجد إيقاعه المناسب..
عازف بيانو يعبث بأزرار رفيقه ليتذوق ألحان لم يعرف ماهيتها قبلًا...
هو..
عاقل ببسمة عابث..
مختل بضحكة واثق..
عازف بقانون عارف..
هو..
أركان الدالي..

جلس بثقة على مقعد البيانو الخاص به، حرك أصابعه بعبث على مفاتيح رفيقه يدغدغه برفق ليبتسم الآخر ملقيًا ضحكاته على هيئة نوتات موسيقية.

تصفيق حار أخرجه من نشوة استمتاعه حينما أشاد الحضور بجمال الفرقة الموسيقية ليقف وباقي أعضاء فرقته بعد إشارة المايسترو احترامًا لشغفهم.

لحظات وانتهى التصفيق ليشير المايسترو مجددًا قبل بدئه العزف لكن هذه المرة منفردًا، حلق عاليـًا في سماء فرحته ليتلقفه السلم الموسيقي بسلاسة شعوره اللامتناهي تجاه موسيقاه.

أخذ نفس عميق ملء به رئتيه وزفره على مهل قبل إغلاق عينيه بنشوة لما يفعله، حرك أصابعه بسلاسة عل إحساسه يصل إلى الحاضرين بالأسفل، حضوره عاصف كاختياره السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.

بدأ عزفه عاصف كهبوب رياح كيهك في أبيب لتغرق الحاضرين بأمطار طوبة، إحساسه ما بين مد عاصف يدمر كل ما حوله وجذر هاديء يحاول تلافي ما دمره توأمه، أنفاسه ثائرة كمصارع انتهى توًا من تكسير عظام عدوه الواحدة تلو الأخرى، عينيه لامعة بفرحة انتصار سكير ربح بطاقة اليانصيب لتوه وما بين نشوة وانتقام أخذته المقطوعة على بساط ليحرك جسده متفاعلًا مع تقلبات ألحانه ولم يختلف شعور الحاضرين بالأسفل بل لمعت أعينهم بظفر بعدما عبثت السعادة بداخلهم ليبتسموا مبتهجين.

عصفت به المقطوعة ما بين هبوب الرياح، هدوء الأمواج، نعومة الحرير ليغرق طمعـًا في دفء عزفه الثائر وياليته فعل.

بعد عدة أنفاس ثائرة هدأت وتيرة أنفاسه تضامنـًا مع لحنه ليهدأ تدريجيـًا حتى خفت بمجرد انتهاء عزفه.

"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن