《الفصل الخامس والعشرون》
"الجزء الثاني"بعض أبواب الماض لم تُغلق بعد بل تحتاج إلى رياح هادئة لفتحها ثانيةً على مصرعيها.
بمنزل علي جلس بهدوء على الأريكة في الردهة يشعل لفافة تبغ أعقبها ثانية وأخرى وداخله يشتعل مما فعلته تلك الصغيرة به متمنيًا حصارها بين قبضتيه حينها فقط لن ينقذها أحد.
استمع إلى صوت الهاتف يصدح ليضع اللفافة تحت قدمه ودعسها ببطء، نظر للهاتف قبل الإجابة ليقول بحنق للطرف الآخر
- لن تُفلت من قبضتي ان لم تخبرني بما حدث.
نظر إلى نقطة وهمية أمامه ليقول بعدها بغضب أعمى مما يريد فعله
- سأدعسك انت وعائلتك دون رحمة.
قال كلماته بوعيد ليبتلع الآخر ريقه بتوتر قبل قوله بهدوء حذر
- لن يعجبك ما أقوله لكن جمال له يد بما حدث.
وبعيون جاحظة أخبره الآخر بصدمة
- عاد لينتقم.
اعتصر لفافة بين أصابعه ليقول بعدها بتقرير
- راقب كافة تحركاته وأخبرني بكل شئ.
تنفس بحنق وأخبره بأمر لا يقبل الجدل
- فقط ابق مكانك حتى إشعار آخر
أغلق المكالمة دون الاستماع لشئ من ثرثرة الآخر، بعد لحظات قذف فنجان قهوته على الأرض ليتهشم إلى قطع صغيرة ليردد بغضب متوعد
- أقسم بأني سأقتلك ان كان لك يد بما حدث.
قالها بصراخ وداخله ينتفض من شدة حنقه فغريمه السابق قد عاد ثانية دون أن يترك له متنفس ليهرب فقط عاد دون سابق إنذار ليهتف بصوت مرتفع وبنبرة أكثر حقدًا من السابق
- الماض عاد ثانية لكن أقسم لك بأن رقبتك ستكون تحت سطوتي دون ذرة ندم.
صاح بصوت مرتفع نسبيـًا على الخادمة لتهرول إليه بسرعة قبل قولها بتوتر
- أمرك سيدي!
نظر لها باشمئزاز ليخبرها بغضب هادر
- أزيلي تلك الفوضى وأحضري فنجان قهوة أخر.
أومأت بموافقة لتعود أدراجها ثانية إلى المطبخ لتفعل ما أمرها به، طلبت من إحداهن تنظيف الفوضى بالخارج ومراقبة ما يصدر عنه حتى يسيطرا على الموقف قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.
وبمجرد انتهائها من إعداد ما طلبه خرجت لتضعها أمامه قبل فرارها كجرذ مل من مواجهة قط مشاكس فاضطر للخنوع إلى غريزته والهروب دون عودة.
أخبرها دون النظر حتى لوجهها بخروجه الاضطراري ورغبته في رؤية زوجته رحمة لتومأ إيجابـًا قبل أخذ الكوب ثانية لتتنهد براحة لمغادرته حتى يتسنى لهم العمل دون تسلطه اللعين.
...................
الشموخ بغير نافع انحطاط...
والغضب بغير هدف مهانة...
جلس جمال على مقعده بتباه يراقب حركة المرور من خلال شاشة تعرض ما يحدث خارجًا عن طريق كاميرا مراقبته، لاحظ ثبات سيارة دفع رباعي بالقرب من منزله وخروج أحد الأشخاص منها كل فترة يتحدث على الهاتف ثم يعود ثانية ليقبع داخلها، نظرات مشتعلة قبل تنهيدة حارة خرجت من جوفه ليبتسم بخبث تلاه قوله بهدوء حذر
- حسنـًا صغيري، أباك ينتظرك.
قالها وانفجر في الضحك قبل أمر رجاله بإحضار هذا الكائن المتربص به منذ فترة تجاوزت الثلاثة أيام، استنكار من أفكاره التي تؤكد له بأن للأمر علاقة بنفس الحديث الذي أخبره عنه أحد رجاله لكن من يعلم يبدو بأن الأمور تسير في نصابها الصحيح أخيرًا.
أشعل تلك الكوبية ووضعها بين يديه يراقب حركة الأبخرة المتصاعدة من فنجان قهوته بفتور بدء يتسلل إليه منذ وفاة صديقه المقرب، شهيق حاد يتبعه زفير مليء بالكثير من الدخان الناجم عن احتراق صديقته المقربة.
- لن يشتعل أحد لأجلك لكنها تحترق لراحتك..
حقيقة أنكرها دومًا حتى ثبُتت صحتها، الأمر ليس راحة أكثر منه بتلذذ حين تجد من هم أقرب إليك يشتعلون حتى يرتاح عقلك قبل جسدك، خاصية معقدة لكنها أقرب للغرابة منها ومع مقارنتها بالراحة لا شيء يفوقه متعة.
توسلات راجية كانت السبب في عودته لأرض الواقع ثانية، دلف رجاله وبصحبتهم 3 رجال آخرين من ضمنهم ذاك الذي رآه أكثر من مرة بالقرب من منزله، ابتسامة تسلية علت شفتيه ليقول بعنف موجهـًا حديثه لرجاله
- أخبرتكم بأن تحضروا الضيوف لعلهم ضلوا الطريق حتى نكرمهم لكنك مجموعة أغبياء لا تستحق سوى الجلد.
نظر رجاله لبعضهم باندهاش مما يقوله، لقد أمرهم قبل قليل بفعل ذلك والآن ماذا؟! استغرقوا في التفكير قبل قول أحدهم بتوتر بالغ
- سيدي لقد أمرتنا.....
قاطعه جمال بغضب جلي
- أمرتكم بماذا؟
قالها باستهجان ليتنفس بعدها بحنق مما فعلوه ليُكمل بعدها بلامبالاة
- أيعقل أن أخبركم بسؤالهم عما يريدون وتفعلون هذا؟
صمت لحظات ليختتم كلماته بقوله الحانق
- خسئتم.
صمت قليلًا يحاول ضبط انفعالاته الثائرة ليخبرهم بعدها بأمر
- أبلغ الخادمات بتحضير الطاولة لضيوفنا وأحضر لهم بعض المشروبات علها تشفع لفعلتكم تلك.
أومأ رجاله بموافقة قبل مغادرتهم ليأمر الثلاث رجال بالجلوس على المقاعد الموجودة بالقرب من النافذة، جلس أمامهم على مقعد آخر ليضع قدمًا فوق الأخرى قبل دس اللفافة بين شفتيه ليقول بهدوء بعدما وازن انفعالاته
- من أي المدن أتى رحالكم!
قالها بسخرية أكثر منها بسؤال لينظر الجميع لبعضهم البعض قبل إجابة أحدهم بهدوء حذر
- نحن فريق تابع لأحد فرق الكشافة نخيم بأكثر من مكان لمدة شهر وقد يتجاوز الأمر أحيانــًا، نبحث عن أشياء نادرة، شخصيات لم تأخذ حقها وهكذا.
- يبدو الأمر شيق.
قالها بفتور وهو يراقب انفعالاتهم المتأرجحة بين الخوف والتوتر ليصمت قليلًا ليتساءل بعدها بتفكير
- ألديكم كاميرا لأرى مجهودكم!
- للأسف سيدي حينما نرسل التسجيلات نمحوها لخصوصية الأمر.
هكذا أخبره نفس الشخص بندم وقبل أن يتساءل عن شئ آخر دلف أحد رجاله ثانية مع العاملات لوضع الطعام أمامهم، نظر له جمال برضا قبل أمره بمغادرة الغرفة، أومأ الرجل ليفعل ما أمره به سيده.
تحرك بعيدًا عن حيز وجودهم حتى يرفع عنهم الحرج ليبدأوا في تناول الطعام بنهم شديد، راقبهم جمال من بعيد والتساؤلات تدور في رأسه ليشعل سيجارًا آخر وهو يعبث بأزرار هاتفه كمحاولة لصرف تفكيره ولو قليلًا عن الأمر.
اقترب منهم ثانية بتمهل كأفعى تراقب فريستها جيدًا قبل الالتفاف حولها لخنقها والتلذذ بها، راقب مدحهم بالطعام ومدى جودته ليخبرهم بهدوء
- هل أعجبتكم ضيافتنا؟
قالها بتساؤل ليومأ الرجال بموافقة مع علو بعض همهمات المديح ليقوم جمال بدفع الطاولة الصغيرة بعيدًا لتنقلب محتوياتها أرضًا قبل تبعثره بكافة أنحاء الغرفة، وعلى صوت الجلبة حضر رجاله من الخارج يرون ماذا حدث ليجدوا الضيوف في حالة صدمة وسيدهم يتحرك حولهم بهدوء حارق، طوقوا الغرفة من كافة الزوايا قبل الاستماع لصوت سيدهم يتحدث ببرود
- طعام سام قد يضر أحد رجالي أو إجبارهم على تناوله للتخلص منهم.
قالها بتقرير لينظر الضيوف بعضهم البعض بصدمة اعتلت ملامحهم قبل ارتفاع قهقهات الآخر ليقول بهدوء مريب
- إذن لنتحدث بجدية يا رجال.
اختتم كلماته بالربت على كتف أحدهم ليستكمل بعدها بهدوء
- السم بجسدكم والترياق معي، من يجيب أولًا يحصل عليه.
تحرك خطوات قليلة ليجلس على الأريكة ليقول بغضب مستفز وهو يخيرهم بين أمرين لا ثالث لهما
- حياتكم أم حياة من أرسلكم!
نظر الرجال لبعضهم قبل قول أحدهم بسخرية طفيفة
- تكذب علينا لو كان في جسدنا السم لهلكنا.
قهقه جمال بصوت مرتفع وكذلك رجاله ليقول بغضب بعدما لكمه في وجهه ليضع يده محل موضع الوجع ليخبره جمال باستهزاء
- لستَ بموقف قوة لتساوم لكن لا تقلق دقائق قليلة ومفعول السم سيعمل.
بمجرد انتهاء جمال من حديثه شعر الرجل بألم يضرب أسفل بطنه ليجلس أرضًا بإعياء غير قادر على الحركة منتظرًا نهايته على يد ذاك القذر، اقترب منه آخر وبقي الثالث ينظر لجمال نظرات اشمئزاز قبل قوله
- وكيف نضمن بأنك ستنقذنا بعد حديثنا.
- ليس من مصلحتي موتكم حتى إشعار آخر.
قالها جمال بتقرير ليومأ الرجل بإيجاب فحياته وأصدقائه في كفة والبقية تأتي فيما بعد، وبتوتر أخبره
- السيد علي يظن بأنك السبب في حادثة اختفاء ابنته.
قهقه جمال على حديثهم هذا، لم يكن يتوقع بأن علي بهذه السذاجة قط، هو السبب في اختفاء كارمن كيف؟! لو أراد لقتلها كما فعل مسبقًا مع صغيره تيم ولن تهتز له شعرة ندم حتى، خطوة أرادها منذ زمن ويبدو بأنها قد أتت له على طبق من ذهب، أمرهم بأخذ الترياق قبل قوله بهدوء
- ستنقلون له كافة تحركاتي لكن هذه المرة ستقولون ما أريده منكم وفقط.
وافقوا على حديثه لخوفهم من بطشه فغضب علي مهما اشتد لن يكون مثل حديث هذا المختل، أمر رجاله بضرورة الاعتناء بهم ومراقبتهم جيدًا كما أنه أمرهم بترك هواتفهم النقالة ليغمز بطرف عينه لأحدهم ليفهم الآخر ما يريده سيده.
وبمجرد خروجهم من الغرفة تحدث جمال لأحد رجاله بهدوء قائلًا
- أريدكم كالرياح حولهم في مراقبة كافة تصرفاتهم لكن كونوا غير مرئيين بالنسبة لهم.
فهم الرجل ما يرمي له سيده ليوافق على حديثه ليتساءل الآخر باستفسار
- وهواتفهم!
نظر له جمال بتفحص قبل قوله
- أمامك ساعتين على الأكثر لتبديلها بأخرى مشابهة مع نقل نسخة من بياناتهم عليها وأود الهواتف الأصلية بعد انتهائكم.
أومأ له الرجل بهدوء ليأخذ الهواتف من أمامه ليغادر الغرفة منفذًا تعليمات سيده ليأمر أحدهن بتنظيف الفوضى التي عمت المكان قبل اتجاهه للجلوس قليلًا في حديقة منزله بعد الفوز بغنيمته الثمينة متذكرًا رسالته لنفس الرجل الذي أمره قبل قليل بضرورة العبث مع ضيوفه ليفهم الآخر ما يريده وفعل ما أمره سيده حيث وضع لهم بعض الأعشاب الضارة لتوحي لهم بوجود خطب ما معهم وتنفيذ ما يريده جمال دون لكن.
........
الفرصة ان سنحت لك اغتنمها حتى لا تندم بعد ذلك فبعض الفرص توجد في خانة اللاتعويض.
جلس جوار والدته يطعمها بتريث وهي تراقب صمته الذي طال منذ خروجها من المشفى حتى اليوم.
أبعدت يده عنها بحنق لتقول بعدها بحزن
- لا أريد طعامك أركان ما دمت لن تتحدث معي.
لم يتحدث معها أو حتى تهتز له شعرة من حديثها وقرب الطعام من ثغرها ثانيةً لتقول بغضب مصطنع
- ابتعد أركان لا أريدك انت أيضـًا.
وبنفاذ صبر وضع الطعام على الطاولة جواره، مد يده ليأسر كف والدته بين قبضتيه ليخبرها بخفوت بعدما قبَّل يدها بحزن
- أتعلمين أمي ما حدث حينما رأيت ألسنة النيران تلتهم كل شيء بشراهة؟
نكس رأسه بخزي من مشاهد متفرقة مرت عليه بإنهاك كمروره من فوق جمرات مشتعلة مُجبرًا دون التفوه بآهة وجع ليستأنف حديثه بعدها بألم
- العجز كبلني من كل اتجاه لمجرد شك بسيط في عدم إنقاذك وفقدانك للأبد.
مسح على رأسها بحنان ليُكمل بعدها بإقرار لا يقبل الجدل
- تخيل فقدانك مزقني أشلاء ثم نثرني على قارعة الطريق ألملم شتات نفسي حتى إنقاذك لو هلكت روحي.
صمت قليلًا عله يضبط انفعالاته الثائرة ليضع رأسه على فخذ والدته الممددة أمامه بألم دون أن يحرر يدها فأصبح في حصار بين جسدها ويدها لتقبله على وجنته لتقول بحنان أموي بعدما أدركت حقيقة واحدة بأنها عبء عليها حتى لو لم يشتكي
- أتفهم خوفك أركان لكن روحي أرادت الخلاص علني أزيح غمتي من حياتك بُني.
قالتها ليزفر بغضب تلاه قوله بألم
- أركان دون والدته يتيم أمي.
أزال دمعة عالقة بين على وجنتيها لتبتسم بحب ما لبث أن تحول إلى ابتسامة باهتة حينما أخبرها بتريث
- أنتِ الوحيدة المتبقية من عائلتي حبيبتي.
صمتت تتنهد في خوف لتخبره بعدها بحبور
- لكن عمك وعائلتك لازالت على قيد الحياة.
انتفض من نومته لينظر لها بغضب ومع ثورة داخله بإقرار بأن العائلة حين يسودها الطمع من الممكن أن تهلك الأقربون للحصول على منفعة زائدة أو حتى التمتع بأموال فانية، مسح على وجهه بحنق ليُكمل بتوعد وقد قست نظراته
- أقسم بأن هلاكه على يدي، سأجعله يندم في اليوم مائة مرة على ما فعله بنا في السابق دون رحمة.
أومأت له بموافقة ولم تعلق على حديثه فحالتها المشوشة كانت السبب في وصوله إلى ذاك المنعطف الذي لا رجعة فيه، انتشلها من شرودها صوته يترجاها بحنان
- عديني أمي بأنه مهما حدث لن تفعليها ثانية حتى يرتاح قلبي، بدونك أشبه الطفل ذو الثلاثة أعوام الذي فقد والدته بالغابة لتحاوطه الضباع من كافة الاتجاهات تود الفتك به.
طبع قُبلة على جبينها ليكمل بعدها بحنان
- مهما حدث لن يتنازل كلانا عن الآخر حتى تهلك أراوحنا.
عاد ثانية لجلسته الأولى قبل تقريب الطعام من ثغر والدته ثانية لتلتهمه هذه المرة برضا بعدما حركت المياه الراكدة في علاقتها مع صغيرها الوحيد.
حركت عينيها تجاه الغرفة قليلًا لتنصدم بأنها ليست في منزلها، فراشها لا يحتويها، نظرت له باستفسار ليجيبها براحة وهو يطعمها
- المنزل يحتاج للكثير من الصيانة قبل العودة إليه مرة أخرى لذا استأجرت هذه حتى نعود ثانية.
أومأت برأسها بتفهم قبل تنهيداتها الحارة علها تخفف ولو قليلًا لما يحتل ذهنها بألم وكلمات واحدة لازالت تتردد في أذنها حتى تلك اللحظة
"اقتلني واتركه أرجوك".
"أجننتِ .... نتركه حتى يعود للثأر منا ثانية بلى سنفعل ما جئنا لأجله للتخلص منكِ أنتِ وطفلك لننتهي من أزمة وجودك مدى الحياة.
أغمضت عينيها بإرهاق وهي تتذكر ألسنة النيران التي اشتعلت في المكان بعدها لتُحاصر هي وصغيرها بداخلها بعجز غير قادرة على فعل أي شئ بكت بألم حينما وجدت النيران تتلاعب أمامها بمداعبة لتُفكر في الأمر قليلًا لتحاول بعدها إنقاذ ابنها دون التفكير في حياتها.
تحسست ندبتها على جانب جِيدها بألم وكأنها وسام يخبرها دومًا بأنها فعلت كل ما استطاعت حينها لتنقذ الصغير وليست نادمة على ذلك بل سعيدة لأنهما علما كيفية العيش بعد تلك المحنة رغم الندوب الكثيرة التي خلفتها داخلهما.
ما أجمل الليلة بالبارحة
لكن البارحة كانت قسرًا واليوم برضاها دون غيرها، أرادت إنهاء اللعبة علها تتخلص من وساوس عقلها الواحدة تلو الأخرى.
فتحت عينيها بتحدي ثانية وهي تقسم بأنها ستقتلع مخاوفها بالتدريج حتى تعود أقوى من السابق لتلمع عينيها بظفر بعدما اهتدت لبداية طريقها.
........
حين يطرق القدر بابك لا تتعجل في فتحه حتى لا تنصدم من بشاعة ما سيحدث معك.
جلس علي ينتظر زوجته بهدوء مصطنع، سيحاول إقناعها ثانيةً بالعودة مهما حدث فالأيام المقبلة تحوي بين طياتها الكثير من المفاجآت ولن يحتمل عيار آخر يخترق صخب مشاكله ليوئدها مادام لم يأمر بذلك.
وعلى غير العادة وجدها تأتي نحوه بخطوات متكاسلة وملامح وجه متبرمة تنظر له بحقد من رأسه حتى أخمص قدميه ثم تنظر للناحية الأخرى بامتعاض غير عابئة بحنقه هو الآخر وغيظه من تصرفاتها فزوجها المصون منذ زمن قد سطر نهاية علاقتهما معـًا.
أما هي بمجرد معرفتها بوجوده ثارت، لا تريد رؤيته أمامها حتى لا تمزقه لأشلاء وتضعه متفرقًا ببقاع الأرض جمعاء، لولا تدخل ديما للسيطرة على الموقف وامتصاص غضبها لكانت أسيرة لقيود السلطة بعدما تتخلص منه دون ذرة ندم.
جلست على مقعد بالقرب منه ليبتسم ببرود أثلج صدره وهو يراها أمامه، نظرات متبادلة ما بين حانقة ناقمة وأخرى متحدية متقبلة بصدر رحب ليتحدث بهدوء
- علمت مكان كارمن.
تفوه بها بتقرير عل جدار الثلج بينهما يذوب ولو قليلًا لتقترب منه بفرحة عارمة لتقول بسعادة عارمة
- حقـًا! كيف حالها؟ مَن فعل ذلك؟ هل أخبرت غيث!
أما هي بمجرد إخبارها بمعرفته تفاصيل عن كارمن محت كل شئ وأرادت احتضانه على أخباره تلك، ابنتها أهم لذا تناست كل شيء حدث في سبيل عودتها لها سالمة.
أسئلة متلاحقة حاصرته بها لينظر لها بغضب قبل قوله بهدوء مصطنع بعدما زفر بعصبية
- أقصد علمت مَن فعل ذلك أما هي فلا أعلم مكانها حتى الآن.
بمجرد حديثه ذاك ابتعدت عنه بخوف كالملسوعة من عقرب لينتشر السم في جسدها بلا رحمة، نظرت له بعتاب ولم تتحدث ثانية بسبب خيانتها من عجز لسانها الذي رفض التحدث ولو بحروف مبعثرة، لتصمت مجبرة أمام سيل كلماته الذي لا يتوقف، نهض علي من مكانه ليقترب منها بخطوات ثابتة ليُكمل بعدها بهدوء
- جمال.
بالرغم من هدوئه إلا أنها استشعرت همسه كفحيح أفعى تتودد لفريستها، نظرت له بغضب لتخبره بعصبية مفرطة وهي تصرخ في وجهه
- أنتَ السبب علي.
أزاحته من طريقها بغضب لتقول بعدها بحديث أشبه بالصراخ وهي تُلقي عليه اللوم في كل ما يحدث معهم
- أنت من وضعنا في هذا المأزق بسبب طمعك لا غير، أخبرتك سابقًا بأن جمال يشبه اللعنة مهما طال خموده إلا أنه يعود ثانية أقوى من الأول، البداية عند كارمن والنهاية عند أوار وأنت بالمنتصف تشاهد ما يحدث دون أي خسائر أو حتى مثقال ذرة من ندم.
استمع إلى كلماتها حتى انتهت ليقهقه بتلذذ ليتحدث بشراسة
- لِم لا يدفع الجميع ضريبة الماض بعدما تنعم به؟
أسر ذقنها بين يديها ليضغط بعدها بغضب غير مبال بتألمها ليخبرها بعدها بلامبالاة
- جميعنا بالقاع واشتركنا في كل صغيرة فيما حدث لذا ما الضرر في جعل الجميع يعاني.
- مختل.
قالتها هدى بحُرقةً قبل اقترابها من رحمة لتحررها من قبضتها واحتضنها من الخلف علها تخفف عنها ولو قليلًا من ذاك الشعور الذي اجتاحها في تلك اللحظة، ابتسم علي باستفزاز قبل قوله بسخرية
' زوجك هو من اختطف كارمن، يبدو بأن القضبان لم تهذب سلوكه بعد قتل ابنه لكن كيف وجمال سليط اللسان يده تسبق عقله.
أما هدى بمجرد ذكر اسم فقيدها الراحل هاجمتها ذاكرتها بأسوأ حبكات واقعها لتدرك بأنه بعد كل هذا الوقت لم تنس ذاكرتها قط بل جعلته غير ناشط حتى إشعار آخر.
نظرات حادة تشبه سهام سامة اخترقته لتقول بألم غير عابئة بذاك الواقف أمامها
- طفلي لا شأن لكَ به أما كارمن فلا شأن لجمال بما حدث معها، يكرهنا وانا كذلك أكرهه بكافة جوارحي لكنه لن يتخطف ابنتك أن أراد كان من السهل عليه قتلها مثلما فعل سابقًا مع صغيري.
اختتمت كلماتها بتنهيدة حارة خرجت من جوفها بتعب لتوجه سبابتها صوب الباب تبعه قولها بهدوء مصطنع
-أما الآن وجب عليك الرحيل لأن وجودك لن يسبب لنا سوى الإزعاج.
نظر لها بغضب قبل رحيله مضطرًا بعدما أهانته بشكل مبطن ليبتسم لها باستفزاز قبل تصاعد صوت صفير اخترق أذنهم بشكل مستفز، لحظات واختفى لكن رائحة عطره ظلت عالقة في الهواء.
كلمات مواسية اخترقت أذن رحمة قبل رحيل هدى هي الأخرى لتنفرد بمشاعرها ولو لمدة قليلة حتى تعقد هدنة مع الألم.
..........
بعض الشفرات لا تحتاج إلى الحذف والبدء من جديد فقط تقليل الثغرات حتى تصبح مُحصنة من أي اختراق جديد.
وطارق لا يحتاج البدء من جديد ولا يريد تقليل الثغرات كل ما يريده تحليل الثغرات الحالية وتتبعها لمعرفة مصدرها وبعدها يضع خطة مُحكمة للقضاء على صاحبها دون ذرة شفقة
قادته قدامه إلى أكثر مكان يجد فيه الطمأنينة قبل الراحة وها هو تخطى حاجز النصف ساعة بصمت أمام حافظ أسراره نيا، أصدرت صوتًا خافتًا لينتبه لها من شروده لتعقد حاجبيها بتساؤل وهي تخبره بإقرار
- يبدو بأن زوجتك قد توعدتك وقررت بأن تُبقيك حتى نهاية الشهر دون طعام.
نظر لها بعدم فهم ما لبث أن تحول إلى ضحكات من مزحتها تلك، لحظات ونُقِش الوجوم على ملامحه مرة أخرى لتنظر له بتبرم تلك المرة قبل قولها بحنق من صمته الغير معهود
- ما بك طارق!
تساؤل قابله بتيه وكأن أفكاره عاجزة عن تشكيل جملة واحدة يهتدي بها في حياته، تنهيدة حارة خرجت من جوفه باستسلام ليتساءل بعدها بخفوت
- أتؤمنين بالحب!
- هل تعشق طارق؟
قالتها بعدم تصديق وهي تقف أمامه بسعادة ليسحبها من يدها بحنق لتجلس جواره مانعًا إياها من الصراخ حتى لا تأتي خالته وتخبرهما كما العادة بأنها تريد منهما أن يستقرا في القريب العاجل مع شركائهما، نظرت له باستخفاف فهي تدرك جيدًا بأنه لن يخبرها بشئ إلا إن أراد هو ذلك ولينفعها فضولها في العيش باستسلام
- بالطبع طارق أؤمن به.
كلماتها أخرجته من دوامة قلقه الغير مبررة ليقول لها بلامبالاة من تفكيرها الساذج من وجهة نظره
- يبدو بأنكِ لازلتِ داخل دوامة عشق ذاك الأبلة.
إقرار تبعه تأوه نتيجة وكزها له في كتفه لتخبره بعدها بهدوء
- فلنتحدث عنك طارق لا أنا.
أومأ لها باستسلام فهو حتى تلك اللحظة لا يعرف من أين يبدأ لكنه سيفعل كل ما يتطلبه الأمر لاكتشاف ما عجز غيره عن توضيحه له
- فلنفترض نيا أنكِ طرف معادلة عشق وآخر هو نصفك الثاني...
قاطعته بقولها المازح
- الآخر هو صهيب..
نظر لها بغضب من بلاهتها في التمسك بشخص لا سلطة لها عليه ولم يعدها بأي شئ حتى الآن لكنها لازالت تلهث خلفه كما المغيبة، رفعة حاجب كانت من نصيبها لتقول بهدوء
- أعلم عزيزي لذا أكمل.
قرر طارق تخطي ما تفوهت به للتو ليُكمل ما بدأه منذ البداية
- الطرف الآخر قرر الرحيل فجأة وأنتِ لازلتِ هنا لكنه طلب من صديق مقرب أن يراقبكِ حتى يعود.
صمت لتحمحم بغضب من سكونه التام، نظر لها باستفهام لتخبره وهي تضغط أسنانها بغيظ
- أكمل طارق.
أمر خرج من بين شفتيها لينظر لها بتبرم وهو يسطر كلمات نهايته
- هكذا فقط.
- الطرف الآخر قرر الرحيل دون إبداء سبب واضح!
قالتها نيا باستفهام ليومأ لها طارق إيجابـًا علامة الموافقة، تحركت أمامه عدة خطوات تفكر في الأمر من كافة الزوايا قبل أن تقول باستنتاج لما توصلت له
- إما أنه يعشقها بجنون لذا يخاف عليها من الوحدة.
وضعت يدها أسفل بطنها علامة التقيؤ قبل أن تستقيم ثانيةً وهي توضح له على يدها بحنان
- أو أنه لا يثق بها من الأساس لذا قرر وضعها تحت المجهر لمعرفة سلوكها.
استخف من حديثها الغير مبرر خاصةً وهو لا يدرك لما قد يشك حبيب بحبيبته رغم انتظاره كثيرًا حتى تعود، لتأخذه ذكرياته قسرًا يوم هاتفه أوار وأخبره بوجوده أسفل البناية القاطن بها، حثه طارق على الصعود لكنه تعلل بكونه متعجلًا لذا هبط هو للأسفل، طرق على باب السيارة وجلس على مقدمتها ليخرج له أوار منها، نظر له طارق بتفحص يحاول استنباط ما يفكر الآخر به إلا أنه لم يستطع ليتحدث بتساؤل
- كيف حالك أوار!
- بخير.
قالها باقتضاب ثم تنهد بتثاقل تبعه استناده على السيارة ليتأمله طارق بشك ليردف بعدها بهدوء
- ما بك أوار!
- يوجد الكثير من الأمور المعقدة لذا أريد الرحيل فترة من الوقت.
رغم عدم فهمه للسبب وراء ذهابه إلا أنه اتخذ الصمت دربًا له في حديثه مع أوار خاصةً حيث أخبره أوار ذات مرة بأن الحديث معه يشعره بالراحة لأنه لا يسأل عن شئ فقط يستمع وبعدها يُعطي مشورته، تنفس عدة مرات ليتساءل بعدها بحنان
- ما بك أوار!
- لا تقلق طارق فقط عدة أمور تحتاج إلى التوضيح وبعدها..
صمت شاردًا في نقطة وهمية ليُكمل بعدها بهدوء
- أعدك بأني سأخبرك بكل شئ لكن ليس الآن.
أومأ له طارق بتفهم ليضع الآخر يده عليه محتضنًا كتفه قبل أن يخبره بتيه
- أريد منك خدمة...
- دون استئذان أوار فقط أخبرني بما تريد.
تفوه بها طارق مقاطع مقاطعًا إياه ليبتسم الأخر بشكر تبعه قوله الهادئ
- أريد منك مراقبة حياء حتى أعود من الخارج وإن لاحظت أي شئ غريب في سلوكها لا تتردد في إخباري.
أومأ له طارق بتفهم دون طرح أسئلة أخرى عليه ليودعه قبل رحيله وفي اليوم التالي علم بأنه غادر للخارج.
صوت ارتطام بالأرض أخرجه من شروده لينظر إلى خالته المتخصرة جوار نيا وهي تقذف كوب زجاجي تبعه آخر حتى فاق من دوامة شروده تلك.
- ما بكِ خالتي؟
- يومًا ما ستكون أنت وتلك "أشارت إلى نيا" مكان ذاك الكوب.
ضحك على حنقها الغير مبرر وقبل أن يتفوه بالمزيد وجد رقم غير مسجل يخبره بأنه أمام مسكن خالته ويريد رؤيته في الحال، أغلق الهاتف بهدوء وأمر نيا بتنظيف الفوضى حتى يعود وبعدها اتجه للخارج ليجد صهيب يستند على الحائط أمام المنزل، نظر له باستفهام ليجيبه صهيب بهدوء
- أريد التحدث معك قليلًا.
- لا يوجد بيننا أي نقاش سيد صهيب.
- بلى يوجد طارق.
قالها بإقرار وبعدها مد يده بعدة أوراق للقطات مختلفة من كاميرا المراقبة الخاصة بالفندق وكلها بها حياء، لم يفهم في بادئ الأمر أي شئ ليخبره بتساؤل
- ما بها تلك الصور؟
- فلنذهب إلى منزلي أوضح لك.
وافق طارق على حديثه وبعدها اتجه معه نحو مسكنه، فتح الباب ليجد آخر يجلس على الأريكة ومعه حاسوب يعبث بأزراره، أشار صهيب إلى الآخر مُعرفًا إياه.
- باسل مبرمج مميز.
حياه طارق وفعل باسل المثل ثم جلس هو على أقرب مقعد ليقول بهدوء
- ما الأمر صهيب.
- هنا في سجل الكاميرا يوضح بأن حياء تحدثت مع مجهول لأكثر من عشر دقائق.
أيده طارق بعدما وضع عدة خطوط على الوقت أسفل الصور ليُكمل بعدها بتوضيح
- لكن بعدما وضعت سجل المكالمات نصب عيناي أثناء التحقيق كانت مدة المكالمة لا تزيد عن أربع دقائق.
بُهت طارق مما يقوله الآخر خاصة وأن حياء هكذا تعتبر المشتبه به الرئيسي ليقول بغضب هادر
- أتظن بأن حياء لها يد فيما حدث.
- بل أشعر بأنها ليست حياء.
صدمة لجمته بل وجعلت كل الحديث يتسرب من بين شفتيه دون معنى واضح خاصة وأنها لا تتحدث مع صهيب كثيرًا لذا ابتلع صدمته في جوفه وأخبره بعدها بتساؤل
- ماذا حدث لتكون واثقًا هكذا؟
والرد أبعد ما يكون مما توقعه خاصةً مع قول صهيب بتوضيح
- تلك الفتاة جليدية حد الهلاك في كل رد فعل حتى نظراتها صقيع يغلفه غموض.
صمت ولم يستطع الرد ليستمع إلى نغمة هاتفه تعلو واسم نيا يزينها، أعاد الهاتف على وضعية الصامت ليقول بهدوء
- يبدو بأننا أمام لغز بداية حله عند أوار.
اختتم كلماته واستأذن منه مع أمل بلقاء آخر للتفكير أكثر في كل ما يدور حولهما، ودعه واتجه مرة أخرى إلى خالته ليجلس صهيب مكانه يحاول تحليل كلمات طارق الأخيرة خاصةً وأنه تفوه باسم غريمه الأزلي قبل لحظات.
وضع باسل الحاسوب جواره واتجه إلى صهيب يخبره بهدوء
- عثرت على أكثر من عشر مقاطع فيديو على ثلاثة مواقع للترويج لمثل تلك الأفلام الهابطة لكن عنوان IP لم أستطع الحصول عليه بعد.
- لم...!
قالها بتساؤل ليخبره الآخر بإيجاز
- يبدو بأنه محصن أكثر من المتوقع لكن لا تقلق عدة ساعات وكل المعلومات ستكون بين يديك.
أومأ له بتفهم ليتجه الأخر إلى الحاسوب ثانية يحاول الوصول إلى أبعد ما هو متوقع دون خوف من الفشل فقط مغامرة بسيطة وكل شئ سينتهي دون رجعة.
..........
في مكان هادئ بعيدًا عن صخب المدينة انفرد كوخ بملكية الأرض حوله ليقف شامخًا وسط الظلام، أصوات حشرات حادة تؤنس كل منها الأخرى حتى لا تخاف عتمة الليل متناسين بأن وقع أصواتهم ينشر الرعب في كافة أنحاء الجسد.
تحركت تلك المكبلة أرضًا بغضب علها تتحرر من قيود يديها قبل عُصابة عينها، علمت بأن كل ما فيها مكبل بداية من يدها، عينيها، فمها وهي أسيرة لواقع العجز دون وجود أحد يُخلصها منه.
همهمت بكلمات غير مفهومة عل أحدهم ينجدها لكن ما من مجيب، صمتت مجبرة حينما أرهفت السمع لتنصت لصوت بعيد نسبيـًا لكنه مألوف بالنسبة لها، لحظات قليلة واستمعت لوقع أقدام تقترب من الغرفة قبل فتحها على مصرعيها.
أما هو ذاك المجهول....
لا يُصدق بعد بأن كنزه الثمين أصبحت بين قبضتيه..
الآن يستطيع الصراخ بأن كل ما سعى لأجله أصبح ملكه وفقط، ما يفصله عن انتقامه خطوة واحدة وبعدها يستطيع القول كش ملك.
فرقعة من إصبعيه لينصرف الجميع عداه وتلك الجميلة، قهقه بشر قبل إزالة المادة اللاصقة من على ثغرها لتتأوه بألم، اقترب من أذنها قبل قوله بهمس حذر
- أخيرًا كارمن.
بالرغم من إحساسها بمعرفة هوية صاحب الصوت لكنها مشوشة، غير متيقنة قد يكون هناك سوء فهم وقبل أن يتلاعب بها شيطان أفكارها أزال الرجل عُصابة عينيها لتغمضها مجبرة لشدة الإضاءة قبل محاولات منها لتعتاد عليها، شهقت بصدمة قبل قولها بدهشة ممزوجة بداء السذاجة
- أنتَ؟
- التقينا مجددًا كارمن.
.........
#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"
Romanceمن بين الرماد... "داء العشق يُبتر لا يُضمد" تحكي قصة فتاة تخلى عنها حبيبها ليلة الزفاف فماذا ستفعل حيال ذلك.. هل تبكي الأطلال أم تقف شامخة كحال ذويها!.. نحن أمام بضع كلمات منثورة تعطي إيحاء بوجود الأمل دومًا مادام القلب ينبض بالحياة.