اقتباس الختام

195 3 0
                                    

#ختام_من_بين_الرماد
#من_بين_الرماد

#اقتباس
-شطيرتي لحم وواحد صودا.
قالها طارق إلى أحد العاملين بالمكان وهو يُملي عليه طلبه، ليدونه النادل بابتسامة لبقة وغادر متجهًا إلى الداخل، زفر بهدوء وهو يقول بتعب
- يبدو العمل شاق اليوم سيد أركان.
- لا عليك أنس لكن تأكد من تلبية كافة طلباتهم.
قالها بتبرير ليومأ له الآخر إيجابًا متفهمًا حديثه، فهو قد انضم إليهم منذ ما يقارب الخمسة أشهر حينما افتتحا مطعم للوجبات السريعة بالقرب من الشاطئ، رغم تعلل زوجته بدراسة أنس إلا أن أركان وافق على توظيفه لكن بدوام محدد حتى لا يخل بموعد دروسه أو استذكاره مؤكدًا بأنه حالما يُنهي من دراسته الجامعية سوف يجد وظيفة تنتظره في ذات الوقت بعد تخرجه ليبتهج الصغير مؤكدًا بأنه ممنون له بالفعل.
انتهى الطلب وضرب أركان الجرس جواره لتأتي زوجته بهيأتها التي لا تمت لحياتها السابقة بصلة، والتي اعتاد عليها نؤخرًا تخبره بابتسامة رومانسية
- هل انتهى القائد من إعداد وجبة الضيف!
- بالطبع.
قالها دون تفكير وصاحب قوله بغمزة مشاكسة لتضحك على فعلته لكن ما لبث أن زجرته بنظرة حادة وهو يخبرها بخبث
- لكن أين مكافأتي نظير عملي الشاق!
وقفت صامتة لثوان وهي تضع سبابتها على رأسها علامة التفكير وبعد لحظات أجابته
- يمكنني مضاعفة عملك إلى الضعف مع خفض راتبك للنصف.
اختتمت كلماتها وغادرت ليصاحبها صوته الحانق
- إذن أنا مستقيل من الخدمة لديك.
ضحكت بسعادة فكل يوم يحدث نفس الموضوع وهو لا يمل من تكراره على مسامعها في المساء تارة وفي الصباح مرة أخرى مع إضافة بعض البهارات عليه ليصبح جديد عن اليوم السابق له.
اختفت قليلًا بالخارج ليستمع إلى صوت تهشم الطبق ليعقد حاجبيه باندهاش مما حدث، خرج ليعرف ما يحدث بالفعل..
أما إيما والتي اتجهت إلى الخارج مع ابتسامة لم تتلاشى قط جراء مشاكسة زوجها لها، وقفت تتأمل الضيف باندهاش ودقات قلبها تعوي دون سبب واضح، همت بوضع الطلب على الطاولة وأخبرت الضيف بهدوء
- الطلب جاهز سيدي الضيف.
ابتسامتها تلاشت تدريجيـًا وهي تجد الضيف يلتف لها لتتأمل ملامحه الغير غريبة عليها، اتسعت حدقتيها وتعالت وتيرة أنفاسها وهي تجده شبح الماض كما أخبرها أركان سابقًا ليبتسم لها بصدمة هو الآخر وهو يخبرها بهدوء
- سيدة إيما..
مفاجأة من نصيبه ومصيبة بالمعنى الحرفي حلت على رؤوسهم جميعًا دون رؤية ما قد ينتظرهم في المستقبل، لم يعلم أيعاتبها أم يضع القيود في يدها ويزجها إلى السجن لبقية حياتها لكن بدلًا من ذلك أخبرها بنبرة هازئة
- ظننتُكِ جثة هامدة لكن يبدو بأن القدر عاندكِ تلك المرة أيضـًا.
رد فعلها في تلك اللحظة هي قشعريرة سرت في كافة أنحاء جسدها جعلتها غير قادرة على التمسك بأي مما تقبض عليه لينزلق من بين يديها بسلاسة قبل أن تختار أقرب مقعد للجلوس عليه وهي تخبره
- دعني أشرح لك.
#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان

"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن