《الفصل الرابع عشر》
لكل حكاية بداية ولكل بداية ألف رواية، تحتار وتختار لكن خياراتك تبقى مسار لنهاية واحدة وما عليك سوى تقبلها كما هي..
خياراتك ما هي إلا مجموعة قرارات مختلفة الصياغة لكنها تعطي نفس النهاية مهما انفعلت أو ندمت لذا تنفس بعمق وحاول ترميم مايمكن إصلاحه طالما لديك فرصة لتحسين مسارك للأفضل.
قد تجد نفسك بمرحلة ترتدي معطف الإجبار على شيء ما، مكبل نفسيـًا طليق جسديـًا، تتنفس بعمق لكن تلك الذرات تعتصر رئتيك بتشفي، ليس لأنك أحببت هذا الدور بل إجبارك على مبدأ قررت يومًا إزالته من خياراتك فيما بعد.
جلست بهدوء أمام رئيسها بعدما أذنت لها مساعدته بالدلوف، لا تعلم فحوى هذه الزيارة لكن عقلها يعمل كمرجل متقد يطمس آخر خيار قد تسمعه معللة بأن الأمر لن يتعد المباركة على آخر إنجازاتها كالعادة رغم يقينها بحدوث العكس، تنفست بعمق قبل قولها الهاديء
- سيدي.
قالتها ليرفع رأسه من على الورق أمامه لتتحدث بهدوء
- لقد طلبت حضوري، أيوجد شيء هام"!
قالت آخر كلماتها باضطراب راجية من قلبها أن يكون كابوسًا أراد هدم استقرارها مؤقتًا، أغلق الرئيس الملف الموجود أمامه منتبهًا لوجودها، ابتسم بسعادة قبل قوله بتفاخر
- مبارك نجاحكِ الأخير عزيزتي رانسي
أومأت بسعادة قبل اتساع ابتسامتها عقب تعقيبه براحة
- لقد أثبتِ بأنكِ الأجدر ولم يخيب حدسي بكِ، اليوم تمكنتِ من تثبيت حجر آخر لك معنا، بالرغم من عدم حدوث ذلك قبلًا لكنك استثناء بكل شيء تلميذتي.
- أشكركَ سيدي على ثقتكَ بمقدرتي دومًا، أقدر مساعدتك وبالطبع إرشاداتك، كنت خير ناصح بوقت احتجت به الكثير لذا انا مدينة لك بسلسلة إنجازاتي.
قالتها بسعادة منتظرة القادم ودقات قلبها تخفق باضطراب متلهفة لانتهاء تلك الجلسة بسلامة، ابتسم بهدوء قبل تلاشي بسمتها عقب قوله متجاهلًا حديثها الأخير
- أتثقين بقراراتي!
هزات متتالية علامة الموافقة على حديثه قبل قوله
- تعلمين جيدًا أني دومًا على ثقة برجاحة عقلك، متيقن بقدرتك وبالطبع متأكد من نجاحك.
صمت قليلًا يرتب أفكاره المبعثرة داخليـًا التي ربما ستهدم كل جميل تفوهت به قبل قليل، سعلة وأخرى قبل حديثه المضطرب
- اليوم،صدر قرار تكليفك بقضية أخرى من طراز مختلف، بها الكثير من المغامرات والأهم أنها نوعك المفضل، أي الكثير من التعقيد.
عبست ملامحها بدهشة لقوله مثل هذا الحديث فغالبًا ما تأتِ القضايا بطرق أخرى ورئيسها مطلع من بعيد حتى الوقت المناسب كما أنه لا يظهر في الصورة دومًا باستثناء القرارات المصيرية، تلاعبت قليلًا بهاتفها الموضوع أمامها قبل قولها اللحوح
- لكن سيدي...
- علم رانسي ما يجول بخاطرك الآن لذا لا القضية ليست تابعة لهذه الولاية.
قالها الرئيس مقاطعًا حديثها، لتسأله مستفهمة
- بولاية أخرى إذًا!
هز رأسه علامة النفي قبل قوله المقتضب
- مصر.
- ماذا؟
قالتها باستنكار فهو يعلم سبب ثورتها فهي قطعت كل صلة قد تربطها بتلك البلد ذات يوم، كلمات مبهمة تلاها قولها الغاضب
- لا لست موافقة.
تنفست محاولة السيطرة على نوبة غضبها قبل قولها بسخرية
- رانسي مواطنة بريطانية تتمتع بكافة الصلاحيات، ليس لي شأن بتلك البلد.
نظرات شفقة كانت من نصيبها قبل قوله المضطرب وكأن القرار قد نفذ وحان وقت التنفيذ
- للأسف رانسي القرار هذه المرة من القيادات العليا.
كلمات أخرى معتذرة لتصمت مجبرة فهي وُضِعت تحت مجهر الرحيل وما عليها سوى التنفيذ، تعلم بأنها كانت ستعود ذات يوم لكنها لم تحبذ العودة بعد.
استأذنت وفرت من أمامه هاربة كالمذعور من ملاحقة أذيال الماض لها بعدما وئد كوابيسها ظنــًا بأنه قد دفنها تحت الثرى للأبد.
تمشي بالطرقات بلا هوادة، لا تعلم وجهتها كحال قدرها، دمعاتها هبطت بسلاسة متضامنة مع حالها، شبح الماض بدأ يطرق ذكرياتها بلا هوادة وهي مَن ظنت بأنها قد أغلقته للأبد.
تود الصراخ..
الفرار..
الموت..
تود أحدهم بعينه يشاطرها في تحمل هذا الثِقل، لا تريد سواه وبدون تردد جلست على الرصيف ضاربة بكل شيء عرض الحائط واضعة رأسها بين قدميها بعدما وضعت يدها أعلى قدمها لتصبح كالمحاصرة بأعباء الماض رغم تحررها من حياتها السابقة، صرخت دمعاتها وثارت دقاتها أملًا في إيجاد أحدهم يربت على قلبها ولو بكلمة لذا وبدون تردد اتصلت على رقم تحفظه عن ظهر قلب، انتظرت رنة واثنتين حتى فُتِح الخط لتقول ببكاء
- أحتاجكَ أوار، حقـًا أريدك جواري كالسابق.
أما هو على الطرف الآخر، بمجرد سماع كلماتها تزلزل كيانه، الألم نهش داخله بلا رحمة لاحتياجها له وعدم وجوده جوارها، أراد ضمها والتخفيف عنها ولو قليلًا لكن كيف وهو ببلد وهي بآخر، كلما هم بقول شيء تبعثرت الحروف من على شفتيه متفاجئًا بحديثها، ظنها نسيته لعدم إجابتها على اتصالاته المتكررة طوال الأعوام الماضية والأغرب عزوفها عن رؤيته كلما ذهب في رحلة ظاهرها العمل رغم أنها أبعد من ذلك، أراد حل سريع لذا قال بحزن ودون تردد
- حيائي، أريد محادثتكِ فيديو حتى تستشعري وجودي جوارك فالمسافات تفصلنا بلا هوادة.
كلماته تلك بالرغم من حقدها من الماض إلا أنها كانت كالبلسم خففت الكثير من الألم داخلها، تنهدت بحزن وفعلت كما أمرها ليبتسم بحنان قبل اختفاء بسمته لرؤيتها حزينة هكذا، ابتلع غصته وهو يقسم داخله بأنه سيعاقب المتسبب بحالتها تلك.
خفق قلبه بعنف وعقله يتشرب تفاصيلها باشتياق فهي أجادت لعبة الاختباء عنه من قبب وحان الآن التخطيط جيدًا لتسقط في عشقه دون مقاومة، تأملها حتى يسترجع ملامحها فيما بعد، كالتائه في صحراء العشق ووجد أخيرًا من يدله على مسار قلبها، ابتسم بهدوء قبل قوله
- تلك الدمعات ليست لائقة بحيائي فصغيرتي لم تخلق سوى للسعادة.
ثم صمت قليلًا قبل قوله بأمر
- لذا أزيلها.
فعلت كما أمرها وبدأت بإزالة تلك الدمعات العالقة بين أهدابها ومثيلتها الساكنة على وجنتيها ليقول بهدوء بعد تنفيذها لكل ما قاله
- الآن.
قالها مقتضبة لتنظر إليه بكامل وعيها قبل استماعها لحديثه قائلًا
- أخبريني من أحزنك وأقسم بأني سأقتله دون ترك دليل خلفي حتى لا يستطيع أحدهم الإمساك بي وزجي في المعتقل.
ضحكت بهدوء على دعابته تلك، لتقول بحزن
- العودة مصيري.
كلمات مقتضبة لكنه فهم فحواها، بالرغم من تراقص نبضاته لوجودها جواره قريبـًا إلا أنه حزين لرؤيتها هكذا فهو يعلم بأنها دمرت طرق الماض حتى لا تتشابك مع مستقبلها ثانيةً أخبرها بحزن انطبع بكلماته
- إن أردتِ العودة سأكون بانتظارك بكل ترحاب..
تأمل وقع كلماته على ملامح وجهها التي بدأت في التراخي قليلًا قبل إكماله بهدوء
- وإن أردتِ البقاء اعلم بأنه لا يوجد سلطة لمخلوق كي يجبرك على شيء حيائي، كوني متيقنة بوجودي معك مهما كان قرارك.
ابتسمت براحة عقب حديثه لتقول بسعادة
- أشكركَ أوار على مساندتك لي دومًا.
قالتها بامتنان ليخبرها بإقرار لا يقبل الشك
- وأنا أيضـًا اشتقتكِ كثيرًا.
قالها بعبث لتحمر وجنتاها خجلًا لسماعه ما لم تبح به ودون سابق إنذار أغلقت مكالمة الفيديو واضعة إياه على قائمة المكالمة العادية ليقهقه بسعادة على فعلتها تلك قبل قوله بعبث
- لا تقلقي صغيرتي فأنا أعشق تفاصيلك قبل تخيلك لذا كوني واثقة بأن صورتك لازالت أمامي كما هي بكل وقت.
ابتسمت بخجل متناسية حزنها ولو قليلًا محاولة سرق بضع لحظات من السعادة، لتستمع لكلماته الواثقة
- مهما حدث سأكون إلى جوارك لذا لا داعِ للحزن.
أومأت رأسها إيجابـًا علامة الموافقة على حديثه متخيلة وجوده أمامها ليبتسم براحة على فعلتها المتوقعة لتقول بهدوء
- سأعود، أستطيع تخطي كل ذلك وانتَ جواري.
كلمات قليلة لكنها أنعشت قلبه بالأمل مجددًا فهي اعترفت بوجوده وما بعد ذلك ليس سوى إجراء روتيني لإثبات صك ملكيته على قلبها لتقول بهدوء حذر
- مضطرة لإنهاء المكالمة، اعتذر أوار.
أغلقت الهاتف بسعادة لا تعلم مصدرها لكنها حقاً ممنونة لوجوده جوارها، أنعش الأمل داخلها بعدما فقدته لتضحك بسعادة قبل استكمال سيرها رغبة في العودة لمنزلها.
على الجانب الآخر بعد إنهاء المكالمة، جلس أوار على طرف الفراش يفكر مليًا بحديثها فرحـًا بسعادتها، تمدد على الفراش متذكرًا حديثها ليبتسم بسعادة قبل ذهابه لعالم الأحلام منتظرًا جنيته الصغيرة به.
تفقد الأمل أحيانــًا لعدم حدوث شيء توقعته منذ فترة، يئست حتى هرمت، تدور الأيام لتعلم بأن حزنك ذاك لم يكن سوى قشرة خارجية لفرحة فيما بعد، لا تتعجل بقرارك ولا تطلق أحكامك على شيء قبل تنفيذه لأنك وببساطة ستفقد نكهته بعد نهشك من قبل ظلام أفكارك، كن متيقنًا بأن الاستعجال بشيء ما هو إلا هلاك مبكر لسعادتك.
............................
الحياة فرص..
خيارات..
تختار الملائم منها..
تنجذب لأحد خياراتها وتترك البقية..
تتصالح مع نفسك أملًا في فهم إنجذابك ذاك..
هذه طبيعتها، قررت المجازفة، البقاء معه واختيار القرارات بعينيه هو لا من وجهة نظرها، انجذبت لا تنكر خاصة بعد هدنتهما الأخيرة.
الوقت يمر والقلب في اضطراب دائم لا تعلم مصدره، لا تقدر على وصف شعورها تجاهه لكن معاذ ذو مكانة خاصة لديها لن يستطيع غيث مهما فعل الوصول إليها ومع ذلك تفكيرها ذاك يُرهق قلبها كثيرًا والسبب مجهول، لا تستطيع تفسيره.
جلس أمامها بهدوء، وجدها شاردة قليلًا، يوجد شيء لا تريد البوح به بالرغم من قربهما الفترة الماضية وتنوع الأحاديث بينهم ليجدها تشبهه إلى حد كبير رغم إنكارها لذلك.
جال بخاطره إزعاجها قليلًا لكن نبضاته ثارت بعنف ضده، تأملها بصمت محاولًا تشرب ملامحها التي يشتاقها حتى في حضورها.
طفلة ثائرة مقيدة بجسد أنثي بالغة، عيناها قهوة الصباح بوهج البندق وابتسامتها لحن لفيروز، تُشعرك بالبهجة عند رؤيتها وتعطيك دفعة للأمام لتتقدم نحوها وتخطف منها رشفة، تسلمك مفاتيح السعادة وتأخذك إلي وادي الأحلام، تسمح لعقلكَ بتخيلها في أبهى الصور، هي بوفارديا ..!
تلك الزهرة الجميلة ما أن تراها تظن أنها الأقوى بين أقرانها من الزهور إلا أنها أرق ما يكون.
طرقعة أمام وجهه جعلته يعود لواقعه بعد تلك الأزمة العاطفية معها وبها، ابتسم بهدوء حينما سمع قولها المستنكر
- ما الخطب!
- أتأمل زوجتي المستقبلية.
قالها غيث برومانسية مصاحبـًا قوله بغمزة من طرف عينه، غزت حمرة طفيفة ملامحها بخجل، لتقع عيناها على كل شيء حولها عداه هو، يعلم بوجود خطب ما لكنه لا يريد محاصرتها أو الضغط عليها حتى لا تنفجر قوقعة السلام بينهما فهي ستتحدث آجلًا أم عاجلًا، استرخى بكرسيه أكثر قبل قولها بإيضاح
- أريد إخبارك بالكثير قبل إتمام عقد القران.
قالتها كارمن بهدوء محاولة السيطرة على دقاتها الهادرة، ليبتسم بمكر قبل قوله بعبث
- ماذا! سقطتِ بغرامي دون سابق إنذار.
- غيث.
قالتها كارمن بغضب، ليضحك عاليـًا من حنقها المبالغ به، لتقول بتشفي
- حسنـًا، لن أخبرك بشيء.
قالتها وعقدت ساعديها أمام صدرها بتذمر طفولي لينظر لها الآخر بدهشة من حنقها قبل تحدثه
- أرجوكِ
قالها بطفولية مبالغ فيها لتضحك على طريقته تلك قبل موافقتها على إتمام حديثها معه لتقول بهدوء محاولة التهرب من حصار عينيه لها
- اتصلت صديقة وأرادت رأيي حيال أمر ما.
صمته شجعها على السير قدمًا فيما قررت قوله لتقول بعدها بهدوء مترقب لرد فعله
- بالطبع لم أفيدها بشيء لكن أردت رأيك أنت، من الممكن اختلاف وجهة نظرك عن خاصتي.
أومأ برأسه إيجابـًا علامة الموافقة لتستأنف حديثها قائلة
- أحبت شابًا وهو أيضـًا كذلك لكن والدها لم يوافق على تكليل حبهما بالزواج وهو لم يحاول مجددًا.
- هكذا الأمر إذن!
قالها بهدوء لتوميء إيجابـًا، ارتشف القليل من العصير الذي أحضرته مدبرة المنزل قبل قوله بهدوء
- هناك خيارين لا ثالث لهما، إما أنه أحبها تعلق أو أرادها للتسلية وفي الاحتمالين خدعها.
حديثه لم يُعجب كارمن والدليل ملامحها النافرة مما تفوه به لتقول بعصبية
- غيث، إنه حقـًا يحبها.
- أدخلتِ لعقله أم سمعتِ مجريات أفكاره!
قالها غيث باستنكار ساخر من عصبيتها الغير مبررة لتصمت مجبرة عن مجادلته قبل استماعها لحديثه
- لم يحاول التمسك بها متعللًا بكرامته الرجولية إذن لم يحبها.
قالها ببساطة تبعه تفسيره المُقِر
- بالحب عزيزتي تتخل عن كل شيء لتكون جوار نصفك الآخر.
- ما الفرق بين التعلق والحب غيث.
باغتته بسؤالها ليستشعر الحزن من نبرة صوتها، جاهد لاختيار كلمات منمقة قبل قوله بإقرار
- الحب عزيزتي هو شعورك بالسعادة لوجوده بخير دومًا، وجوده جوارك بالرغم من بُعد المسافات بينكما، إحساسك دومًا بوجود خطب ما قبل محادثتك إياه ليهدأ قلقك عليه، الاستماع إلى ما لا يقوله وليس ما يثرثر به من حماقات.
صمت قليلًا منتظرًا تقبلها لذاك الحديث قبل استكماله
- أما التعلق فهو خلل ما لديك وهو أكمله، على سبيل المثال حاجتك للحنان وهو أهداكِ إياه.
- ودقات القلب ما خطبها لتدق بوجوده.
قالتها كارمن بألم ليخبرها بحنان
- دقات القلب عزيزتي خائنة تنفلت دقاتها بأية لحظة واهمة إياك بالحب.
صمت لحظات قبل قوله
- دعيني أخبرك أمرًا، من يحب لن يترك حبيبه بمنتصف العاصفة خوفًا على سلامته بل سيحاول جاهدًا دفعها خارجها حتى لو فقد نفسه لكن شعوره بالراحة لوجودها بأمان رغم فقده الكثير.
صمت يتابع رد فعلها على حديثه قبل استئنافه بحبور
- حبه لصديقتك كان تعلق ليس أكثر من ذاك، وجد بها شيء افتقده وهي عوضته عنه لذا وهم نفسه بالحب وأوهمها معه أيضـًا.
- لكن غيث والدها رفض إتمام الزيجة وهو...
- وهو استسلم.
قالها غيث بإقرار لتنظر له بغضب من رؤيته لزاوية لم تفكر بها قط قبل قوله بتفسير لما عجزت هي عن فهمه
- التخلي قراره بعد رفض والدها دليل على عدم حبه لها ومحاربته لأجلها رغم عدم تقاطع دروبهم مجددًا لكنه وقتها سيكون أتم واجبه على نحو أفضل حتى وإن تشابكت الظروف بينهم ثانية لن يشعر سوى بالفخر لأنه حارب لأجلها ذات يوم دون الخوف من الخسارة.
تنهدت بضيق وهي تشعر بوجود ثِقل على صدرها يمنعها من التنفس لتنظر لذاك الجالس قبالتها بحنق من حديثه الغير مبالي بتبعاته على قلبها فهو يشبه قذيفة هاون سقطت على دقاتها لتتذبذب دون أدنى مجهود، استمعت يتحدث بثقة
- الحب إلحاح صغيرتي، إلحاح من الطرفين بتحد كل العقبات حتى يتحدا ويكونا معًا تاركـًا كرامته ونزعته الرجولية تلك جنبًا للوصول إليها مهما كلفه الأمر، اختار السِلم وغادر فهنيئـًا لها بكشف حقيقته المخادعة وعشقه الواهي قبل زفافهما؛ لأنه وببساطة بمرور الوقت سيتركها لاكتشافه بأنه لم يحبها وأن بقايا الحب تلك تناثرت مع نسمات الهواء بليل عاصف فلم تترك منه سوى الفتات.
شردت قليلًا بحديثه لا تعلم أهو على صواب أم أنه يبالغ من وجهة نظره، أخذت نفسًا عميقـًا لضبط دقاتها الهادرة قبل حديثها المناقض لاضطرابها
- فهمت، سأخبرها بحديثك علها تقتنع.
- أعلم بأنها ستوافق على حديثي، انصحيها باستكمال حياتها مع آخر يصون قلبها قبل وعوده بحبها.
ابتسمت ولم تعقب على حديثه الواثق، ليخبرها بهدوء متوقعًا ثورتها
- تحدثت مع والدك بخصوص حفلة الخطبة، واتفقت معه على إتمام الزفاف بدلًا من تلك المماطلة.
- ماذا؟
قالتها باستنكار غير متقبلة لما قاله لتخطيها في شأن يخصها هي دون سواها لتخبره بغضب
- اتفقت معك غيث على وجود مساحة بيننا حتى يكون وجودك بحياتي طبيعي واعتاد على الأمر.
- أريد قلبك كارمن.
قالها بغيظ من تحدثها بالترهات دومًا ليقول بعدها بإيضاح
- لا أريد اعتياد حتى لا يتوهم قلبك بذلك.
تابع ردة فعلها المتفاجئة ليقول بعدها بإقرار
- تلك المساحة التي تريدها الآن ستكبر دومًا وانا أريدها أن تتلاشى، أريد ثقتك قبل حبك، سعادتك قبل بسمتك، أريدك ولحظات السعادة تنتظر وجودك جواري.
اختتم كلماته نظرات مطمئنة علها تفتح نوافذ قلبها له مثلما فعلت مع وقتها المخصص لهما ليستمع إلى قولها المنفعل
- لكن قلبي ليس ملكي غيث، امتلكه أحدهم منذ زمن...
توقفت لتدارك زلة لسانها، ابتلعت بقية حديثها لتُلقي نظرة خاطفة نحوه لتجد شحوب وجهه، نظرة الألم بعينيه لن تنساها أبدًا فتلك المرة هي جرحته بحبها الافلاطوني الواهي، ابتلعت غصة مريرة بحلقها وقلبها يعتصر من الألم، تحدث ببرود صقيعي قتلها بتشفي
- سأنتظر رسالتك بالمساء إما المضي قدمًا وإتمام الزيجة أو سأحادث والدك وأخبره بموافقتك دون انتظار حديث منك.
قال كلماته وغادر كالإعصار، فرحة بتمسكه بها لكنها أهانت حبه، جلست ثانية على المقعد تفكر بحديثه بنظرة لا تعلم متى اكتسبتها لكنها حقـًا ممتنة لوجوده جوارها.
يقولون بأن الرجل لن يفهم ما يدور داخله سوى آخر مثله وهي سألت غيث حتى يرشدها فرؤيتها ضبابية وأرادت من مستبصر أن يدلها على الطريق الصحيح لكن رياح حديثه أتت بما لا تشتهيه سفينة أحلامها لتغرق بين عواصف ذكرياتها مع غائب وحديث واثق من حاضر يتمنى لها الرضا وهي بينهما ممزقة لا تعلم ما عليها فعله سواء كان المضي قدمًا أو البقاء عند نفس النقطة دون ندم من مرور الزمن عليها لكنها واثقة بأن القادم دون شغفها لن يكون سوى سراب في واحة حياتها.
وتهديك الحياة شخصًا يكن لك كل الحياة، لتدرك بأن تلك الصعاب التي واجهتها قبلًا لم تكن سوى بضع خطوات لاكتمال وجوده جوارك وتتأكد بأن القدر تسلى بخياراتك لأنها لم تكن مناسبة لقلبك قبل روحك تحت مبدأ "جرح بضعة أيام أفضل من ندم بقية حياتك"
كن على يقين بأن سعادتك ستأتِ لذا لا تتعجل وجودها حتى لا تندم على هذا الاستعجال.
.............................
لحظات الانتقام ثمينة..
أثمن من كنز متواري أسفل الثرى.
تود توقف الزمن عند هذه اللحظات، وجود بضع عدسات لتسجيل ما انتظرته منذ زمن لرؤيتها فيما بعد كلما اشتقت لقسوتك.
أحببت دور الجلاد متلذذًا بتعذيب ضحاياك متغاضيًا عن وجودك بنفس القفص تحت رحمة جلاد آخر لكن السبب مختلف، كن على يقين بأن الوقت يمر والذاكرة تمحي كل شيء إلا من أذاها لن تستطيع نسيان أدق تفاصيله مهما طال الزمن.
كن على ثقة بأن الحياة تمنحك فرص فيما بعد لتصحيح وضعك لكنك ستتمادى بالخطأ متعللًا بأنك لا تحتاج رغم عقلك المتلهف للخروج من سجن وضعته داخله بنفسك، ستأخذ وتتمادى حتى تستهلك جميع فرصك ويأتي الندم مع صفعة القدر لتدرك بأنك لم تكن سوى أضحوكة لا أكثر.
رنين الهاتف أخرجها من خطتها الماكرة، ابتسمت بخبث قبل الضغط على زر الرد على المكالمة، ليخبرها الطرف الآخر بهدوء
- حانت اللحظة المناسبة إيما، كوني على أتم استعداد.
ضحكت بشر قبل تساؤلها العابث
- متى تبدأ؟
ابتسم الآخر بخبث قبل قوله
- بعد أسبوع من الآن، لكن الثمن حلوتي..!
قهقهت عاليـًا مع كلماته تلك لتقول بفحيح أفعى علمت نقاط ضعف ضيفها وأرادت اللعب على أعصابه قبل لدغه
- انتظر مكالمة أحدهم يخبرك بالتفاصيل.
قالت كلماتها وأغلقت المكالمة معه قبل حديثها مع القابع أمامها
- متاح لك أقل من 72 ساعة قبل مغادرتي، متأكد من نجاح الجراحة أم أن قت_ لك على يدي!
نظرات عابثة من ضيفها قبل قوله
- لا تقلق الجراحة ناجحة بقي الخطوة الأخيرة وتكونين بأبهى طلتك.
قالها مع غمزة من طرف عينه لتضحك بخبث منتظرة خطوتها التالية وهي تتذكر اتفاقها منذ فترة مع طبيب لإتمام الجراحة وبالفعل وافق فمن يستطيع رفض مثل تلك الأمور في حُرمة ما عُرض عليه من أموال، علمت نقاط ضعفه واستغلتها لا أكثر من ذلك، لتقول بخفوت
- حان الوقت، وعقارب القدر بدأت بالعد العكسي تيك توك تيك توك تيك توك.
ابتسمت بشر مع آخر كلماتها وهي تُمني نفسها بمزيد من الإثارة فالقادم أفضل.
التسلية خيارك والانتقام قرارك، كن حذرًا من لدغات القدر فهي تُدمي ببطء، تصحبك لطريق اللاعودة لتفيق على حقيقة واحدة هي أنك خُدعت لدرجة عدم تمييزك بين الخيال والجنون، تريد الانتقام فهنيئـًا لكوابيسك تلذذها بنومك كل ليلة.
................................
لست مضطرًا على البوح بالكثير، أحيانــًا الكلمات القليلة تقوم بواجبها على أتم وجه.
السعادة على سبيل المثال كلمة مكونة من خمسة حروف لكنها تفي بوعود كثيرة فحواها المزيد من الأمل..
رفرفة للقلب..
بهجة للنفس..
طمأنينة للخاطر واستسلام للحياة على عكس الحزن أو الألم كلاهما ثلاثة أحرف لكن مضمونهما عذاب للروح..
هلاك للنفس..
تفتيت للقلب وجرح للكبرياء..
إن كنت تضع لكل شيء مكيال فضع في اعتبارك المشاعر فهي لا تقاس سوى بمقدار الأمل أو الألم داخلك، لا يوجد مقياس لها بل هي في حد ذاتها مقياس لفحواها لذا لا داع للمماطلة أو التوضيح فكل شيء يتغير وفق أهواء تلك الكلمات.
ستغادر!
لا تعلم حقـًا لكنها مشتتة بين إجبار من السلطات وتحد مع الماض.
أهي مستعدة لمواجهة كرهت حتى التفكير بها منذ زمن!
بغضت تخيلها..
وئدت الطريق إليها أم أنها حماسة زائدة بعد كلمات أوار لها.
وعند ذكر اسمه لم يكن أمام القلب سوى الشعور بالسعادة، استرجعت صورته المطبوعة من نظراتها المختلسة سرًا له، لازال كما هو بل ازداد وسامة عن آخر مرة رأته بها.
تذكرت أدق تفاصيله بداية من عينيه المطمئنة التي تفي بالكثير من الوعود، نبرته الحنون وكلماته المشجعة حتى في أحلك الأوقات، تُشفق عليه كثيرًا فهو لتلك اللحظة لم يأخذ خطوة جادة نحو حياته القادمة، دار بخلدها كيف صبرت والدته كل هذا الوقت فهي لحوحة حد الهلاك خاصة بشأن الزواج، تسألت كم فرصة سنحت له بالماضي وهو لم يتخذها على محمل الجد فأوار لا يحب الانتظار بأي مسألة تخص حياته إلا الزواج فيبدو بأنه لازال محتفظًا بوعده بألا تطأ حياته أخرى غير التي تمناها قلبه، ضحكت بخجل من تحول مسار أفكارها لتغرق بتفاصيله هكذا بسهولة.
استعدت لزيارة طفلة راشيل بالمشفى قبل خضوعها للفحوصات الأخيرة وتقرير موعد الجراحة، تأملت السماء في سعادة قبل دلوفها مجددًا للداخل؛ لإحضار مظلة ورداء ثقيل متوقعة هطول المطر في أي لحظة.
ابتسمت بهدوء مع تلك الغيوم الساحرة، شمس تحاول الفرار من حصار الغيوم لكنها واقفة لها بالمرصاد تمنع تحركها وتأسر أشعتها، نسمات من الهواء الباردة تضرب وجهها بعنف محاولة إفاقتها مما هي فيه، ضحكت بحالمية وهي تتخيل رقصها تحت المطر مع نغمات فيروز الهادئة التي تريح الأعصاب وتزيل التوتر قبل طرده بلا رجعة، كوب من القهوة الساخنة تدفء داخلك مع برودة الجو خارجك يكونا سيمفونية البهجة على محياك، أرادت إلغاء الزيارة والجلوس بجانب السيارة منتظرة هطول المطر بأي لحظة، كما أنها تود رؤية قوس المطر المتكون بعد دمعات السحاب تلك، كأنه يعدها بتجدد الأمل بعد انقطاعه فلا داعي للبكاء، اشتاقت كل هذا منذ فترة ووجب عليها إعادة إحياء ذكرياتها تلك قبل المغادرة.
جلست خلف عجلة القيادة وقادت سيارتها بأقصى سرعة نحو المشفى غافلة عن دقات هاتفها الثائرة، بعد قليل كانت أمام المشفى، دخلت مسرعة دون الانتباه لذاك القادم نحوها لترتطم به بعنف، لتقول بتعجل
- آسفة.
قالت كلماتها وغادرت دون النظر في وجه من ارتطمت به، غادرت من أمامه دون مهلة حتى لإيقافها، تأمل طيفها بشرود حزين قبل اختفائها بالمصعد، لم يتردد ثانية أخرى بل سأل عنها بالاستقبال حتى يعلم سر وجودها هنا فهي وحدها متمنيًا استقبالها الحار له متغافلًا عما حدث سابقًا، ليضحك بحالمية لقرب اللقاء وخاصة أنها تشاطره ولو قليلًا هواء المشفى، انصرف ناحية الطبيب المعالج يسأله عن تطور الحالة قبل مواجهته التي انتظرها منذ زمن.
أما هي على الجانب الآخر، عقلها مشوش لدرجة أنها لم تقف للاعتذار لهذا الشخص قبل قليل، لهفتها لرؤية الصغيرة ووالدتها طغت على أي شعور داخلها وبخطوات أقرب للركض ذهبت لغرفتها بعدما أقلها المصعد للدور المتواجدة به، دخلت ببهجة قبل قولها السعيد
- اشتقتكِ ملاكي الصغير.
ابتسمت الطفلة تيانا بسعادة لرؤيتها بعدما فقدت الأمل بزيارتها مجددًا وخاصة بعد عودة والدتها لتقول بسعادة
- أنا أيضـًا اشتقتك بهجتي.
ضحكت رانسي بصوت مرتفع على كلماتها تلك، تذكرت سبب هذا اللقب وهو إحضار غزل البنات لها كل صباح قبل ذهابها للعمل نظرًا لحبها الشديد له، احتضنتها بمكر قبل قولها
- أرجو عفوك صغيرتي.
اختتمت كلماتها بمداعبتها حتى ارتفعت ضحكاتها بالغرفة، أخذت تصرخ بسعادة من فعلتها الغير متوقعة رغم تكرارها كل زيارة لها واعدة إياها بعدم تكرارها بالزيارات القادمة ورغم ذلك تطلب عفوها وتفعلها ثانية
- كفا رانسي بدأت أشعر بالألم.
قالتها الصغيرة بتعب بعدما أنهكتها نوبة الضحك تلك، لتتوقف رانسي في الحال رغبة في عدم إيذائها لكن الصغيرة أيضـًا خدعتها من أجل التوقف لتجلس رانسي جوارها على الفراش وتضحك بسعادة على فرحة الصغيرة قبل قولها الهاديء
- أين راشيل صغيرتي؟
حركت رأسها علامة النفي قبل قولها
- لا أعلم كانت هنا منذ قليل وأخبرتني بأنها أتية بعد بضع دقائق.
أومأت إيجابًا قبل احتضانها بحب تبعه توزيع قبلات متفرقة على رأسها بحنان مصاحبة فعلتها تلك بقولها الهاديء
- حسنـًا ملاكي، سأنتظرها قليلًا أملًا في وداعها قبل مغادرتي.
عبست ملامحها بحزن غير متقبلة لفكرة رحيلها تلك، لتقول بتبرم
- ماذا!!
قالتها بغضب رغم انخفاض صوتها لتتبعها بتبرير
- ترحلين وأنت جزء من قلبي رانسي.
ضمتها بحزن محاولة السيطرة على نوبة البكاء تلك قبل قولها الصادق
- اعتذر صغيرتي لكن هذه التعليمات ووجب علي تنفيذها.
- لكن رانسي أريدك جواري، أرجوك!.
قالتها الصغيرة ببكاء لتلمع عينا رانسي بتأثر قبل إزالة تلك الدمعات بحنان مع قولها المطمئن
- أعلم صغيرتي انا أيضـًا لا أود المغادرة لكن...
قاطعتها راشيل باستفسار
- مغادرة مَن!!
وجهت رانسي نظرتها نحو الباب قبل وقوفها لمصافحة راشيل مع قولها الهاديء
- صدر قرار من القيادات بقضية أخرى ببلد آخر.
أومأت راشيل رأسها علامة الفهم قبل قولها الشارد
- لم اختارتكِ القيادات بدلًا من آخر!!
- لن يصح وجود آخر سوايا بوطني.
قالتها رانسي ببساطة لتشهق راشيل بمفاجأة قبل قولها
- ألست بريطانية؟
- بريطانية مصرية.
قالتها رانسي بأسف قبل قولها الواعد
- أعدك صغيرتي بزيارتك بعد انتهاء تلك القضية والعودة مجددًا مع وعدي بإحضار غزل البنات الشهي كل يوم.
صمتت لتخبرها بإقرار
- أبيل سيحضره طوال فترة غيابي، أعدك.
اختتمت كلماتها بنظرة صادقة بتنفيذ ما قالته، لتحتضنها الصغيرة بحزن قبل قولها
- عديني بالاتصال دومًا مثلما فعلتِ سابقًا.
- أعدك أميرتي الصغيرة.
قالت كلماتها وشددت من احتضانها على أمل اللقاء مجددًا، نزعت قلادة كانت ترتديها سابقًا لها صورة مع الطفلة وضعتها حول عنقها لتقول بسعادة
- عديني بضرورة المحافظة عليها حتى عودتي ثانية.
أومأت الصغيرة إيجابـًا وهي تتمسك بالقلادة خشية فقدانها، قضت القليل من الوقت معهما، تحدثا بكل شيء حتى أنها فرحت بتلك البهجة التي كانت تتحدث بها منذ زمن وغابت عن نبرتها منذ رحيل والدها، علمت من راشيل بأنها ستبدأ عملها مع السيد دانيال بعد خضوع ابنتها للجراحة الأخيرة.
استأذنت بهدوء قبل قولها
- استأذنك صغيرتي على أمل اللقاء مجددًا.
ودعت الصغيرة بحرارة لم تختلف عن توديعها لوالدتها قبل الانصراف لغرفة الطبيب المسئول عن حالتها، استفسرت عن وجوده بعد ذهابها للمكتب لتعلم أنه عند حالة أخرى، قررت الانتظار قليلًا لكنه تأخر لذا قررت الرحيل ومهاتفته فيما بعد.
أثناء سيرها بالممر وجدته بالقرب من المصعد، لتتعجل بسيرها قليلًا قبل صياحها لينتبه لوجودها، ابتسمت براحة عند استدارته وسيره تجاهها، صافحته بحرارة قبل قولها
- عفوًا سيدي، انتظرتك كثيرًا لكن مللت الانتظار.
ضحك بصخب من قولها المتبرم قبل قوله
- لنكمل حديثنا بالمصعد طالما التقصير من ناحيتي.
ابتسمت بإيجاب قبل قولها الهاديء
- حسنـًا سيدي.
قالتها قبل انفتاح المصعد على مصرعيه أذِنًا لهما بالدلوف لتقول بهدوء عقب إغلاق المصعد
- كيف حال الصغيرة تيانا طفلة راشيل.
عدَّل من وضعية نظارته الطبية قبل قوله الهاديء
- تحددت الجراحة بناءًا على الفحوصات النهائية، ستكون بنهاية الأسبوع الجاري.
أومأت بهدوء قبل قولها بنبرة جادة
- الوعد السابق كما هو قائم، لذا لا تخبر أحدًا مهما كلفك الأمر.
تذكر شيئًا لتقول بهدوء
- ثانيًا هذا رقم أبيل سيكون همزة الوصل بيننا بغيابي.
صاحبت كلماتها بإخراج بطاقة صغيرة مدون عليها بعض أرقام وإسم مساعدها أبيل.
ادخل البطاقة بجيب زيه الرسمي قبل انفتاح المصعد على مصرعيه منبهـًا إياهم بإكمال مهمته على أتم وجه، خرجت أولًا ثم خرج بعدها ليقول بهدوء
- لا أعلم انشغالك الفترة القادمة لكن الصغيرة حقـًا تشتاقك.
قالها الطبيب بشرود لحال الصغيرة
- أعلم سيدي لكن تلك التعليمات.
قالت كلماتها بحزن قبل مصافحته والخروج نهائيـًا من المشفى، لم تدرك وجود زوج العيون ذاك المراقب إياها منذ ذهابها لمكتب هذا السمج ونظراته الغاضبة من وقوفها معه هكذا ولم تفوته تلك النظرة بعيون الطبيب الوسيم، أراد تشو_ يه جماله ذاك حتى لا يتجرأ للنظر على ملكية غيره، عند وداعها له قرر اللحاق بها ضاربًا حالميته تلك عرض الحائط.
وجدها تسير ناحية السيارة المصفوفة بمكانها لذا وبدون تردد قام بمناداتها
- حياء.
عند سماعها لهذا الاسم الذي تبغضه كثيرًا تيبست قدمها بالأرض وأصبحت عاجزة عن الحركة تمامًا ليس لكونها تبغضه لكن بسبب هذا الشخص الذي تفوه بتلك الحماقات سابقًا، أجبرت قدمها على السير وعدم النظر لهذا الشخص مهما حدث، أصبح ندائه ملِح للغاية وهي لا تلق للأمر بالًا لتفاجأ بقبضته تمسك يدها بعنف قبل التفتها مجبرة لرؤية وجهه، وبثبات انفعالي ونظرات واثقة تحدثت قائلة
- ما الأمر سيدي؟
ليجيبها بعصبية مفرطة ولازالت قبضته تعتصر يدها بغضب
- أناديكِ وأنتِ لا تلبين النداء.
عقدت حاجبيها باستفسار متجاهلة ذاك الألم الذي بدأ يتسرب لذراعها
- عفوًا سيدي لكن هل تقابلنا سابقًا!
- حياء، انا صهيب حبيبك.
ضحكة هازئة ورفعت حاجب مستنكرة كانت من نصيبه قبل قولها البارد
- رانسي سيد صهيب هذا هو اسمي.
قالتها لتنتشل يدها بعنف من بين أصابعه قبل قولها بسخرية
- أما بخصوص حبيبي فأنت لم تأخذ موضع عامل القهوة بالمكتب بحياتي تلك.
ضحكت باستهزاء من ندمه المتأخر لتقول بعدها
- هامش لا أكثر سيد صهيب بحياة رانسي أو بمعنى أدق أنت خارج حساباتي.
- لكن حياء أنا أحببتك.
قالها مستنكرًا حديثها السابق بعدما استعاد يدها لتصبح أسيرة بين قبضته ثانيةً لتخبره ببرود صقيعي انعكس على ملامح وجهها الباهتة
- بأي صفة تطلق هذا اللقب عليك، لا يليق بك صهيب.
تبعت كلماتها بقولها الهازئ مما يتفوه به متغافلًا عما حدث لحياتها بسببه
- لقد تسببت بإيلامي سابقًا، اخترت أصعب طريق وأخطرهم على قلبي وقررت دهسه دون النظر للعواقب لكن هذا الألم لا يقارن مع ألمي من اعتصارك لذراعي بتلك الطريقة.
انتبه لتوه بأنه يؤذيها دون قصد منه، ترك ذراعها وحاول فحص الإحمرار الظاهر بيدها إثر قبضته مع بعض كلمات الاعتذار لتجذبها بقسوة بعيدًا عنه قبل قولها الهاديء
- لا تعتذر فأنا اعتدت دومًا على الألم منك، وجودك لم يكن سوى ألم منتظر لروحي وتعذيب مؤجل لقلبي.
- أرجوك حياء أنا أحبك، دعيني اشرح لكِ.
قالها برجاء علها تستمع له، لتقول بغضب
- سابقًا طلبتُ منك التوضيح لكنك تركت يدي بأكثر وقت احتجتك به لذا لا أريد منك أي توضيح لقد اكتفيت سيد صهيب.
سكتت برهة قبل قولها الهادر
- تتحدث عن الحب، إذن تعلم من فان ديزل، سمعت عنه بالطبع، لما لا وانت من أشد معجبيه، فان ديزل بعدما قرر الانفصال وزوجته احترم قرارهما ولم يتفوه بحرف للإعلام، وقف جوارها بكل الأوقات، حتى منزله تخل عنه لأجلها، تكفل بكل شيء حتى مصروفاتها الخاصة، وفر لها الحماية والدعم دومًا، ذات يوم ورده اتصال يخبره بأنها بالمشفى أثر حادث، ترك جلسة التصوير وكل شيء وكان جوارها تبرع بدمه لأجلها، بالطبع الألم نهش داخله وأراد التضحية بكل شيء لتكون بخير، بعدها عادا ثانية بعد انفصال دام أكثر من ثلاث سنوات.
صمتت قليلًا تتلذذ ولو بجزء بسيط من ألم عانته سابقًا لتقول بهدوء
- تخليت بأكثر وقت احتجت وجودك به، اتعلم أن والدي توفى بسبب حزنه علي، حزني بسبب فعلتك تلك، والدتي السبب بترك ذكرياتي مع والدي مجبرة من نظرات الاتهام التي دومًا ما كانت تلحقني بها، أتعلم كم مرة استيقظت ليلًا منتظرة مهاتفتك واعتذارك، تخيلت كثيرًا بأنه كابوس مزعج وسيعود كل شيء كما كان لكن صباحًا أُعنف تفكيري ذاك لوجود كل شيء كما هو مثلما تركته أمس، غادرت منذ أكثر من أربع سنوات لكن بفضلك تعلمت كيف تكون القسوة حتى قسوت على كل من كانوا جزء مبهج بحياتي، لا داع لتوضيحك فالوقت فات وانا لم أعد بحاجة إليه.
أبت عيناها ذرف الدمعات على خائن استغل قلبها على عكسه الذي تأثر كثيرًا بحديثها مستشعرًا حجم الحزن داخلها معترفًا بفداحة خطائه.
بعد صمت طال أخبرها بهدوء وقد قرر وضع أحزانه أسفل قدمها
- ماذا أفعل وانا بين ناريين، نار حبك ونار الانتقام منكِ.
- الانتقام!
قالتها باستخفاف قبل قولها البارد
- انتقام كتلة واحدة، من يحب لا ينتقم، سيخرج الانتقام من حسابات عقله مع ربتات حانية من قلبه يواسيه الألم ويحذره من الانجراف داخل فوهة الكراهية.
صاحبت كلماتها بضحكات مستنكرة قوله السابق ليقول بغضب
- أجل الانتقام منك، كنتِ السبب بحالة صغيرتي تلك، لازالت بغيبوبة منذ ذاك الحادث.
تحدثت باستنكار بالغ
- عن أي حادث تتحدث!! أتقصد.....
- أجل، حادثة السيارة خاصتك والتي بقيت صغيرتي بغيبوبة بسببها.
قال صهيب كلماته مقاطعًا إياها قبل جلوسها أرضـًا وضحكها بصخب على حماقاته تلك، فهي رغم توجيه أصابع الاتهام بكونها الضلع الأساسي في حادث شقيقته إلا أنها لم تكن سوى داعم لها لكن مهلًا لقد أخبرها سابقًا بأنه يثق، أكان يكذب حتى ينتقم منها مما حدث مع شقيقته، تنفست بحزن قبل قولها بهدوء
- سأخبرك سرًا حتى أتلذذ بألمك مثلما تلذذت بألمي سابقًا وهكذا سأرد الصفعة صفعتين سيد صهيب.
شردت عيناها قليلًا قبل قولها الحزين فيبدو بأنه لم يتجاوز ما الحادث
- يوم الحادث صباحًا هاتفتني شقيقتك بضرورة اللقاء بمنزلها، بعد إلحاح أخبرتني بضرورة مساعدتها على الاحتفال بترقيتك، سعدت كثيرًا بحبها لك، احتفال صغير فقط ثلاثتنا وهذا أسعد قلبي أكثر، وقتها أخبرتني برسالة بضرورة الاستعداد وسيأتي من يأخذني، أخبرتك بأني بمنزلك لذا أرسلت السيارة حيث كنت، تركت كل شيء عدا هاتفي بمنزلك وأتيت إليك كريشة داعبتها الرياح برومانسية مصطحبة إياها حيثما تشاء، أخبرتني يومها بحديثك مع والدي وتحديد موعد الزفاف، فرحتي وقتها لا توصف لكنها لا تقارن بمقدار الألم بعدها، بعدها صغيرتك اتصلت وأخبرتني بحاجتها للخروج وأخذ سيارتي رفضتُ تمامًا لانها تقود السيارة بتهور، كل مرة تحدث كارثة لكن تتدخل عناية الله بالوقت المناسب، وعدتني بعدم قيادتها وأخذ سيارة أجرة، بعد مكالمتها بنصف ساعة ورد اتصال بحالتها الخطرة أثر حادث.
ابتسمت بسخرية قبل قولها الغاضب
- عندما علمت تركتني كالزائدة بحياتك وأردت التخلص منها، أقنعت قلبي بأنك ستعود لكنك لم تعد، اتصلت ولم تجب، نسيت حياء لأنك لم تحبها أثر انشغالك بشقيقتك، انفطر قلبي وعاد ثانية عاشق لك من محادثة مقتضبة تخبرني بأنها بخير ووجب ذهابها للخارج لإجراء جراحة، لم تخبرني وقتها بحالتها لأني وببساطة لم أشكل جزء هام من حياتك ولم أكن يومًا ضمن خياراتك، سافرت وانتظرتك حتى عدت وحدك، لم تعد كنت شبحًا لم أتعرف عليه لكن حبي قرر العفو عنك والمضي قدمًا حتى يوم الزفاف وانت تعلم ماحدث بعدها.
نظرات شك كانت من نصيبها، لم يستطع استيعاب كل تلك الحقائق معًا، يتذكر مهاتفته لها وضرورة اللقاء لكن كيف غاب كل ذلك عن باله وهو يفكر بالانتقام، لقد تركها لسبب لم يكن لها شأن به، يتألم كثيرًا والألم يقسم قلبه شطرين، كان الجلاد يوم الزفاف وانقلب الوضع وصارت هي الجلاد يوم المواجهة، لتقول بتشفي
- سأخبرك سرًا آخر ليكتمل انتقامي منك، تلك الصور التي أرسلتها سابقًا لم تكن انا بل كانت شقيقتك، أرادت ارتداء نفس ملابسي ليلة الحفل وراقصت أوار يومها، بنفس الملابس قمت بتحميل الصورة على مواقع التواصل خاصتي وبالطبع رأيت بقية الصور من على هاتفها، ساورتك الشكوك بعدما أكلت داخلك وخاصة لمعرفتك بمدى قربي من أوار، الشك نهشك وانا استمتعت كثيرًا بنهاية اللعبة.
استند صهيب على سيارة مجاورة له، لم يتحمل كل تلك الحقائق دفعة واحدة، ألهذا الحد ظلمها وظلم قلبه معها تألم لحاله حاليـًا وأشفق على حالها سابقًا.
لكن كيف يكون كل هذا من تخطيط شقيقته وهو رأي أكثر من مقطع لها مع أوار في وضعيات لا تليق بها وأتت الصور لتعصف بما تبقى من تعقله، رأى المقاطع برسالة على بريده من مجهول عقب حادث شقيقته، قرر تركها بعدما تأكد من خيانتها له مع آخر يبغضه بحق، قرر إيلامها بنفس طريقة خذلانه السابق مما فعلته به، قطع شروده قهقهات عالية كانت من نصيبه قبل قولها
- اليوم علمت بأن الحزن يوم لك ويوم عليك.
قررت تركه حتى يتألم مثلما تألمت، ليمسك يدها برقة عكس ما فعله سابقًا
- أيوجد فرصة أخرى لوجودنا معًا!
ضحكت بسخرية على قوله لتقول بهدوء
- تلك البلد علمتني القسوة كصقيعها وانا لن أعود لدائرة الألم ثانية.
قالت كلماتها وغادرت من أمامه مرفوعة الرأس، لتستمع لصياحه الهادر
- مهما حدث حياء، اعلمي بأني لن أتخل عنك.
توقفت عن سيرها لتلتفت قائلة له بسخرية
- تخليت سابقًا وغدًا ستتخل مجبرًا.
صمتت قليلًا ثم قالت بهدوء
- اليوم علمت أن القدر أهداني أجمل هدية بالكون حينما منحني ألمك بالسابق لأنه بوابة للسعادة فيما بعد، كما أن ألمك لي أخبرني بأن الحب ماهي إلا إشعارات مع وقف التنفيذ.
هذه المرة قررت عدم مجادلته في الحديث رغم ثرثرته الزائدة عن الحد، سعدت كثيرًا من أجل تلك المواجهة التي أزاحت الكثير من مخاوفها السابقة، تألمت لرؤيته هكذا لكنها لن تشتاق، لن تحب ولن تعود، ستنتقم لكنها لن تضعف.
أحبت بصدق وتألمت بصدق، اليوم تستطيع قول نعم كنت أقوى ممن ظلمني واليوم انا أقوى مما ظننت والفضل يعود لتلك البلد الغريب.
أما صهيب بمجرد مغمغادرتها قرر البحث ثانية عن الماضي لكن تلك المرة دون التغافل عن هفوات سقطت منه سابقًا فهو يحبها وتآكل داخله من الندم لكنه لن يتركها بسهولة كما فعل بالسابق.
..............................
ليس كل ماهو قابل للتفاوض يستحق البيع، هناك أشياء نتفاوض ونتعنت بوجودها رغم أنها جرح مؤكد وتدمير لكل جميل داخلنا.
قد تأخذك الحياة بسفنها إلى شواطيء أخرى، أو تجرفك روحك إلى مستقبل مجهول، ملبد بالغيوم أحيانــًا، عاصف بالتأكيد، تواعد وتلقي بوعودك أملًا في تحقيقها يومًا لتفيق من غيبوبتك المؤقتة على حقيقة واحدة ألا وهي الفشل في علاقاتك وجرح من أحببت بصدق.
كعادتها في الآونة الأخيرة تدخل المبنى لتقديم موضوعها وخروجها دون التفوه بحرف، ظنها الجميع بكماء لكن حديثها بالبرنامج يؤكد أنها تتحدث وتسمع جيدًا.
الجميع يراها صامتة على عكسها صاخبة من الداخل عقب حديثها مع أوار وهي خائفة لا تستطيع التحدث مع أحدهم حتى لا تظهر معاناتها في تحديد مستقبلها كطفلة تستند على والدها دون السير وحدها، أرادت التفكير دون ضغط من أحد حتى لا تتشوش الرؤيا وتصبح ضحية كالسابق.
أخاها احترم موقفها بل دعمها بشدة، ممنونة له بحديثه مع والدتهم حتى لا تضعها في خانة الضغط لتوافق على طلبها، ليس هذا فقط بل أيضـًا ريان ابتعد حتى لا يؤثر عليها واعدًا إياها بانتظاره لها حتى الرمق الأخير من أنفاسه، انجذبت إليه تعلم ذلك، تعلقت بوجوده بالطبع لكن حسابات القلب تلك خادعة تجبرنا على العيش بحالمية رغم المعاناة على أرض الواقع، جميعنا نعاني من كوارث القلب تلك لكن بطرق مختلفة، منا من تنكسر شوكته مع أول عاصفة، البعض يتحجر قلبه استعدادًا لملاقاة الأمواج بعدما هاجمته بعضهم، يوجد نوع آخر يفشل في تكوين علاقات مع القلب بعدما نسي كيف يكون نبضه ثائرًا فقط مضخة للدم لا أكثر.
إشارات من المهندس الصوتي جعلها تستعد لبدء حلقتها من جديد وبنشاط متفائل تحدثت
- مرحبًا صديقاتي أهلًا أصدقائي، اليوم لا أعرف كيف كانت بدايته وكيف ستكون نهايته كل ما أعلمه أن هذا الوقت مخصص للكثير، أصابني داء البهجة لتفاعل الجميع مع موضوع الحلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكل منا رأيه بخصوص الأمر بناءًا على تجاربه أو نظرته من تجارب الآخرين، دعوني أخبركم سرًا أننا ملزمين بتحليل مشكلات الغير حتى نستطيع تحليل مشكلاتنا، لأنك وببساطة تكون خارج جذور المشكلة لذا ذهنك الصافي يفيدك في استشعار الأمر بحساسية أكبر، هذا هو سبب اختلافنا جميعًا فنحن نتقبل المشكلات بدرجات متفاوتة.
صمتت قليلًا تبحث عما أرادت قوله لتقول بعدها
- كنت أسيرة بعض الكلمات من إحداهن، عجز لساني عن التفوه بحرف في حرم الجمال، دعوني أطل عليكم بكلماتها تلك لكن قبلها دعوني أنوه أن موضوع الحلقة عن -الخيانة-"
"الخيانة نصل الغدر، وعود كاذبة أطلقتها لحظة حماسك المفرطة، أحببت وعدًا، نقضت عهدًا، ذبحت قلبًا ووئدت روحًا".
صمتت تعرض تعليق آخر من أخرى على موضوعها الشيق
- "الخيانة مهما بلغت فأثرها ندبات على جدران القلب تذكرنا دومًا بما اقترفه الأخرون بنا، تخبرنا دومًا أننا أسرى لتلك الندبات مهما فعلنا للخروج من دائرة الوجع هذه، دائرة دخلناها بمحض إرادتنا لكن لن نخرج منها إلا بإرادة النجاة من الوجع، قوقعة اتخذناها لنكون عروس ماريونت تحركها أصابع القدر كيفما شاءت، أحببنا دور إلقاء الخطب وقول العبارات المتحمسة لكن لم نذكر أنفسنا بها لأننا وببساطة متخاذلين تجاه النفس أكثر من تخاذلنا تجاه الآخرين".
تعليق آخر قرأته بهدوء وهي تتعجب من كم المعاناة التي مر بها كل شخص شارك معها لتقول بعدها بإقرار
- الخيانة ليست علاقات جسدية فقط بل تعد أبشعها، النخث بالوعود خيانة لقلب نبض لأجلك، التفكير بأخرى وأنت مع إمرأتك خيانة بحق أمانتها معك، اللهو بفتيات في سبيل التسلية خيانة، وعودك الكاذبة خيانة لزوجتك المستقبلية، عدم اجتيازك لاختباراتك بتداعي الكسل خيانة، عدم طاعة والديك خيانة، العبث بمشاعر بعضنا البعض خيانة، كن على يقين بأن مشاعرك، روحك، قلبك ماهي إلا علامات تنقص باستهلاكك لها، مثلها كأسطوانات الغاز كلما استهلكت أكثر كلما قلت نسبة الغاز بها.
أشار لها المهندس الصوتي بانتهاء الوقت لتقول بنصح لمستمعيها
- حافظوا على قلوبكم من أي متلصص ولا تصدقوا الوعود الكاذبة، كونوا على يقين بأن داين تدان، ابدأ بنفسك لا تلق الوعظ على الآخرين فأنت بحاجة إليه أكثر منهم.
قالت كلماتها وغادرت المبنى بأكمله لتجده مستندًا على سيارتها يبدو أنه ينتظرها منذ دقائق ليقول بهدوء
- أنت بحاجة إليه أكثر منهم.
فهمت كلماته وآثرت الصمت ليضحك ريان بخفوت على تبرمها كالأطفال ليتحدث ببسمة زينت ثغره
- مستعد لسماعك طفلتي لكن بالوقت الذي تحدديه أنت.
قال كلماته وغادر من أمامها، يبدو أنه يتابعها بصمت لتضحك بخفوت على فعلته قبل أن تخدعها دقات قلبها الثائرة برؤيته لتحمر خجلًا قبل قيادتها السيارة تجاه المنزل.
وقد تجد نفسك غارقًا في جوف الحزن متمنيًا قرب نهايتك أملًا في الخلاص لتفاجأ بيد تنتشلك من موج الحزن ذاك مخرجة إياك لبهجة انتظرها قلبك منذ زمن.
............................
#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"
Romanceمن بين الرماد... "داء العشق يُبتر لا يُضمد" تحكي قصة فتاة تخلى عنها حبيبها ليلة الزفاف فماذا ستفعل حيال ذلك.. هل تبكي الأطلال أم تقف شامخة كحال ذويها!.. نحن أمام بضع كلمات منثورة تعطي إيحاء بوجود الأمل دومًا مادام القلب ينبض بالحياة.