الفصل التاسع عشر

255 11 60
                                    

حين يشتد عليك البلاء فاعلم بأن مطر الفرج قد اقترب، لذا لا داعي لإطالة الحزن لأنه لا يليق بك سوى السعادة وفقط.

ثلاث ساعات مرت منذ خروجها من الفيلا صحبة ريان بعدما أقنع أخيها بضرورة ابتعادها عن كل مصدر يزعجها علها تتخطى أزمتها، أجبرها بالذهاب معه إلى المزرعة لتنعم براحة افتقدتها منذ زمن.

هي....
لا تعلم شعورها حتى لكنها مضطربة لوجودهم معًا بنفس السيارة...
خائفة لبقائهم معًا تحت سقف واحدة...
عاجزة عن اختيار الأفضل لها بالرغم من تأكدها بأن ريان هو أفضل اختياراتها...
مشتتة ما بين ماض أسرت روحها به ومستقبل يلوح بيده في الأفق...
مشتاقة ويالها من كلمة قليلة على ما يعتمل قلبها من اشتياق لأخ فقدته بغدر الأقربون...

عند هذا الخاطر تساقطت دموعها بقهر لتصرخ بألم ومقتطفات مما حدث سابقًا يعرض أمام ناظريها بألم. 
سوط من الجلد وابتسامة مكر احتلت وجه أبغض الناس عندها، اقتراب حذر قبل وضع يدها على رقبتها لتتعالى شهقاتها خوفًا من القادم.

رأها ريان على حالتها تلك وبلمح البصر ركن السيارة جانبًا، التفت اليها بجسده قبل استماعه لقولها الخائف
"سيقتلني ريان.... سيقتلنا جميعًا كما فعلها مع تيم قبلًا"

وبالرغم من أنه كان متأكد مما سيحدث، جهز إبرة مهدأة قبل إعطائها لها وما ان انتهى حتى اقترب منها واستمع لهمسها، نفس الهمس لكن الصوت خافت.
سقطت صريعة المعاناة لتتلقفها يده برحابة صدر، احتضنها بتملك قبل تقبيل أعلى رأسها ليقول بصوت خافت جوار أذنها
"لن يصيبك مكروه زوجتي الحبيبة"

ابتسمت بشحوب ليبادلها ابتسامتها ابتسامة حملت الكثير من الإصرار، الأمل والحب قبل أي شيء.

وبالرغم من ثباتها الظاهري الا أنها كانت تعاني بكوابيسها، مكان معتم لا يدخله الضوء تقريبـًا وهي مقيدة بشيء لم تتمكن من تبين هويته لذا خمنت بكونه مقعد، أخذت تصرخ بألم عل أحدهم يزيل تلك القيود لتفاجيء به، يأتي من بعيد يحمل بين يديه شمعة لتضيء العتمة حولها، ريانها أو استثناؤها لا يهم لكنه هنا جوارها وأتى من أجلها، ابتسمت براحة لترتسم ابتسامتها على وجهها لا إراديًا.

أما هو فقد استكان جوارها يحتضنها بحنان قبل إراحة رأسها على صدره ليبتسم بحب وهو يتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة وكيف انتهى بها المطاف زوجته.
Flash back...
استيقظ بغضب على صوت هاتفها المحمول معلنًا عن وصول مكالمة هاتفية له، وبالرغم من إرهاقه إلا أنه لم يتبين المتصل لذا أجاب بخمول قائلًا
"ريان يتحدث"
صمت قليلًا قبل قوله الناعس
"ماذا تريد"؟!

وبالرغم من جفاء كلماته إلا أنه تجاوزها على مضض ليقول بهدوء
"ألازلت تود الزواج بشقيقتي"؟!
قالها أوار بتساؤل لينتفض الآخر كالملدوغ حينما استمع لصوت صديقه على الهاتف ليقول باعتذار بعدما فر النوم من جفنيه
"أعتذر أوار....."

"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن