الفصل السابع والثلاثون

142 8 4
                                    

الفصل السابع والثلاثون

هو..
لا يقاتل للعدالة بل لنفسه..

حينما يشتد ظُلم مَن حولك تضطر أن تسلك نفس الدروب لنيل حقك كما زعموا قبلًا.. الحقيقة هنا أنك تحاول البحث عن وجبتك الدسمة في الانتقام بعيدًا عن فطرتك الساذجة التي ترجوك أن تتعقل حتى لا تكون نسخة مدنسة مثلهم لكن ما تجهله روحك بأن الكرز الفاسد لن يصلح لأي شئ فقط النفايات سبيله الوحيد.
لم تهدأ الأوضاع قط بعد القبض على علي بتهمة التهرب الضريبي بل حاول محاميه تضليل الأمر قبل عرقلته ولو قليلًا حتى يتمكن من إيجاد ثغرة مناسبة لتلك المعضلة التي يدرك جيدًا بأن رُب عمله لن يسامحه بالتأكيد إن كانت الأمور بها تقصير من ناحيته.
انتظر لدقائق معدودة قبل أن يحضر العسكري سيده من زنزانته، بمجرد دلوفه وقف يُرحب به وأخبره بتعجل
- هناك بعض الأمور التي ظهرت سيد علي وربما سوف يكون موقفك متأزم بسببها..!
تأمله علي بصمت منتظرًا أن يدلو بكل ما يعرفه وبعدها سوف يأخذ رد الفعل المناسب بالنسبة له على طريقته هو، أسند رأسه على المقعد وأخبره بغطرسة لا تتناسب مع المكان الموجود فيه
- أحضرت التبغ..!
أومأ الآخر برأسه وهو يضع بين يديه تبغه المفضل بعدما أخرجه من حقيبته، تنهد قليلًا وأخبره بحذر
- سيد علي.
قالها واقترب منه في محاولة لتقليل المسافة بينهما، نظر له الآخر باندهاش من حذره الغير مبرر بالنسبة له، ابتلع ريقه وأكمل بهدوء
- لقد ظهرت فتاة تَدعي أنها ابنة السيدة أُلفت...
- ماذا؟
قاطعه علي بصدمة ليكمل المحامي كل ما في جعبته أولًا وبعدها تأتي دهشة ذاك الذي لا يهمه أي شئ سوى تبغه
- تريد تنفيذ الوصية والاستيلاء على كافة ودائعها بالمصرف.
لو أخبرك أحدهم بأن شائعة wonka chocolate حقيقية وأنك قد ربحت بطاقة ذهبية تحصل من خلالها على كل ما تتمنى.. ماذا سيكون رد فعلك؟
هل تتهمه بالجنون أم تضحك على ثرثرته الفارغة من وجهة نظرك..!
أم تأخذ حديثه على محمل الجد ولو لمرة واحدة في حياتك.. تأخذ حديثه بروية وهدوء تفكر فيه جيدًا قبل طرحه بعيدًا عنك.
حسنًا من الأمس حتى الغد أنت على صواب بأن هذا الإدعاء افتراء.. لا توجد Wonka Chocolate في الوقت الراهن كما تدعي أنت لكن ظهرت Wonka Girl أو بمعنى آخر فتاة حظه وبطاقة يانصيبه الرابحة التي سوف يستفيد مما تملك على أكمل وجه وبعدها يمكنه إلقائها خارج حياته كما فعل من قبل.
ابتسامة خبث زينت ثغره ليتابعه المحامي بتوتر فهو لم يدرك بعد الخطوة القادمة في ذاك المصير المجهول ليقترب علي منه تلك المرة بدوره وهو يخبره بهدوء
- عَجل كافة الأمور اللازمة لاستلام ميراثها من والدتها الراحلة...
- لكن سيد علي كيف نصدق بأنها ابنتها وأنت حاولت سابقًا إثبات وفاتها وأنك الوريث الوحيد لزوجتك الراحلة.
جلس على مقعده بأريحية أكثر قبل أن يضع قدمًا فوق الأخرى بتباه وهو ينفث دخان تبغه باستمتاع غير مصدق بأن كل شئ سوف يصبح مِلك له قريبًا جدًا بعد أن يتخلص من تلك العائق أمامه، طرق بإصبعه على سطح المكتب عدة مرات وهو يخبره باستفاضة محاولًا شرح الأمر له
- ما لم تعرفه أيها الأخرق أنَّ وصية ألفت تنص على إن لم تظهر ابنتها ستُحول كافة الأموال تلقائيًا إلى دور الأيتام وسداد ديون الغارمات..
ضحك باستخفاف من وصيتها الساذجة بالنسبة له
- وكل منبع يمكنه حماية الفقراء.
تنهد ببطء وأكمل حديثه الشارد قائلًا
- تريد للجميع الاستفادة من أموالها عدى زوجها.
ابتسم من تفكيرها المحدود عن المستقبل متخيلًا أنها لو كانت موجودة لتركت الأمور تمضي كما كانت تفعل دومًا..
- كانت مثالية حتى في موتها.
شاركه محاميه الضحك على روح فارقت الحياة ولم يتبق سوى ذكراها، لحظات وأخبره الآخر بهدوء
- حسنًا سيد علي سوف أساعد في تعجيل الأمور دون أن يظهر اسمك في الصورة.
- واختبار الحمض النووي لتلك الفتاة..!
قالها باستنكار ليجيبه الآخر بدهاء
- لا تقلق سيدي فلدي الكثير من الرجال يريدون المساعدة لأجل نيل الرضا.
ابتسم من ثقته اللامحدودة بنفسه ليصمت قليلًا وبعدها أخبره بهدوء بعدما تذكر أمر ما
- متى سأترك تلك القذارة وأعود للمنزل؟
أخذ محاميه منديل من جيب سترته ومسح على وجهه حبات عرق وهمية تجمعت عليه، ابتلع ريقه بتوتر وأخبره بتمهل
- الأوراق التي تم تقديمها للمباحث نفس النسخة التي امتلكها جمال سابقًا قبل دخوله إلى السجن وحاولت بكل السبل الوصول إليها ولم تعرف.
أومأ علي إيجابًا على حديثه قبل أن يأخذ نفس عميق ويزفره على مهل تبعه قوله المتأني بشك
- لكن جمال توفى منذ فترة وتلك..
صما لحظات وتساءل بعدها بشك مما يحاول فهمه من كل تلك الألغاز التي تدور في فلكه دون نتيجة
- لِم ظهرت تلك المستندات الآن ولم تظهر بعد وفاة مباشرة.
- إلا إذا كان هناك طرف آخر لديه نفس النسخة ويحاول تدميرك/ تدميري.
قالها الاثنان في نفس الوقت وهما ينظران إلى بعضهما البعض فهما قد توصلا إلى نفس الاستنتاج وكأن عقلهما ترجم كل شئ يحدث حول علي، ليقترب السجين من محاميه وهو يأمره بنبرة لا تقبل النقاش
- أريدك أن تعرف مَن الشخص الذي يمتلك تلك الأوراق وبعدها..
لم يمهله الآخر فرصة لإكمال حديثه ليقول بهدوء محاولًا لفت نظره بوجود العديد من الطرق لفعل الكثير الآن فالأمر لم يعد مقتصرًا على أن يفعل الجاني كل شئ تحت نظر القانون بل في الخفاء حتى لا يطاله أي عقاب أو يسقط قناع أجاد الاختفاء خلفه منذ زمن
- سيد علي تم إرسال الأوراق عن طريق البريد دون وجود مرسل.
- ماذا؟
قالها باندهاش مما يثرثر به ذاك الأبلة فالشرطة لم يهمها هوية المرسل طالما كافة الأوراق بين أيديهم صحيحة فالأهم تطبيق العدالة وفقط.
لحظات صمت طافت بينهما ليقول المحامي بهدوء حذر حتى لا يصب علي غضبه عليه في تلك اللحظة
- ألا تظن سيد بأن ظهور تلك الفتاة ووجودك خلف القضبان مدبران..!
نظر له علي قليلًا يحاول تفسير ما يقوله في تلك اللحظة تحديدًا حيث أنه لم يعرف كيف جمع حبات قلادته بعدما تناثرت في كافة الأرجاء، ربما هداه إلى منطقة تفكير لم يصل إليها قبلًا لكن قبل التمادي في كل هذا أخبره بهدوء
- لا أظن لأن توقيت ظهورها ووفاة جمال في وقتين مختلفين.
أومأ له بتفهم وما إن همَّ بقول المزيد حتى اقتحم الجندي الغرفة ليخبرهم بغلظة
- الوقت المحدد للزيارة انتهى.
تحرك علي نحوه بعملية مفرطة وقبل أن يفعل ما لا يُحمد عقباه أخبره محاميه بهدوء حذر
- فكر جيدًا في حديثي وأنا سأفعل مثلما طلبت سيد علي لكن أرجوك تمهل قبل اتخاذ قراراتك هنا فكل شئ يلين بالمال لا العنف.
ابتسم وقد فهم فحوى رسالته ليسير مع الجندي بهدوء وما إن اقترب من باب السجن أهداه إحدى لفافات تبغه المفضلة وهو يخبره بمكر
- تلك لأجلكَ وإن احتجت مجددًا لا تخجل.
اقترب منه ووضع التبغ في جيب سترة الآخر ومعها عُملة نقدية من فئة المائة جنيه ليبتسم الجندي غير مصدق وهو يخبره بطاعة
- أي شئ تريده فقط أخبرني وأنا سأفعله دون أن أسألك عن السبب سيدي.
أغلق باب السجن وغادر بسعادة وكأنه حصل على غنيمة حرب لم يعرف قبلًا كيفية الوصول إليها.
أما علي بعد أن استمع إلى صوت إغلاق الباب من الخارج استلقى أرضًا على ظهره يحاول التفكير في كل ما تفوه به ذاك المعتوه قبل قليل مؤكدًا لنفسه أنه ربما إن كانت تحركاته تلك المرة في الخفاء فلن يستطيع أحد كشفه بل يمكنه كذلك معرفة عدوه الذي يحاربه في الظل دون كلل.. لكن ليجعلها الآن استراحة محارب أراد النصر وعلم بأنه وجب عليه أن يستعد ذهنيًا قبل أي شئ حتى يستطيع التغلب على خصمه دون مجهود يُذكر.
في لعبة الشطرنج لا تركز على ابتسامة خصمك بل تحركاته في الرقعة لأنك إن حاولت ترجمة ما يشعر به تجاهك فلن تجد الاحترام فقط الاستخفاف مع كل خطوة تقوم بها وكأنه يخبرك ضمنيًا أنك فاشل وليس بمقدورك هزيمته.
والجندي المجهول في اللعبة لازال يجهل مهامه حتى ينفذها كل ما يعرفه قلبًا قبل قالبًا أنه مكلف بطاعة سيده بصورة عمياء دون أن يسأل عن شئ فقط ينفذ..
أما أركان فجنوده المجهولين كُثر وازدادت مسؤوليته تجاه كل واحد منهم بل وعليه حماية الجميع حتى لا يطالهم أي أذى لكن إلى متى سيفعلها..!
هذا السؤال لازال يجهل إجابته حتى الآن ومع ذلك فهو مدرك تمامًا بأن كلمة النهاية لن يُسطرها في نهاية معركته إلا هو والبقاية كلماتهم زوائد تملأ فراغات في حكايته.
جلس على أريكة في ركن هادئ من المنزل يتأمل الجو بتقلباته المتغيرة فتارة تكون الشمس ساطعة في كبد السماء وتارة أخرى يشاكسها غيوم فتحيل بينها وبين الأرض مثله تمامًا..
في جميع أوقاته هادئ ظاهريًا لكن داخله عواصف لو تُرِكت لها العنان لدمرت كل شخص تطاله دون ندم.
متمهل في كل شئ حتى انتقامه لأنه لازال يؤمن بأن الحياة ربما تعانده في بعض محطاتها لكن في النهاية سوف يرضخ كل ما يريد لمطالبه.
انتشل صديقه قدح القهوة من بين يديه وجلس مجاورًا له يتأمل حالة شروده المستمرة منذ أتت صديقته تمارا من الخارج، لحظات وأخبره بهدوء
- العمة بخير..!
سؤال أو إقرار لا يدرك لكنه أشار إلى منطقة جرحه دون تمهيد لينظر له أركان بهدوء وهو يخبره بتعب
- أخبرتني الطبيبة أول أمس بأن حالتها تسوء ووجب عليَّ البحث عن طبيب آخر خاصة نفسي لمتابعة حالتها عن كثب.
أومأ له بتفهم ليربت كارم على يده مصاحبًا قوله بكلماته المطمئنة
- ستصبح بخير أركان.
ابتسم الآخر بتفاؤل ليكمل صديقه بحنان
- سوف تعرفك صديقي..
لحظات صمت بينهما وبعدها استأنف حديثه بقوله الحاني
- أشعر بذلك.
- لا أعلم كارم.
قالها أركان بحيرة وهو يمسح بيده على وجهه في توتر ليخبره بعدها بحزن
- لكن حقيقة انها لا تتعرف عليَّ وتنتظر ظهور صغيرها تُدمي قلبي بطريقة وحشية.
- فلتترك الأمر لي دون أن تسأل عن أي شئ حتى انتهي مما أفعل.
قالها كارم بسرعة في محاولة منه لمساعدة صديقه فوالدته رغم مرور الزمن إلا أنها تتعرف عليه أحيانًا وتصدق بأنه ابنها وفي لحظات أخرى تخبره بأن يسمح لصغيرها بالعودة إليها، تذبحه بنصل جهل ناجم عن مرضها وهو معذور في حزنه فوالدته التي ضحى لأجلها كثيرًا تُبعده عن محيطها دون علم منها.
- ماذا ستفعل..!
قالها بتوتر وشعور داخلي يحفزه للموافقة على عرض صديقه فالمحاولة تلك المرة قد تؤتي بثمارها ليخبره كارم بهدوء
- سوف أعرضها على طبيب نفسي أعرفه بل وذاع صيته كثيرًا في الآونة الأخيرة.
- أثق بك صديقي بذا أرجوك لا تخذلني.
تفوه بها أركان بأمل ليصمت مجبرًا حينما وجد ضيفته تهم للخروج من المنزل ليعقد حاجبيه باندهاش من فعلتها قبل أن يصيح بصوت مرتفع قليلًا لجذب انتباهها
- تمارا.
التفتت إليه بحذر وقد ارتعبت قليلًا من وجوده الغير متوقع في المنزل فهي ظنته غادر منذ الصباح لعدم ظهوره، بسمة رُسِمت على محياها وهي تقترب منهم لتجلس على مقعد بجوارهم وهي توجه كلامها لكلاهما
- لم أعرف بأنكما في المنزل حتى وقت متأخر.
ابتسم كارم من تبريرها الغير متوقع لذا عبث بخصلاتها المُرتبة وهو يخبرها بهدوء
- أركان أتى من الخارج منذ قليل وأنا سوف أعود للعمل بعد قليل.
أزالت يده بحنق فمنذ أتت وهو يعبث بخصلاتها كما كان يفعل في صغرهما، ابتسمت بسماجة من كلماته وأخبرته بعدها بهدوء
- أريد البحث عن عمل لأن البقاء في المنزل لفترة طويلة ممل للغاية.
أومأ بموافقة على حديثها لينظر إلى أركان الذي تحدث بتريث يحاول شرح الأمر لها
- علي يبحث عن سبب ظهورك في الوقت الراهن وهل لكِ علاقة بكل ما يحدث حوله أم لا..!
نظر كلاهما إليه بعدم تصديق لتسأله هي بدهشة من معرفته بكل ذلك دون أن يمر الكثير من الوقت بعد القبض على علي "والدها المزعوم"
- كيف علمت بالأمر أركان؟
- لم أعلم بل توقعت فهو حاول جاهدًا الحصول على المال ببعض الألاعيب من ضمنها أنه لازال زوج والدتك "بعد إعادتها إلى عصمته مرة ثانية بعد طلاقهما" لذا يريد أن يتأكد بأنك بالفعل ابنته التي تخلى عنها سابقًا بإرادته أم لا.
تنهدت براحة عقب حديثه الهادئ ليُكمل كارم نيابة عنه محاولًا تبرير موقف الجميع من كافة الجهات
- سوف أبحث لكِ عن عمل في أحد الفنادق مستقبلًا حتى لا يزداد شكه بكِ وفي نفس الوقت لكسب المزيد من المال طوال فترة إقامتكِ هنا...
- والمنزل..!
قالتها بتساؤل حذر ليفهم أركان ما تود إيصاله لهما ليخبرها هو باستفاضة تلك المرة
- المنزل هذا باسم كارم
قالها ونظر إلى صديقه بهدوء وبعدها أكمل باستفاضة
- وجودي هنا طوال الوقت معه لأن منزلي في العقار المجاور له.
أومأت بتفهم ما لبث أن تحول إلى اندهاش حينما أخبرها بحذر حتى لا تفهم الحديث بصورة خاطئة
- العادات هنا مختلفة لذا لا يصح وجودك في نفس المنزل بمفردك مع شابين ولهذا السبب تحديدًا كارم ينام في منزلي حتى تكوني على راحتك ونأتي صباحًا للاطمئنان عليكِ عزيزتي.
- لكن..
قالتها في محاولة منها لفهم بعض الأمور ليكمل هو بهدوء متغاضيًا عما تريد معرفته وهو يقول بهدوء
- أما وجودك هنا فطبيعي لأنكما أصدقاء منذ الصغر ليس هذا فقط بل لأنكِ دون سند هنا ونحن إخوتكِ وسندك قبل أي شئ.
تأثرت من حديثه وأخبرته بأنها تريد التحرك بعشوائية بين شوارع المحروسة وبعد انتهاء جولتها سوف تُرسل لكارم موقعها حتى يأتي ويأخذها.. وافق كلاهما على طلبها وغادرت المكان بهدوء فهي قد ظنت بأنهما ربما لن يوافقا على خروجها من المنزل خاصة أركان الحذر في تعامله معها.
وبمجرد خروجها التفت له كارم وأخبره بعدم فهم
- لِمَ لم تمنعها من المغادرة..!
- لأنه في حالة منعها سوف تظن بأنها تحت الإقامة الجبرية هنا.
قالها بتبرير لينظر له الآخر بعدم فهم من حديثه الغير متوقع ليخبره أركان بهدوء
- هي ليست سجينة هنا كارم كما أنها سوف تعود لا تقلق..
صمت قليلًا يتأمل طيفها براحة وأكمل بعدها بحماس
- لا أريدها أن تشعر بكونها محاصرة من حمايتنا الزائدة لها حتى تطمئن وتفعل كل ما تريد حتى لا تأتي لحظة تنفجر فيها وتدمر كل ما خططنا له ثلاثتنا سابقًا.
تفهم وجهة نظره وأخبره بتساؤل بعدما تذكر أمر ما
- ممتلكات جمال هل تستعيدها أم تتركها لأبنائه.
نظر له بعدم فهم من سؤاله الغريب نوعًا ما فهما قد اتفقا سابقًا على مساومته الورق مقابل الكثير من الثروة يهنأ بها بعد خروجه من السجن، تأمله لحظات وأخبره بهدوء
- كل ما يخصه يبقى لأبنائه كارم حتى لو توفى وكرهه الجميع لكن الوفاء بالوعد من شيم الصالحين.
أومأ موافقًا على حديثه قبل أن يستأذن منه ويغادر المكان بأكمله فهو لديه الكثير من الأمور العالقة ووجب عليه إنهائها وأكثر ما يؤرقه تلك الفترة عبث الشرطة في الفندق الخاص به وانخفاض زبائنه بصورة كبيرة.
على مقربة من المنزل دلفت تمارا إلى أحد المطاعم تحاول تجربة نوع جديد من الطعام، بحثت بعينيها على طاولة فارغة وما إن اقتربت منها حتى اصطدمت بشخص ما وسقط ما كان بيده أرضًا، التفتت له بتوتر وأخبرته بسرعة في محاولة لتبرير موقفها
- آسفة لم أقصد ذلك.
قالتها وهي تنحني تلتقط أغراضه من على الأرض، أعطتها له وتلاقت أعينهما للمرة الأولى ليخبرها بدوره بهدوء محاولًا التخفيف من حدة توترها تلك
- بل أنا مَن وجب عليه الإعتذار لشرودي قليلًا.
استقامت وهو كذلك لتجلس على الطاولة وما إن هم بالرحيل حتى أخبرته بمشاغبة
- يمكنك أن تدعوني لتناول قدح من القهوة نظير اعتذاري لك أو أفعل أنا.
جلس على المقعد المقابل لها وابتسم بهدوء من مبدأها الغريب نوعًا ما، ابتسمت حينما طلب من النادل إحضار طلبهما، مدت كفها إليها وهي تخبره بسعادة في محاولة منها لمعرفة اسمه
- تمارا.
وزع نظراته بين كفها الممدود نحوه وابتسامتها المرسومة على وجهها، تأملها قليلًا وبادلها المصافحة بعدها وهو يخبرها بتعريف بسيط عن نفسه
- غيث.
.................
نحترق حتى نُرضي الجميع وداخلنا حُطام لم نستطع إعادته كما كان بعد..
لم نعرف كيف السبيل إلى علاقات ربما حطمناها بأنفسنا سابقًا واليوم لم يعد هناك مجال للتراجع بل الحسم حتى نقف على أرضية ثابتة ربما تعيننا مستقبلًا على الاستقرار.
لكن أين الاستقرار وهو نفسه قد فقد بوصلته منذ زمن، حياته ممتلئة بالكثير من المغامرات بداية من تعرفه على حبيبته الراحلة في الجامعة أثناء الدراسة ورغم الشروط الصارمة التي وضعها لنفسه إلا أنه معها قد ضرب كل ذلك عرض الحائط وبعدما هجرته وقررت الرحيل إلى بلد آخر ترجاها بألا تفعل لكنها اختارت مستقبلها بعيدًا عن حسابات القلب المعقدة، أخبره يومها بعدما اتخذت قرارها بحكمة
- القلب لن يفيد في شئ طارق لذا اتمنى لك حياة هانئة مستقبلًا.
ومن يومها لم يجد في حياته سوى الشقاء والتعب..
شقاء لفراقها..
حزن لرحيلها وتعاسة لأنه لم يعد كما كان فتلك التجربة استنزفت طاقته ولم يعد لديه المزيد لإجهاد القلب فيه فكل شئ فقده تمامًا بعد رحيلها وحينما قرر البدء مجددًا لم يستطع فدقات قلبه لم تعد كما كانت من قبل بل حذرة من أي فخ قد يصيبها..
قص على صهيب كل ذلك ليتهمه ذات أمس بأنها اتخذ كل ذلك خديعة للسقوط في عشق حبيبته حياء، أقسم يومها بأن اهتمامه بها ناجم عن شعور بالمسؤولية نحوها ولا شئ آخر لكن الصديق لم يصدق الأمر بل وانفضت صداقتهما بسرعة كما بدأت.
لتمر الأيام بعد ذلك ثقيلة عليه لا تخلو من مناوشات خالته التي تُحضر له كل فترة عروس ليتزوج بها لكنه ويالا حظه العسر لا يمكنه فعلها حتى أتت تلك الملقبة بحياء المزيفة ودلفت إلى حياته.. شعر بعاصفة تجتاحه ودقات قلبه لم تعد كما كانت بل أصبحت أعنف كلما كانت بالقرب منه أو في محيط رؤيته، يومها صُدِم بأنه ربما أحب حياء كما اتهمه صهيب سابقًا لكن كيف وهو يشعر بأن تلك التي أمامه طوال الوقت مختلفة تمامًا عن الفتاة التي عرفها منذ زمن ليقرر المخاطرة واكتشاف الأمر بنفسه وكان أول ما بدأ به إخبارها ببعض المعلومات الخاطئة لتصدقها بل وتمادت في تخيلاتها الجامحة حينها، أعطاها هدايا حياء تكرهها وهي قد أحبتها كثيرًا.. يومها أخبره قلبه بأنه ربما قد أُعجب بحياء الحقيقية في بعض الأمور لكن تلك التي توجد أمامه في كل لحظة يعشقها بالفعل ولا يعرف كيف يخبرها بأي شئ مما يشعر به.
وضع رأسه بتثاقل على عجلة القيادة وهو يشعر بأن رأسه على وشك الانفجار، قرر محادثة أحد يستشيره في أمره ربما يكون مخطئ وكل ما يدور حوله من نسج خياله فقط..
ضغط على عدة أرقام وما إن فتح الطرف الآخر حتى أخبره بسرعة
- كيف حالك أوار..!
- بخير.. وأنتَ..!
قالها أوار بهدوء قبل أن يبتعد قليلًا عن رانسي التي تجلس بتعب منتظرة النداء الداخلي في الصالة حتى يتجها إلى المكان المخصص، راقبها من بعيد وهو يتحدث مع طارق ويسأله بقلق
- هل هناك خطب ما طارق..!
- أجل.
قالها طارق بهدوء وهو يتنهد بتثاقل ليشعر أوار بوجود خطب ما حدث لأسرته ليخبره بتعجل محاولًا معرفة ما يدور
- هل الجميع بخير..!
- أجل.
قالها طارق بإقرار ليشعر أوار بالحيرة من سبب اتصال ذاك الرجل في تلك الساعة تحديدًا ومماطلته في التفوه بما يدور حوله، صمت قليلًا يحاول البحث عن كلمة مناسبة تصف شعوره خاصة مع قول طارق الحذر
- الخطب في قلبي أوار.
إن قال أوار في تلك اللحظة بأنه يريد تسديد العديد من اللكمات له تعبيرًا عن غضبه من مبالغته في الحديث فلن يصدقه أحد، ذاك الأحمق يريده أن يغلق الهاتف في وجهه وكفى لكنه وعلى عكس أمنيته قرر مجاراته فيما يود التحدث عنه ليخبره باهتمام
- كيف ذلك يا صديق..!
- أحبها.
مجرد كلمة بسيطة يصف بها حاله لينظر أوار في كافة الاتجاهات وهو يبتسم بسعادة لأجله فهو يعرف القليل عن مأساته السابقة في العشق ليُكمل بهدوء
- بل أعشقها ولا أعرف إن كنت كذلك بالفعل أم لأنها تشبه حياء.
هنا صُدِم بل من دهشته شعر وكأن أحدهم قد سدد له لكمة قوية في غفلة منه، حاول الهدوء ليفهم الأمر جيدًا قبل أن يفجر فيه بطريقة مناسبة تليق بتلك المحادثة
- كيف..!
تنهد بضيق ليخبره بعدها بتريث
- لا أفهم أي شئ مما تقول.
- حسنًا سأخبرك من البداية.
قالها طارق بهدوء ليزفر الآخر براحة عله يفهم أي مما يقول ليستمع إلى صوته يخبره من الطرف الآخر
- صهيب اتهمني سابقًا بأني أعشق حبيبته وأخبرته بأن كل ذلك محض كذبة أخبرها بها شيطانه وصدقها بصدر رحب لكن منذ ظهرت تلك الفتاة في محيط حياتي شعرت بأنه ربما يكون حديث صهيب صحيح لكن...
وصمت بعدها ليشعر أوار بأن ذاك الذي يحادثه به خطب ما، يعاني ولا يجد ضالته المنشودة بعد بل هو يكاد يموت من عدم وصوله لاستنتاج يشفي داخله من عطب الماض، استمع إليه يكمل بثرثرته المعهودة مؤخرًا
- لا أعرف أوار لكن شعوري نحو الك الفتاة مختلف وأكاد أموت رعبًا من حقيقة كوني أحبها بسبب إدعاء صهيب سابقًا.
ابتسم أوار من حديثه ليخبره بهدوء وهو يتأمل حبيبته بحنان
- يبدو بأنكَ تريد مواجهة مع كلتيهما لاختبار صدق مشاعرك.
لا يعرف لِم قال ذلك مؤكدًا أنه لو كان في ظرف آخر لربما حطم عظامه دون ندم لكن يبدو بأن طارق يعاني بصدق من حقيقة راسخة والكثير من الأوهام طفت بين ثنايا تفكيره، استمع إلى صياحه وهو يخبره بعدم فهم
- ماذا تقصد... بل كيف يحدث ذلك وأنت تعلم بأن رانسي تأخذ موقف ضدي بعدما حذرتها من صهيب ولم تصدق..
تدارك حديثه وأخبره بعدها بصدق
- أقصد بأنه ربما لن تتلاقى مساراتي معها ثانية كما فعلت هي من قبل.
- لا تقلق ربما في المستقبل يتغير كل ذلك وتصبح حياة الجميع أكثر استقرار مما تظن طارق.
أومأ طارق مؤكدًا على حديثه وكأن الطرف الآخر يراه أيضًا راجيًا بأن يمر القادم على خير حتى لا يؤثر ذلك عليهم جميعًا وخاصة هو.
اختتم أوار حديثه معه بقوله الحاني
- لا تتحامل على نفسك طارق وامنح قلبك الفرصة حتى ينبض من جديد فالماض لن يعود مهما حاولت إثبات ذلك وإن عاد لن يكون كما كان في السابق لذا تريث واجعل قلبك يحلق في سماء العشق بعدما أسرته في دوامة الوهم لسنوات عجاف.
أغلق الهاتف بعدما أنهى الحديث معه واتجه إلى رانسي التي نظرت له بشك وهي تخبره بسخرية
- يبدو بأنك تعشق تلك الأيام.
- بل أعشقك كل يوم.
قالها بإقرار وهو يجلس جوارها لتنظر له بلامبالاة وداخلها يحلق بسعادة من حديثه، ابتسم من تجاهلها له منذ الصباح الباكر وهو يخبرها بهدوء
- يبدو بأني سوف أفعل مع أخبرتك به في وقت سابق.
اضطربت من كلماته وهي تكاد تجزم بأنه مختل بالفعل ويمكنه فعل أي شئ في سبيل أن تصبح زوجته للأبد، نظرت له باستخفاف وأخبرته بعدها بإقرار
- يبدو بأن عطب قلبي لم يلفت انتباهك بعد أوار.
أسر يدها بين كفيه وهو يخبرها بصدق
- النبض لن يهدر لسواكِ حتى وإن بقيت للأبد دون زواج حبيبتي.
اختتم كلماته ودفع مقعدها للأمام حتى يُنهي كافة الإجراءات استعدادًا للعودة إلى أرض الوطن..
بعد مرور خمس عشرة دقيقة صدق صوت المذياع الداخلي بضرورة الذهاب إلى مكان معين ليفعلا ذلك وداخل كل منهما شك بحدوث شئ غير متوقع في نهاية الرحلة..
بعد مرور أكثر من خمس ساعات قضت معظمها في النوم المتقطع وأوار كان بجانبها يُنهي الكثير من الأعمال المتراكمة عليه بعد إعلان نيا بأنها تريد أجازة ليومين دون ذِكر السبب، كان عليه متابعة كل شئ حينها حتى تعود هي.. ساعات مضت وهو على نفس وضعيته فقط طلب بعض القهوة من مضيفة الطيران وبعدها أغلق حاسوبه ووضعه في حقيبته.
وصلا إلى أرض الوطن أخيرًا.. أنهى كافة الإجراءات وانتظرا حتى يُحضر حقائبهما.
أتاه رجل في العِقد الرابع يقترب منه بتمهل وأخبره بهدوء
- السيد طارق أرسل السيارة لاستقبال سيادتك.
وقبل أن يفسر أي شئ أخذ الحقائب واتجه بها إلى الخارج ليصطحب أوار حبيبته ويتجها خلفه وداخله الكثير من الأسئلة التي لم يجد لها إجابة.
استقل المقعد الخلفي مع رانسي واتجه الرجل إلى المقعد الأمامي ليقود السيارة حيث وجهته المنشودة.
دقائق تخطت النصف ساعة وأوار ينظر حوله بحيرة ليخبر الرجل بعصبية مفرطة
- أين تأخذنا يا هذا..!
وقبل أن يكمل حديثه أشار له الرجل إلى مكان بعينه وأخبره بهدوء
- إلى نفس المكان الذي أردتَ الذهاب إليه لكن باستخدام طريق مختصر.
زادت الحيرة داخله فلا أحد يعلم بأنه استأجر منزل على أطراف المدينة ليبقى فيه مع رانسي "حياء الحقيقية" حتى تستعيد عافيتها، تنهد بضيق وقرر مجاراته في الأمر ليأمره بأن يُكمل طريقه وبالفعل بعد دقائق قد وصل إلى المكان المحدد، ساعده في نقل الحقائب للداخل وبعدها غادر ليتحرك أوار معها للداخل وما إن دلف حتى شعر بخطب ما خاطئ يحدث حوله خاصة وأن المكان يغرق في ظلام دامس وقبل أن يتصرف في حل لتلك الأزمة شعر بضربة قوية هوت على رأسه من الخلف ليلتفت برأسه قبل أن يسقط أرضًا فاقدًا الوعي دون كلمة..
أضاء المكان لتُبهت رانسي وهي ترى نسخة طبق الأصل منها تقترب وعلى فمها تلوح ابتسامة خبيثة لم ترى مثلها قبل، مالت عليها بسعادة وهي تخبرها بخبث
- أنرتِ وطنكَ مجددًا رانسي.
اختتمت كلماتها وهي تضع دمية تخصها بين يديها، لم تمهلها الفرصة لتفسير الأمر أو ماذا يحدث خلف ظهرها في الخفاء ولم تعلم عنه شئ بل السؤال الأهم هل أوار يعلم بوجودها هنا أم أنه تفاجأ مثلها تمامًا الآن..
ضغطت حياء المزيفة "إيما" على مكان معين بالدمية قبل أن تضعه بين يدي غريمتها لتستمع الأخرى إلى صوت أوار يخبرها باشتياق
- مرحبًا بعودتك صغيرتي..
شهقت ببكاء وهي تستمع إلى حديثه الحاني ونبرته الدافئة.. لقد كانت حمقاء بحق حينما أضاعت من يدها حبيب لن تعوضه الأيام لأجل آخر تخلى عنها دون أن يخبرها عن أسبابه فقط كسرها وأحنى ظهرها إلى الأبد.. جعلها تتذوق مرار الفقد في لحظة تهور منه وفي النهاية فقدت كل سنوات عمرها بسببه والآن عاد نادمًا كأن شئ لم يكن.. كفكفت دموعها، انتظرت لحظات وأعادت تشغيل التسجيل ثانية وهي تحاول التماسك قليلًا
- مرحبًا بوجودك قرب قلبي من جديد.
هنا انفجرت في البكاء فهي كانت تعلم من قبل بأن أوار يعشقها لكنها لم تره شخص يستحق أن تهديه قلبها والآن بعد كل ذلك تشعر بأنها لا تستحقه وأن وجودها بحياته مجرد دنس سوف يلوثه ويدمر كل شى جيد بداخله، استمعت إلى صوته مجددًا وهو يخبرها بحنان
- أعلم بأنكِ ربما...
وصمت كأنه يحاول البحث عن حديث مناسب في تسجيله لها لكنها استمعت بدلًا من ذلك صوت ضحكاته وأكمل بعدها بحنان
- كل ما يهم الآن أنكِ سوف تعودين وبعدها يمكنني مفاتحة العم خلدون في موضوع زواجي منك.
هنا أدركت مدى حماقتها ففي اليوم الذي أتى فيه إلى المنزل أخبرت والدها بأن صهيب يرغب في إتمام زيجتهما..
في خضم سعادتها لم تنتبه لقلب دمرته بسهام عشق ملطخة بالكثير من السم.. حينها انسحب من المكان بهدوء بعدما تمنى لها السعادة وانتهت قصتها معه في نفس اليوم الذي انتهت قصتها مع صهيب.
يبدو بأن القدر منصف في تلك الحالة فهي دمرت عشقه وصهيب فعل المثل معها دون أن يرف له جفن أو يعطف على قلبها المسكين حتى..
أغمضت عينيها بتثاقل وداخلها صخب تتمنى لو يمكنها وأده للأبد لتستمع إلى صوت غريمتها تخبرها بشماتة
- يبدو بأنكِ خسرتِ معركتي العشق والحياة رانسي.
ابتسمت بعدها ونظرت إليها الأخرى بتعجب من وجودها هنا لتكمل بحنان
- لكن لا تقلقي فأوار وقلبه في مأمن الآن بعيدًا عن طمعك.
وقبل أن تقترب منها للقضاء عليها نهائيًا أخبرتها رانسي بقلق
- لِم كل ذلك..!
صمتت تحاول الوقوف لكن خانتها قدماها لتقول بصراخ تلك المرة
- لِم كل ذاك الكره نحوي بالأخص.
- أخطاء والدكِ أنتِ مَن تدفعين ثمنها عزيزتي.
اختتمت كلماتها وطلبت من رجلين ظهرا في تلك اللحظة أن ينقلا كلا منهما إلى غرفة منفصلة وبعدها يذهبا لإتمام بقية عملهما..
الحياة ليست سهلة كما تعتقد ولا معقدة على حسب ظنك بل هي خليط من تحديات تجعلنا أقوى في بعضها وأضعف في البقية حتى يشتد جسدنا ويتكيف على كل تلك الظروف دون أن يخشى الخسارة.
..............
اقتطف لحظات من الزمن واختر الطريقة الملائمة لسعادتك وبعدها انشر البهجة بين جنبات صدرك كأنك لم تعرف معنى الفرح من قبلها حينها فقط سوف يطمئن داخلك وتدرك بأن وقتك قد حان لتكون أكثر إشراق.
لا يصدق بأن المهلة التي وضعها كلاهما قد انتهت وبعدها أخبرته حبيبته بقولها الحاني
- يمكننا اتخاذ بضع خطوات إيجابية نحو علاقتنا سويًا سيد باسل.
- أتقصدين بأني أحتل جزء من قلبكِ الآن.
أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى بخجل وبعدها أومأت برأسها إيجابًا علامة الموافقة ليترك مقعده ويتجه إلى الآخر المجاور لها يتأملها عن كثب وبعدها أخبرها بسعادة مطلقة
- نيا.
قالها بحالمية بعدما تنهد بسعادة ولأنها لم تعطه الرد المناسب أخبرها بتأني
- لنتزوج إذن.
نظرت له بدهشة من قوله فهو قد فهم مقصدها بطريقة خاطئة وقبل أن تبرر له أخبرها بحنان
- يكفي الأيام السابقة في التعرف على بعضنا البعض يمكننا عقد القران الآن ومستقبلًا نحدد موعد الزفاف.
نظرت له بحنق وأخبرته بما لا يقبل الجدل
- بل سوف نقيم حفل خطبة صغير في الوقت الراهن وبعدها نفكر في الخطوة القادمة سيد باسل.
اجتمعت مع والدتها وأخبرتها بالأمر وفعل هو المثل مع طارق بل أنه قد أتم الاتفاق معه لتوافق والدتها على الفور متمنية السعادة لهما وانتهى كل ذلك بأغنية "يا دبلة الخطوبة" ليزين خاتمه في بنصرها وهو يشعر بأن الدنيا قد أهدته ما تمناه لأول مرة منذ زمن طويل.
اقترب منها وأخبرها بحنان بعدما تركتهما والدتها في الشرفة
- مبارك عليَّ وجودك في حياتي نيا.
لم يعطها الفرصة لتجيبه بل أكمل بهيام وهو يتأمل ملامحها الخجلة
- أحبك.. بل أكاد أهيم عشقًا بكِ جميلتي.

#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان

"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن