"الفصل الثلاثون"
آمنت بك حُبـًا فخذلتني حبيبـًا
بعض الأمور يجب أن تبقى في الظلام لأطول فترة ممكنة دون محاولة النبش عنها حتى لا نُجرح من حقيقة معرفتنا بها.. من بشاعتها.. من كوابيس قد تطاردنا من شعور بالندم لأننا اضطررنا إلى دخول نفق لم يريده القدر لنا.
وقدرها كان متمثل في صديق حماها منذ الصغر وآخر لا تعرف علاقته بذاك الصديق ولا بما يريده منها حتى ليعرض خدماته المجانية عليها مع تأكيد منه أنه يعرف خبايا أدق الأمور في حياة مَن حوله فكيف إن كان الأمر متعلق بصديقة صديقه المقرب!
البداية كانت من تعريفه بنفسه بعدما مد يده إليها لمصافحتها قائلًا بغرور
- أركان.
ابتسم بحبور وهو يخبرها بثقة متناهية وكأنه يحثها على التفكير به كفارس نبيل خرج من لوحة لأحد المعارك
- فقط أركان في الوقت الراهن.
وبنهاية حديثه شعرت وكأنه ألقى عليها تعويذة لتكون مطيعة في كل شئ يطلبه منها دون تفكير في تلك العواقب أو أثرها السلبي عليها فهي في نهاية المطاف تحتاج إلى مساعدته.
فكرت به دومًا على أنه نبيل في كافة تصرفاته وهي تكاد تجزم بأنه لو كانت الأمور بحياتها أفضل لفكرت به حبيبًا لا صديق لكن تلك الأمنية ليست مطروحة في قائمة أولوياتها لا في الوقت الراهن أو فيما بعد.
- أريد معرفة نسب عائلتي.
قالتها تمارا بعد تفكير دام لدقائق وهي تفكر في عرضه السخي للمساعدة لتستمع إليه يخبرها بنبرة حاسمة
- أعدك آنسة تمارا بأن كافة المعلومات عن نسبك الحقيقي ستكون أمامك في القريب العاجل.
ابتهجت لأول مرة منذ زمن لكونه يفعل ذلك على الرغم من معرفتها بأنه ربما يفعلها مضطرًا لكن شعور بوجود أحدهم يهتم بها حتى ولو لمدة قصيرة جعلها تسعد كثيرًا.
مضى بعض الوقت اختفى فيه كلاهما وفقدت كافة الطرق في الوصول إليهما وكأنهما أشباح ظهرت من العدم واختفت فيه حتى حدثها كارم في منتصف أحد ليال سبتمبر ولكونها لا تعلم له جهة اتصال رفضت الإجابة حتى أتتها رسالة نصية من نفس الرقم تخبرها بضرورة الرد، ليرتفع صوت الرنين ثانيةً وتلك المرة فقدت أعصابها بالكامل عليه وهي تخبره ببكاء دون إعطائه فرصة للحديث حتى
- لا أريد التحدث معك كارم لأنك مخادع لا أكثر.
وهو على الطرف الآخر حاول تهدأتها وشرح موقفه الذي دعاه للرحيل هكذا مع عدم وجود فرصة لإعلامها عن الأمر ليستمع إليها تخبره بنبرة حازمة لا تقبل الجدل علها تنهي مكالمة استنزفت طاقتها في الفترة السابقة مع محاولة منها لتخطي قلقها الدائم عليه في احتمالية حدوث مكروه له
- فلتنس نهائيًا بأنك تعرف إحداهن تُدعى تمارا.
وأغلقت الهاتف نهائيًا دون إعطائه الحق في الدفاع عن نفسه أو تبرير سبب اختفائه عنها في الفترة الماضية دون إعلامها بالأمر لكنه قرر أن يحاول مرة أخرى حتى ينال صفحها عنه مهما كلفه الثمن.
وضعت الهاتف على الطاولة جوارها لتنظر إليه بيأس مما فعلت قبل أن تلتقطه بسرعة حتى لا تعود في قرارها مرة أخرى أو يسيطر عليها غضبها ويمنعها من الاستمرار في عنادها، ضغطت زر الاتصال برقمه وانتظرت الإجابة.
أما هو فبعد إغلاقها الهاتف ويأسه من الاتصال بها قرر الاجتماع بها قريبًا لتوضيح ما دار معه في السابق لكنه تفاجأ من اتصالها به وقبل الدهشة أو التفكير في أي شئ فتح الاتصال وباغتها سريعًا
- والدي بالتبني توفى بعد يومين من مقابلتك.
شهقت بصدمة مما يقول فهي ظنت بأنها ربما قرر الابتعاد عنها أو حتى قطع علاقته بها بعدما توصل هو وصديقه إلى شئ يخص عائلتها الحقيقية لكن كلماته تلك كانت كالخنجر الذي طعن تفكيرها في مقتل، صمتت قليلًا منتظرة منه الإجابة ليخبرها بحزن بعدما هدأت الأوضاع قليلًا وتقبلت هي حديثه
- بعد ساعات من نفس اليوم الذي قابلتك فيه مع أركان أتاني اتصال من المشفى بأن والدي تم نقله إليها وهو في حالة حرجة.
- اعتذر عما فعلت سابقًا.
قالتها بخزي -من تفكيرها الأرعن به- عندما توقف عن الحديث وكأن ذكريات الماض تخنقه بأغلال من ألم وبعدها هدأت الأجواء تمامًا خاصةً مع قوله
- لم أفكر في أي شئ سوى الذهاب إليه والبقاء جواره حتى تتحسن صحته فهو أحسن إليَّ ولم يبخل عليَّ بشئ حتى لحظة وفاته.
أدمعت عيناها تأثرًا بحديثه، مواساة لحالته المذرية والتزمت الصمت حتي يُنهي حديثه بطريقة ملائمة دون تجريح أو تسلل شعور بالشفقة منها نحوه
- بمجرد إعلان الطبيب خبر وفاته دارت الدنيا لفقدان عزيز أكرم معاملتي بعد فقدان عائلتي ولم أشعر يومًا بكوني يتيم أو طفل مُتبنى تمارا.
تنهدت بضيق من حديثه لتطرق على الطاولة بتوتر من حديثه الأرعن وكأنها مجرد هامش يقبع في الظلام داخل أسطر حياته الزاهية، تخبره بصمت أنها بجانبه الآن، لازال جزء مهم من عائلتها المُبهمة ولن تتوانى في التهوين عنه أو الوقوف جواره مهما استنزفت طاقتها الأهم أن يبقى بخير وغير ذلك مجرد كماليات لا أكثر.
- الأهم في تلك اللحظة أن تدعو له بالمغفرة.
قالتها تمارا بحماس بعد صمت طال لتبتسم بسخرية من حديثها الأرعن معه لتنهر نفسها فهي بالفعل غير جيدة في المواساة.
- أركان يريد مقابلتك.
قالها بهدوء متخطيًا حديثها السابق وكذلك حواره الكئيب معها لتندهش من كلماته المتهورة وكأنه يخبرها بين سطوره -دعكِ من مواساتك البالية الآن- تنهدت بضيق لتسأله بعدها باقتضاب
- لِمَ..!
- لأجل عائلتك.
قالها بضيق من مماطلتها رغم معرفتها مسبقًا بأنه من المحتمل أن يكون قد توصل إلى شئ بخصوص عائلتها المصون، استمع لتنهيداتها العالية بعدها أخبرته بإيجاز
- حسنًا.
حالة تخبط سيطرت عليها بعد إنهاء المكالمة معه دون سابق إنذار فهي في تلك اللحظة تريد الاتصال به وإخباره بأنها لا تود مقابلة أركان ذاك.. لا ترغب في معرفة شئ عن ماضيها فحقيقة أنها يتيمة تريحها أكثر من كونها ابنة غير شريعة أو طفلة لوالدين تخلا عنها برضاهما دون التفكير في عواقب الأمر فيما بعد.
مضت الأيام بطيئة وكأنها تسير على جمرات من لهب لا منها تنطفئ ولا تنتهي لكن ما كان يجول بعقلها في تلك اللحظة هو الهروب مما هي مقبلة عليه.
بعد ذاك الاتصال بعدة أيام أرسل لها كارم رسالة نصية فحواها بموعد ومكان المقابلة لتضطر للذهاب فهي الآن تحت قانون الأمر الواقع رغم وجود بصيص داخلها أخبرها بمراوغة أو مكر لا تعلم -أنه ربما تم اختطافها صغيرة من عائلة لازالت تنتظرها حتى الآن وهي ليست يتيمة كما ظنت منذ أيام-
أصابع مرتعشة، ضيق في التنفس برودة ضربت أطرافها بيأس ودقات قلب مضطربة.. كان ذلك حالها وهي تجلس أمام أركان منتظرة حديثه الذي ربما سوف يسلبها الراحة في الأيام القادمة وكأنه تنتظر نتيجة امتحان بعد أداء سئ في الإجابة عليه.
أما أركان فقد لاحظ توترها الشديد وكأنها ترغب في الهروب بعيدًا دون الاستماع لثرثرته التي ربما لن تعجبها أبدًا ليخبرها بهدوء بعدما وجد الطريقة المناسبة لبدء حديث معها
- الوصول إلى سجلاتك في دار الأيتام كلفت الكثير.
نظرت له بعدم فهم مما يقول ليتحدث بإيجاز
- يبدو بأنكِ ابنة رجل ذو سلطة.
هنا انفرج عبوسها لظهور شعاع أمل يلوح في الأفق بوجود أحد أفراد عائلتها على قيد الحياة لكن ما لبث أن دمر شعاع الأمل فرحتها تلك وقد بزغت حقيقة واحدة أمام عينيها هي أن أهلها قد تركوها دون إجبار من أحد لتنكس رأسها أرضًا لا ترغب في الاستماع للمزيد لكنه لم يرحم رجائها الصامت ليُكمل بقسوة
- لقيطة من أم بائعة هوى وأب مجهول الهوية لكنه ذو شأن.
لو قالت بأنها شعرت بصاعقة رعد أصابتها في مقتل وهي الآن عبارة عن حفنة من الرماد نقلتها الرياح إلى أحد القطبين لتتجمد بين طبقات جليده.. هل سيصدقها عاقل....!
هكذا كان حالها حين أخبرها هو بحقيقة نسبها شعور بالصدمة مع برودة اجتاحت كامل جسدها فيبدو بأن حقيقة مجهولة النسب أهون مما سمعته الآن لتنهار باكية فأهلها تركوها برضاهم دون إجبار من أحد لتصبح في النهاية ابنة غير شرعية.
- لا أريد معرفة المزيد.
قالتها بحزم وهي تكاد تجزم بأنه يكفيها ما عرفته حتى الآن ليضع بعض الأوراق أمامها وبعدها انصرف دون إضافة كلمة أخرى لتأخذ الأوراق بأيد مرتعشة وتركتها في الحقيبة دون إلقاء نظرة عليها فهي لا تمتلك الجرأة لمعرفة ما بها.
حاول كارم وأركان تحسين حالتها المزاجية بعدما انعزلت عن كل شئ واختارت جدران غرفتها مكان آمن لعزلتها والاكتفاء من التعليم لأنها لن تستفيد منه بعد الآن ربما تكون مثل والدتها مستقبلًا -بائعة هوى- أو راقصة في أحد الملاهي الليلية فجميع أفكارها تتجه إلى منطقة واحدة بأنها نسخة من تلك التي أنجبتها ولن يتركها ذاك الماض اللعين لتهنأ بحياتها مهما حاولت.
الأيام تلتها أسابيع وشهور حتى تقبلت حقيقة الأمر وساعدها الاثنين في العودة إلى نفس النقطة التي كانت عليها قبل معرفتها بأي شئ بل ودعماها نفسيًا حتى تقبلت الأمر تدريجيـًا لتعتاد صحبتهما فهما كانا السند بالنسبة لها، وقفا جوارها وكأنها شقيقة صغرى لهما لا فتاة عرفاها بسبب ظروف حياتهما ليصبحا عائلتها رغم اختلاف نسبهم جميعًا وبعدما استقرت حياتها ثانيةً حتى ودعاها وعادا إلى مسقط رأسهما لأن والدة أركان مريضة وهو يريد رعايتها لتتفهم الأمر وعادت إلى حياتها ثانيةً ليستمر التواصل بينهم حتى في أحلك الظروف وكأننا قد تعاهدنا بصمت على أن نكون عون لبعضنا البعض دون تقصير من أحدنا.
تنهدت بيأس وكأنها قد أزاحت بعض من ذكريات ربما تكون القاضية على حياتهما سويًا لتنظر إلى معاذ بهيام وهي تربت على كفه القابع أمامه بحنان لتقول بعدها بحالمية
- ظهرت معاذ في حياتي بعدها وانقلب عالمي بإعصار عشق لم أستطع تجنبه أو حتى النجاة منه.
ابتسمت بمرارة من دقات كالطبول بين ضلوعها لتتأمل نظراته المُبهمة وحقيقة أنها لا تجد تفسير لها تصيبها بالإحباط
- عشق حلاوته مرارة وبعده سم لا ترياق له ولا مفر منه.
حاول قدر الإمكان إبعاد عينيه عنها فهو غير قادر على تجاوز بعض مما قالته لكن الصدمة التي شطرت ظهره إلى نصفين
- بعد خلافنا الأخير ومغادرة المنزل قابلت أركان وطلب مني معروف ما.
انتبهت كافة حواسه للقادم كما أنه في حالة تحفز للهجوم عليها في أية لحظة لتُكمل بتوتر
- أخبرني بضرورة البقاء معكَ معاذ دون توضيح لسبب ذلك مع إخباره ببعض التفاصيل عنك من حين لآخر.
صمت ولم يقو على قول شئ لتقول هي بتوتر وقد قررت البوح بكل ما يرغب حتى لا تندم مستقبلًا
- لم أستطع رفض طلب له لأنه ساعدني كثيرًا ووافقت على مساعدته.
- لم ترفضي طلبه لكن قلبي الذي وضعته تحت حذائك وغروره لا يهم.
قالها بعصبية من حديثها السابق وحينما حاولت الدفاع عن نفسها منعها بحزم وهو يقول بغضب وهو يشعر أنه على وشك ارتكاب جريمة الآن
- لهذا السبب وافقتِ على العودة معي تمارا رغم تعنتك السابق في تلك المسألة على وجه التحديد.
وضع يده على قلبه يحاول التهوين على نفسه ولو قليلًا فهو يشعر بأنه في تلك اللحظة سوف يسقط أرضـًا من فرط الألم الذي اجتاحه دون رحمة
- لهذا السبب ظهرتِ مجددًا رغم إجادتك السابقة للاختفاء.
ضرب على الطاولة أمامه بعنف لتشهق من حالته تلك التي تراها للمرة الأولى ليخبرها بحزن
- ألم تُشفقي على قلبي تمارا.
بكت..
كان أول رد فعل من تمارا على كلماته السابقة فهو طلب منها بألا تخذله في عشقه لأن تلك المرة ربما تكون دمار لقلبه، أودعها قلبه وهي عبثت به كيفما شاءت دون النظر بأن الخنجر المسموم لن يودي إلا لوفاة حتمية.
- لم أنظر لحديثك أو نسبك تمارا لأني تعاملت معكِ أنتِ لا مع عائلتك لكن بصدق خذلتني حد الهلاك.
- اعتذر.
قالتها بندم ليضحك بسخرية على كلماتها الساذجة وكأن انفطار قلبه سوف يلتئم بعدة اعتذارات منها ليقول بتيه بعدما وصل إلى نتيجة حتمية
- أتعرفين الفرق بينكِ وبين كارمن..!
تحفزت حينما ذُكِر اسم غريمتها في العشق ليقول هو بهدوء مؤكدًا أنه أضاع فتاته من يده، توسلاتها بألا يتركها أو يأخذها معه والأدهى أنه نسيها بمرور الوقت -رغم وجود ركن صغير في قلبه يشتاق إليها-
- أنها تمسكت بي ولم تحاول يومًا أن تؤذي قلبي.
تنهد بتعب وهو يخبرها بحزن
- تمسكت بقلبي وراهنت برهان خاسر على عشقي لها رغم أني تركت يدها في اليوم الذي رفضني فيه والدها.
- لكن....
وضع يده أمام شفتيها -علامة الصمت- يجبرها على التوقف عن ثرثرتها الغير مقبولة بالنسبة له فكل ما ستقوله بعد الآن لن يُصنف سوى خداع مهما فعلت.
- دون لكن تمارا.
انتفض من مكانه دون إضافة كلمة أخرى عازمًا على الرحيل، حاولت إيقافه والتشبث به ليبعدها عنه بعنف وأمام باب الغرفة أدار رأسه نحوها وهو يخبرها بخزي
- آمنت بك حُبـًا فخذلتني حبيبـًا.
غادر المنزل بأكمله ولا تعلم أين ذهب..
حاولت الاتصال به كثيرًا في البداية رفض الإجابة عليها وبعد ذلك أغلق هاتفه نهائيًا لتجلس أرضـًا بعدما يئست من ظهوره اليوم وكأنه تعمد فعل ذلك بها، بكت بحرقة وهي تنهر نفسها بأنها ربما أخبرته بكل شئ عدى الجزء الذي أمرها أركان به وكانت ستنول عطف وحنان مضاعف منه.
"مريضة"..
هكذا وصفت نفسها بأنها مريضة مؤكدة بأنه ربما يأتي الوقت الذي يخبره فيه أركان بكل ما فعلته به بأمر منه وما قصته عليه لم يكن سوى قصة مبتذلة حاولت حبكها بحرفية لتوهم معاذ أنها عرفته قبل طلب صديقها أركان وكارم منها والحقيقة عكس ذاك تمامًا فهي كانت مستعدة لفعل أى شئ والانتقام من أي تاء تأنيث تراها أو ياء تذكير مقابل التشفي مما فعلته عائلتها بها وكأن في كل ألم تسببه لأي شخص حتى وإن كانت لا تعرفه يريحها، يهدأ جزء داخلها ويطمئن بأنه ربما إحداث أذى للآخرين طريقة مُثلى للشفاء من هموم الماض حتى اتصل بها أركان ذات أمس وأقنعها بضرورة التقرب من أحدهم دون إبداء سبب واضح لذلك مع تأكيده بأن الأمر لن يستغرق سوى أيام لكنها الآن تعشق معاذ ولن تستطيع التخلي عن حبه مهما حدث حتى لو كان الأمر مرهون بقطع علاقتها مع صديقيها.
نقطة وانتهى فصل الخريف من حياتها مؤكدة بأن القادم لن يكون سوى ينابيع أمل وبتلات عشق تنمو لتضيف نكهة أمل في حياتنا.
أفعال الماض مرتبطة بما سيكون عليه شكل الحاضر إما تؤثر بالإيجاب أو تكون سببًا في الهدم بالسلب، أحداث لن لا نستيقظ منها إلا بعد انهيار عالم أردنا بنائه بمثالية لنقع في فخ المعاناة باستسلام وعلى حجم أعمالنا يكون مدى انهيارنا.
..............
ما بين أمنية الماض وطاغوت الحاضر أمل قد ينبعث من شرارة عشق تجاهد على البقاء وإثبات نفسها في قلب طرفي معادلة حب كُتِب لهما النجاة من جديد.
ريان رغم حلوله الكثيرة في التعامل مع مرضاه إلا أنه عاجز تمامًا أمام ألم زوجته المصون، يريد مساعدتها في التخلص من كل ذلك لكنه يعلم جيدًا بأن انهيارها تلك المرة سيتبعه عواقب وخيمة ربما تؤثر سلبًا عليهما معًا أو تكون تحول لنقطة نهاية لا يريدها هو.
هي تتحسن ظاهريًا وتجاهد على البقاء متزنة وقوية لكن مع أول هبوب لعاصفة ذكريات لا تحبذها تنهار تمامًا وكأن ما يفعله لأجلها سراب أمام شبح الذكريات لازلت لعنته تطاردها حتى الآن.
وأمام حيرته المسيطرة على مجريات حياته وصراعه الدائم بين المفترض وما يجب أن يكون خاصةً بعد صراعها الأخير وانهيار كل شئ بعد رسالة نصية استلمتها من ذاك المسمى والدها يخبرها بقرب اللقاء مرفقًا كلامه بصورة لنفس الغرفة التي تمقتها من كل قلبها.
يقولون بأن المشكلة لن تُحل مادمت تفكر فيها بصورة متشائمة، تعطيها أكبر من حجمها وتجعل أشباحها تطاردك كل حين طالما أنك لا تراها بصورتها المناسبة، لا تحاول الوقوف على مصدرها المزعج وقمعه حتى لا يزعجك ثانيةً إن سنحت له الفرصة بعد ذلك.
قرر في نهاية المطاف البدء مع فآطم من أكثر مكان تهابه بكافة تفاصيله المرعبة بالنسبة لها، يوم حاولت نسيانه إلا أنه أبى وظل قابعًا بين طيات عقلها كشبح يرفض الاستسلام مادام قد وجد الخوف ليتغذى عليه دون رحمة مقتنعًا بمبدأ المؤثر لن يؤثر عليك سلبًا مادمت تتقبله بكافة زواياه السيئة منها قبل الجيدة.
- فآطم.
قالها بصوت مرتفع قليلًا لتنتبه له بعد شرودها الدائم منذ استلمت تلك الرسالة المشؤومة، جلس جوارها لتنظر له بتيه قبل أن تحرك رأسها في الجهة الأخرى ليتشبث بيدها في علامة منه أنه لن يتركها هكذا لتخبره بتعب بعدما ملت كل ما يحدث معها
- ساعدني ريان أرجوك.
قالتها وارتمت بين أحضانه تبحث عن ملاذ لها وهو لم يتأخر في أن يكون حارسها الأمين ليشدد من احتضانه لها، تنهدت بحزن ليهمس لها بهدوء جوار أذنها
- ثقي دومًا بأني لن أسمح بمكروه يصيبك.
بكت بصمت في أول رد فعل تفعله بعد صمت طال لساعات طويلة ليربت على ظهرها بحنان ولازال متشبثًا بها بين أحضانه متذكرًا جرأتها المُلطخة بحمرة الاستحياء بأنها وافقت على أن تعطي علاقتهما الزوجية الكثير من المجهود للنجاة من بين براثن ماضيها الأسود ليبتهج من خطواتها الثابتة نحوه ليشعر بأنه سجل العديد من الأهداف تجاه مرمى قلبها حتى ظهر شبح جمال يلوح في الأفق يريد الانقضاض عليها ليتهدم كل ما بنته في لمح البصر.
- أتثقين بي فآطم!
قالها بتساؤل لتومأ إيجابـًا دون حديث ليتنهد بهدوء محاولًا الدلوف إلى صلب الموضوع بأقل الخسائر ليستأنف حديثه قائلًا
- أريدك أن تواجهي مخاوفك صغيرتي دون خوف مما قد يترتب على ذلك.
نظرت له بعيون ذابلة لا حياة فيها وكأنها تترجاه بأن ينتشلها مما هي فيه، طبع قبلة أعلى رأسها يبثها فيه بعض الحنان لتتنهد عدة مرات قبل أن تتساءل بفضول غلبها
- ماذا تريد ريان؟
وكأنه كان بحاجة إلى سؤالها ذاك ليجيبها بهدوء وهو يشدد من احتضانها
- العودة إلى منزلكِ السابق.
تشنجت أسفل يديه وحاولت الهروب من بين قبضتيه إلا أنه تمسك بها جيدًا محاولًا منعها من التحرك بعيدًا عنه ليحاول تهدأتها وهو يكمل بحنان
- لن يصيبك مكروه حبيبتي.
ربت على كتفها بحنان وهو يستأنف حديثه السابق مبررًا ما يريده منها بترو
- لا أريد منك أن تعودي إلى نقطة الصفر مجددًا كلما ذُكِر اسم جمال أمامك بل أن تكوني حازمة حتى يخشاك ويغرب دون عودة.
- لكني لازلت أخاف مواجهته وأخشى صورته حد الهلاك.
قالتها بتبرير في محاولة منها لشرح موقفها فهي تعرف جيدًا بأنها مهما فعلت في حياتها لتبدو قوية إلا أن طيف والدها لن يسمح لها بذلك وفي كل مرة سوف يظهر لها يبتسم بتشفي من كونها لا تستطيع التقدم للأمام مهما أرادت هي ذلك فالطموح وحده دون عزيمة لن يُجدي نفعًا تمامًا كشراء السمك في الماء.
- أتعرفين لم لا يستطيع جمال أذية أوار مهما حاول..!
قالها بتساؤل لتنظر له بتيه يحثه على إكمال حديثه ليقول هو بحنان
- لأن أوار رغم أذيته الجسدية قبل النفسية منه إلا أنه تماسك جيدًا أمامه ودفن تلك الذكريات في أعمق منطقة بحياته ولا يلجأ إليها أمام أحد فقط بمفرده.
تعرف بأن أذية أوار مضاعفة فهو الأكبر على أي حال وتحمل منه الكثير لكن رغم ذلك هي لا تستطيع أن تفعل مثله ﻷنها هشة من الداخل ولم يساعدها أحد لتكون قوية حتى والدتها أكدت على حديثها بكون أخيها حي وتماشت مع نوبات جنانها دون أن تأخذ رد فعل مختلف في أي مرة سابقة أما الآن فتصارع للعيش دون شوائب مع إدراك متأخر بأنها أضعف من شرنقة فراشة بل أحبال تلك الشرنقة خنقتها حتى ماتت داخلها لتصبح أنثى بلا حياة، بلا طموح، بلا شغف والأصعب من كل هذا أنها أصبحت فتاة بلا حلم.
تنهدت بيأس فيبدو أنه مُصر على ما قاله لتحاول التخلص من شرك أفكاره بقولها الغاضب
- لا أريد الذهاب إلى هناك ريان.
- لستِ وحدكِ فآطم.
قالها باندفاع في محاولة منه لإخبارها بأنها شهدت ألم وفاة أخيها تيم وكانت في دوامة حزنه لسنوات بل وانتكست أكثر من مرة وأي ألم حدث معها بعدها لن يكون غائر مثل ذاك اليوم الذي تدمرت فيه عائلتها.
تنفس عدة مرات في محاولة منه للاسترخاء حتى لا يفعل أي من ذلك بصورة الإجبار ليكمل موضحًا حديثه
- أنا كذلك لا أريد الذهاب لكن الضرورة تحكم فآطم والصواب هنا بأن نذهب إلى هناك في محاولة لمحو كل تلك الأفكار السيئة التي لازالت تسيطر علينا دون رحمة حتى نعيش بسعادة دون تعكير من احتمالية ظهورها مستقبلًا.
تحاول الاقتناع بحديثه لكن خوفها أكبر من طموحها وهي لا تريد المقامرة على خسارة حتى لو شهد العالم كله بأنها مكسب لها على المدى البعيد.
وقبل أن يتفوه بالمزيد استمع إلى صوت طرقات على باب غرفته ليسمح للطارق بالدلوف والذي لم يكن سوى جده الذي أخبره بتأنيب وهو يجلس على مقعد بالقرب منهما
- منذ تصالحت مع عزيزتي فآطم وأنا بالكاد أراها.
أحمرت خجلًا من حديثه ولم تقو على التفوه بحرف واحد ليشدد ريان من احتضانها وهو يضحك على ما يحدث ليجيب بمشاكسة
- حفيدتك جدي لا تريد مني التحرك من جوارها بل وترغب بشدة في مولود يُضفي ألوان من المرح في المنزل.
تعالت ضحكاته مع الجد لتحاول فآطم الهروب من أمامهما بعدما ابتعدت عنه بحنق لتقول في محاولة للدفاع عن نفسها للمرة التي لا تعلم عددها اليوم
- كاذب...
وقبل أن تكمل كلماتها قاطعها الجد بحزم وهو يلوح بيده أمامهما في محاولة لتخفيف حدة الأجواء بينهما
- وأنا كذلك أريد أن يمتلئ المكان بالكثير من الأطفال من نسلكما.
جاهد ريان على منع نفسه من الضحك بعدما رأى ملامح وجهها الصادمة مما قاله الجد فهي ظنت بأنه سوف يعنف حفيده لكنه الآن يريد أن يكون لديه أحفاد لكن ما زاد الطين بلة هو غمزة الجد إلى ريان بمشاكسة ليهتف الأخر بتسلية وقبل أن يهم بقول أي شئ أخبره الجد بهدوء
- أريد التحدث مع حفيدتي لذا أغرب من هنا حتى ننتهي.
صُدِم مما قاله الجد فهو يطرده من الغرفة بلامبالاة أمام زوجته لكنه لم يتحدث بل استمع إلى الأمر ونفذه على الفور وبعد رحيله أخبر الجد فآطم بحنان
- استمعي إلى حديث ريان صغيرتي ولا تدعي الخوف يتشبثك بكِ إلى الأبد.
- أخبركَ..!
قالتها بتساؤل ليومأ إيجابـًا علامة الموافقة وهو يخبرها بحنان مؤكدًا بأن ريان يأخذ رأيه في الكثير من الأمور مهما اشتدت عليه الحيرة
- بالطبع فعل لأنه يخشى بأن يصيبك مكروه حينها فقط لن يسامح نفسه إلى الأبد.
صمتت تفكر في حديثه فهي تعلم جيدًا بأن ريان يخاف عليها من أي شئ قد يؤذيها بقصد أو بدون ذلك لذا أخبرته بنبرة حزن استشعرها من صوتها
- بعض الذكريات مهما حولنا مواجهتها تصعقنا بلهيب لن يؤذي سوانا.
- أعرف ما تريدين قوله فآطم وكنت مستاءًا في بداية الأمر مما يتفوه به لكن إن كانت تلك الطريقة الوحيدة لنيل حياة هانئة فمرحبًا بها.
قالها مجيبًا على حديثها في محاولة منه لإقناعها بما يود حفيده فعله والتحلي بالشجاعة لمرة واحدة فقط حتى تسعد لبقية حياتها.
- طالما تثقين في ريان مثل ثقتك العمياء بأوار فأفعلي كل ما يريده منك لأجل مصلحتك دون نقاش.
اختتم كلماته وغادر ليتركها تفكر في الأمر مليًا فكل شئ بعد الآن مرهون بقرارها فقط دون غيرها.
الحيرة هي الشرك الذي نسقط فيه بتعجرفنا الدائم بأننا لا نستطيع تجاوز أي شئ دون الخوف من الفشل المتربص بنا في الأرجاء.
............
بعض الآمال تظل في حيز التمني طالما لم تصل إليها بعد ولم تستطع تحقيقها.
وأمنية غيث الوحيدة حتى تلك اللحظة هو العثور على زوجته المستقبلية كارمن والتي اختفت دون إشعار مسبق ليدور في حلقة مفرغة هو وظنونه التي بالكاد يستطيع وأدها في مهدها فأفكاره تعصف به كل مساء بأنها رحلت وتركته بمفرده ليعاني ويلات خذلان عشقه وحده وفي الصبح يستيقظ بإيجابية بأنها ربما خُطِفت ولم ترحل بمفردها فالفرصة كانت سانحة لها بتركه لكنها ظلت جواره دون تأفف لذا هو يثق بها حقـًا حتى وإن أخبرته هي نفسها بأنها تركته فلن يصدق أبدًا.
قرر المُضي قِدمًا لمعرفة ما حدث يوم الزفاف لذا لجأ إلى صديقه باسل لمساعدته في الأمر، ضغط على أمر الاتصال وانتظر حتى فاجأه الطرف الآخر بتأفف مصطنع
- ما الأمر سيد غيث؟
نظر غيث للهاتف ليتأكد منه أنه رقم باسل لا أحد غيره ليقول بعدها بنبرة حازمة
- أنتَ جالس مع نيا..!
تساؤل نتج عنه التفاف باسل في أرجاء المكان يبحث عنه وحينما لم يعثر عليه أجابه بصدق وهو يغمز لها بطرف عينه
- ليس لدي سواها للبقاء معها طوال حياتي.
ضحك غيث على حديثه فيبدو بأن نيا تفعل به ما عجزت الأخريات عن فعله وهو سعيد لأجل ذلك فصديقه سوف يستقر بحياته يومًا ما ويبدو أن الموعد اقترب بكل تأكيد إن بقي على نفس النهج معها.
- حاسوبك الشخصي معك!
قالها غيث بتساؤل لينعقد حاجبي باسل من سؤاله الغير متوقع وهو يخبره بتأكيد
- بالطبع معي لكن بالسيارة في الخارج.
- حسنـًا.
قالها غيث بهدوء وبعدها أنهى الحوار كاملًا دون إعطاء الآخر تفسير لما يريد ليزداد فضوله الضعف، فتح أحد تطبيقات هاتفه ليظهر له موقع باسل ولحسن الحظ قريب من محل إقامته مع صهيب لذا اتجه إليه دون تردد.
أما باسل فنظر للهاتف باستنكار وبعدها وضعه ثانيةً على الطاولة لتخبره نيا بهدوء
- ما الأمر.!
- لا شئ آنستي الجميلة.
قالها وارتشف القليل من قدح قهوته لتنظر له نيا بشك وهي تقول باستنكار
- ألن تخبرني بما يدور!
وقبل أن يجيبها وجد صديقه يجلس على المقعد جواره بعدما ألقى السلام على نيا لينظر له الآخر بصدمة وهو يتساءل بلامبالاة
- كيف أتيت إلى هنا!
- الشكر لتطبيقك الذي وضعته على هواتفها الخلوية قبل أشهر من الآن.
نظر إلى نيا التي تنظر لهما بعدم فهم وهو يخبرها بهدوء موضحًا حديثه السابق
- باسل كل فترة يأتي بتطبيق ما ويخبرنا بضرورة تحميله على الهاتف للوقوف على نقاط الضعف به وبعدها يطرحه على أحد المنصات الإلكترونية مقابل مبلغ مادي.
ضغط الآخر على قدمه يجبره على التوقف ليُكمل غيث قائلًا بلامبالاة من دعس صديقه لقدمه
- هواتفنا النقالة ليست سوى فئران تجارب لباسل.
اختتم كلماته ليضحك باسل ضحكة صفراء علامة أن حديث صديقه لم يرضيه ليوجه حديثه إليه تلك المرة وهو يقول بهدوء
- أريدك قليلًا بالخارج.
ثم دار برأسه ناحية نيا التي تنظر لهما متعجبة مما يدور ليوجه لها كلماته قائلًا
- خمس دقائق إن سمحتِ لنا وبعدها سأتركه لكِ دون جدال.
ضحكت بخفوت على أحرفه المنمقة وهي تجيبه بهدوء جاهدت بأن يصبح جديًا بعد نظرات باسل الغاضبة
- لا عليك سيد غيث.
اتجها بعدها للخارج ليستند باسل على مقدمة سيارته وهو يسأل غيث بضجر
- ما الأمر يا هذا!
- أريد منك أن تعثر على مكان كارمن.
- ماذا؟
قالها بعدم فهم مما يطلبه منه غيث ليجيبه ببساطة
- أريدك باسل أن تعرف آخر موقع كان الهاتف به قبل أو بعد اختفائها.
دهشة حلت عليه بعد حديث صديقه ذاك فرغم تأكده من أنه سيطلب شئ كهذا إلا أنه لم يعرف الوقت بالتحديد حتى اطمأن بأنه لن يفكر فيها ولن يطلبها قط، حاول إبعاده عن تلك الفكرة رغم أنه يعرف بكونها آخر أمل له
- معرفة سجلات المكالمات ومواقعها ليست بالبساطة التي تتخيلها غيث.
- أعرف.
قالها الآخر ببساطة ليزفر باسل بتعب وهو يكمل قائلًا
- تعرف جيدًا بأن شركة الاتصالات من الممكن أن ترفع دعوى قضائية ضدي إن اكتشف أحدهم هذا.
- لا يهم.
هنا لم يستطع التحمل فنبرة اللامبالاة التي يتحدث بها جعلته يكاد يستشيط غضبًا من تفكير هذا الأحمق وكأنه سوف يخاطر بكل شئ لأجل احتمالية لم يُثبت بعد مدى صحتها
- وأنا لن أفعلها غيث.
قالها بحسم وكأنه اتخذ قراره ولن يعود فيه ثانية ليخبره الآخر بهدوء
- وأنا لن أطلبها منك ثانيةً باسل.
غادر دون إضافة كلمة أخرى ليحاول باسل إيقافه والتفكير بحلول أخرى، رفض التفوه معه بحرف زائد ليلمح اختفائه من بعيد وهو يشعر بالندم لرفضه مساعدة صديقه لكنه لن يتحمل تلطخ سجله النظيف بقضية قد تُنهي مستقبله يومًا ما.
كلمة "لا" على الرغم من أنها تريح على المدى البعيد إلا أن وقعها على أنفسنا في نفس اللحظة التي تم النطق بها يشبه إعصار دمر ثقتك التي وضعتها في شخص بأنه سيكون سندك وقت المحن.
.............
#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"
Любовные романыمن بين الرماد... "داء العشق يُبتر لا يُضمد" تحكي قصة فتاة تخلى عنها حبيبها ليلة الزفاف فماذا ستفعل حيال ذلك.. هل تبكي الأطلال أم تقف شامخة كحال ذويها!.. نحن أمام بضع كلمات منثورة تعطي إيحاء بوجود الأمل دومًا مادام القلب ينبض بالحياة.