الفصل السادس والأربعون

181 5 2
                                    

الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون..
كل عام وقاطنات الجروب بأفضل حال..
بإذن الله الأسبوع الجاي هيبقى الفصل الأخير والخاتمة🥺
قبلهم أو بعدهم هيكون فيه بوست كبييييير كدا اتكلم فيه عن حاجات كتير بإذن الله..
في النهاية هشتاق للجميع وردود أفعالهم دون استثناء..
وادعو لي لأن الصيف داخل عليا بطريقة صعبة أن ربنا يعدي الايام دي على خير علشان بيجي لي ضربة شمس من أقل حاجة🙂🥺
لينك التجميعي للي حابب يتابع معانا من الأول
https://m.facebook.com/groups/rawae3rewayatromansyah/permalink/2932882650344399/
#من_بين_الرماد
#أسماء_رمضان

الغابة التي لا يحكمها ملك كساحة الحرب دون قتال

والملك هنا قرر التنازل عن كل ما يخصه في سبيل العيش بزهد في آخر أيامه..
قرر ورُفِعت الجلسة مادام على حاله في عدم التخلي عما يريد..
قرر وانتهى الأمر فهو مُصر ولم يعد هناك مبدأ لإقناعه.
- مبارك علي وجودكِ في حياتي منذ اليوم وإلى الأبد سيدة أركان الدالي.
لا يعلم كيف بدأ الأمر أو حتى انتهى به المطاف بكونه متزوج لكن كل ما يعرفه أن قلبه دق لها من أول مرة رآها فيها..
جذبته بقسوتها الغير مبررة وخلف قناع قسوتها تلك تكمن أفعى ترغب في أن يروضها أحد..
يبدو بأنه قد روض الكوبرا وانتهى الأمر.. فمبارك عليها الزواج بوسيم مثله.
- فلتمضِ العروس هنا.
قالها المأذون بصبر ليقطع عليهم النظرات، حمحم كلاهما بارتباك ووقَعت بسعادة ليزين اسمها جوار خاصته في رباط لن يُمزق بسهولة.
غادر المأذون المكان وتبعه الشهود لتبقى بمفردها معه، تأملها بشغف ليزداد ارتباكها من نظراته المتفحصة لها، جذبها من يدها لتجلس جواره، ابتعدت عنه قليلًا ليخبرها بحنان
- كيف حالكِ آنسة إيما بعدما أصبحتِ مدام أركان الدالي.
ناظرته بخجل غريب عليها واندهشت من نفسها فهي بالفعل قابلته من قبل أكثر من مرة وشعورها في كل مرة يتجدد بعد مقابلته ليتفقا على ما يريدا دون النظر لعقبات ذلك..
بدأ الأمر بينهما ب "كيف حال الكوبرا" وانتهى بهما الحال "لقد روضت الكوبرا" وما بينهما حياة كاملة عاشاها سويًا وخطط ربما لم يُكتب لها النجاة بعد ليعود كلاهما بنظرة خاطفة إلى أحداث الماضي وبالتحديد عن تزوير وفاتها وإيهام الجميع بذلك حتى يستطيع تهريبها إلى الخارج دون عقبات.
"عودة إلى ما حدث في الماض"..
- لن أصمت حتى انتقم منها دون أن يرف لي جفن أركان وبعدها فليحترق الماض برماد الانتقام.
قالتها إيما بعصبية وهي تطرق على الطاولة أمامه لينظر لها بحنق من تصرفاتها فهو يدرك جيدًا بأن الكوبرا لا تصادق بل تلدغ لكنها غير مقتنعة بحقيقة كونها أنثى وفي وقت ما سوف يرق قلبها وانفعالاتها ثم تتصالح مع الماض دون أن تنغص عليها ذكرياتها بسوط الذنب..
اختتمت كلماتها بزفرة حادة وهي تتابع قائمة الزائرين والذي استطاع أركان الحصول عليها بطريقة ما رغم سرية تلك المعلومات.
أخبرته بخطتها وتفهم الأمر دون أن يراجعها فهي في النهاية سوف تستسلم أمام تيار الذنب الذي سوف يؤنبها مستقبلًا.
وفي اليوم المنشود الذي ستعود فيه حياء رفقة أوار أرسلت إليهم شخص يخبرهم انه من طرف السيد طارق، رغم عدم اقتناعه إلا أن الأمور قد سارت على النحو المخطط له، ليصبح الجميع محاصر في المنزل وهي تصيبهم بلعنات جنونها كل مساء.
كالسكير هي تتلذذ أثناء تجرعها للخمر كل مساء وحينما تعود إلى رشدها في الصباح يهاجمها نوبات صداع متواصل وكأنها تعاقبها على نشوة الليلة الماضية.
- ربما تهاجمك الشرطة في أي لحظة خاصة طارق.
قالها أركان بهدوء وهو يجلس جوارها بعدما طلب رؤيتها ليخبرها بآخر المستجدات، عقدت حاجبيها بضيق من احتمالية معرفته لمكانها ليخبرها بأن طارق يعرف موعد عودة أوار بالفعل لكن الآخر لم يوافق قط على مرافقته لهم من المطار لتضحك بحنق من تلاعب أوار بها فهو أخبرها بمنتهى الصراحة بأن صديقه طارق لا يعرف قط موعد عودته إلى أرض الوطن.
- وما العمل حينها!
تساؤل هرب من بين شفتيها بتعجب من احتمالية كشف أمرها ليخبرها الآخر بحزم
- حينها سوف أقتلكِ إيما دون ترك أي دليل خلفي ليس هذا فقط بل أيضًا ستكون وفاتك ضريبة لإخفاء أي دليل قد يشير إلي أو إلى كارم.
شعرت بقبضة حادة تخترق روحها لتقبض على قلبها بإحكام قبل أن تعتصره حد الهلاك، تدرك بأنه محق فهي إن انكشف أمرها سوف يكون هو في خطر لكن كيف ذلك وكل خطوة يخطوها في درب حياته يحسب لها كل تفصيلة حتى لو كانت صغيرة جدًا.
اقترب منها وأهداها شئ لم تتفقه في البداية ماهيته ليأمرها بتفحصه تبعه قوله بشرح في نفس الوقت
- تلك السترة تم تصميمها خصيصًا لكِ لحمايتكِ من أي شئ قد يصيبك مع تزويدها بصبغة حمراء لخداع الأشخاص بأنه قد تمت إصابتكِ.
صمت لحظات وأكمل بعدها بهدوء
- يمكنكِ تجربتها.
غادرت لدقائق وعادت إليه ثانية بعدما فعلت مثلما طلب منها، وقفت أمامه ليُشهر السلاح في وجهها، ابتلعت ريقها بتوتر في نفس اللحظة التي أتى فيها كارم ليُسرع إليهما بعدما رأى الوضع من بعيد متوتر هكذا
- يمكن حل الأمور بطريقة أخرى.
قالها كارم بتسرع وهو يقف أمام إيما ليصبح كالحائل بينهما وهو يكمل بترجي
- أرجوك أركان.
ابتسم الآخر بخبث قبل أن يزيحه جانبًا في نفس الوقت الذي أطلق الرصاص لتستقر في صدر الأخرى قبل أن تسقط أرضًا وحولها الكثير من الدماء.
ذُعِر كارم وأمسك أركان من تلابيبه وهو يصيح فيه بحنق فهو أحمق وأدخل نفسه في دوامة لن تُهلك سواه حتى لو ابتعد عن بطشها ليفتح عينيه على آخرهما وإيما تقول بهدوء بعدما أفاقت من غفوتها تلك
- جيدة أركان..
صمت دقيقتين وهي تكمل بإعجاب
- أصدقاكِ أحسنوا الصنع.
ناظرها كارم بصدمة لتصدح ضحكات ثلاثتهم على بلاهة صديقهم بعدما استوعب ما يحدث مع الآخرين
- يمكنكِ ارتدائها في الوقت الراهن حتى ينتهي كل شئ كذلك سأكون جوارك في كل لحظة ابتداءًا من الآن.
أمان اكتنفها من حديثها ذاك لتُحاصر في منزلها بعد يومين وطارق يُشهر سلاحه أمامها دون أن يرف له جفن، يأمرها وإلا قتلها دون تردد.. ساء الوضع يومها وظنت بالفعل أنها النهاية لتجده يقف أمامها في مكان بعيد ويطلق رصاصة رحمة ربنا أنقذتها الآن من موقف كانت فيه المجرم مع سبق الإصرار والترصد لا أحد غيرها، أغمضت عينيها وبعدها فقدت الوعي ليأخذ أركان من هذه اللحظة زمام المبادرة بدايةً من رشوة الطبيب لإعلانه خب وفاتها كذلك اختفاء جثمانها من المشفى والفضل كله يعود لرجاله في النهاية.
أخذت عدة أيام تتعافى بعدما أُصيبت برصاصة في الساق من قِبل أحد الجنود لتجد أركان يهتم بها مع حزنه الشديد بكون والدته تخلت عنه في الوقت الذي أرادها فيه بشدة لتقول له بحنان
- هي اتخذت درب تراه مناسب لمَن في مثل عمرها أركان لذا لا تحزن على تخليها.
اقتربت منه بتعب حتى جلست جواره ووضعت يدها بين يديه ثم أكملت بحنان
- لقد فات والدتكَ الكثير لذا لا تبخل عليها في حريتها لقضاء بعض الوقت دون التفكير في أي مما قد أصابها سابقًا.
اقتنع بالقليل من حديثها فهي لديها وجهة نظر أيضًا عما أصاب والدتها خاصةً وأنها أرادت إكمال حياتها على نحو ربما لم يعجبه لكنه في النهاية سوف يساندها في أي مما تريد.
"عودة إلى الوقت الحاضر"
لا يدرك كيف أو متى عرض عليها الزفاف ووافقت هي لكنه شعر بأنها تشبهه في الكثير بداية من الأشخاص التي دمرت العائلة بسبب الطمع مرورًا بالسعي في الانتقام حتى تهدأ أنفسهم الثائرة انتهاءًا بالرغبة في عيش حياة مستقرة دون تنغيص من شرك الماض..
إن أخبرها بأنهما وجهين لعملة واحدة ربما لن تصدق لكن ما هو مقتنع به أن كلاهما طوق نجاة للآخر قبل أن يصبح دواء لتضميدهما من شرك ربما إن ظلا داخله أكثر من ذلك لأهلكهما دون تردد.
- مبارك علينا حياة هادئة في الوقت الراهن سيد أركان.
قالتها إيما بحنان وهي تقترب منه ليحتضنها بسعادة وهو يشعر بأنه في تلك اللحظة قد مَلِك الدنيا وما فيها دون مبالغة.
تذكر إلحاحه السابق في رغبته بإقامة حفل زفاف أسطوري من فرحته واحتفاله ببدء حياة جديدة لكنها رفضت الأمر برمته متعللة بأن الزواج شأنهما ولا تريد لأحد أن يتلصص على حياتها حتى لو كانت مكانته بقلبها كبيرة، شعر حينها بأنها متشددة جدًا في قرارها لكنه احترمه كثيرًا ففي النهاية هي العروس وكافة طلباتها مجابة كما أخبرته والدته من قبل وفي النهاية رضخ لأن ما باليد حيلة.
لنكن متعادلين..
أنتَ تخبرني بأوامركَ وطموحاتكَ ثم أرفضها جميعًا لأنها غير مناسبة لي على الإطلاق..
وفي حالتها هي تُلبي فقط ما تراه مناسبًا لكلاهما حتى لو كان له رأي آخر فيكفي أن تقنعه وبعدها يفعل ما يحلو له حتى لو فعلها مُرغم على ذلك فالأهم أنها مقتنعة وفقط وبعدها يأتي بقية اعتراضاته التي لن يسامحها عليها حتى تهدأ ثورته المحببة إلى ثغرات قلبها قبل كيانها.
الحياة لم تُهديكَ فرصة أخرى للعيش إلا إن كانت تعلم جيدًا بأنكَ تستحق ذلك وأنها قد عفت عنك دون قيود مما قد يصبح عليه الوضع بعد ذلك..
انتهت إحدى محطاتها لكن لم تنتهي الحكاية فكل شخص مهما انتهت أحداثه يظل في تريث للعثور على حدث جديد يُقيم عليه حياة أخرى هانئة بعيدًا عن أي ثغرة قد تشوبها لتعكر صفوها دون تردد، فأنتَ مَن تختار مسارك المناسب وكل ما يأتي بعده نتيجة اختيارك مهما كنت تظن لأنك غير مؤهل لعيش ذلك لكن بعدما تخوض حياتك كلها سوف تدرك جيدًا بأنه كان مناسب لك منذ البداية وكل ترددك ذاك لم يكن سوف خوف من تحمل مسؤولية ظننت حينها أنك لست أهلًا لها لكنكَ أثبت العكس تمامًا وعلى غير المتوقع..
........................
ما رأيك بين نلعب لعبة الغميضة مع هذه الحياة، نخدعها بكوننا متخاصمين ثم تُفاجأ بأننا حبيبين..
نخبرها بأننا لا نطيق رؤية بعضنا بعضًا لكن في حقيقة الأمر نحن لا يمكننا العيش دون رؤية كل منا الآخر حتى لو كان ذلك سببًا في فقدان روحنا..
هل توافق على ارتدائنا زي تنكري لتكوني أنتِ العروس الهاربة من عالم الحكايات وأنا أميركِ المنتظر الذي ينتظركِ كل ليلة تحت ضوء القمر..
تم تحديد موعد الزفاف بناءً على حديث معاذ وغيث اللذين تصاحبا وكأنهما إخوة وفرقهما الزمن..
وفي الليلة التي سبقت اليوم المنشود جلس كلاهما في حديقة المنزل يفكران في كل شئ خاضاه سواء برفقة فتاة قلب كل منهما أو معهما والنتيجة الحاسمة التي توصل إليها كلاهما أن القدر عاندهما بكبرياء ثم أهداهم راحة البال دون عناء.
- يبدو بأن الغد لن يمر هكذا دون كارثة.
قالها معاذ بتقرير وهو يتأمل النجوم التي تزين السماء لينظر له الآخر بهدوء تبعه قوله بعتاب
- من المفترض أن يكون ذاك النص خاص بي أنا فبعد فقدان العروس في المرة الأولى يجب أن يكون لدي عقدة أديب من كل تجمع سعيد يشملنا.
ابتسم معاذ على حديثه وشاركه هو في ذلك فهو بالفعل مضطرب من احتمالية حدوث شئ غير مستحب خاصة وأن أحداث الأمس القريب لازالت عالقة بين ثنايا روحه دون أن تترك له رقبة "والمقصود هنا بأنها تنغص عليه أيامه دون راحة".
- تأكد بأن الغد سوف يمر بسلاسة لأننا جميعًا نجاهد على أن يخرج الزفاف في أبهى صورة له.
قالها معاذ بحنان وهو يُربت على كتفه يبث له روح الاطمئنان التي لا يشعر بها قط ليصمت كلاهما وهما يفكرا فيما قد يحدث في الغد القريب مع هاجس كل منهما أن الغد يحمل الكثير من المفاجآت بين طياته ووجب عليهم الاستعداد جيدًا لكل ذلك دون يتركا فرصة للظروف أن تفاجأهم..
وفي الجانب الآخر خاصة في منزل كارمن فقد تركت تمارا تنعم بحمام دافئ واتجهت هي للأسفل تخبر المساعدة بتحضير وجبة خفيفة لتناولها متعللة بأن الحماس لأجل الغد يغلب ذرات تعبهن ويجبرهن على عدم الاستسلام للنوم.
اقتربت منها والدتها بغضب وأمسكت بيدها تعتصرها بحنق وهي تخبرها بغضب
- يبدو بأن قصتكِ المهترأة قد نالت رضاكِ آنسة كارمن.
- ما الأمر الآن أمي!
قالتها بتساؤل وهي تحاول التملص من بين يديها وحينما فشلت ظلت ساكنة مكانها دون أن تُبدي أي ردة فعل لتقول لها والدتها بغضب
- تلك الفتاة ستشارك في كل شئ ورثته عن والدكِ ولن يتبق لكِ سوى فتات.
حاولت الدلوف من باب الطمع علها تتخذ موقف غير الذي تسلكه الآن لتبتسم لها ابنتها بشماتة وهي تخبرها بدهاء بعدما اقتربت منها حتى لا يستمع إلى حديثها أحد آخر
- ألم أخبركِ بأن صفقتكِ في التخلص من والدي قد كان لها ثمن!
ابتعدت قليلًا تتابع ملامحها التي تغيرت مائة وثمانين درجة جراء قنبلتها، فهي بالفعل تعرف كل شئ قد فعلته من اتفاق مع ابن العم للتخلص من والدها لكنه قرر الاستيلاء على كل شئ حتى لا تظن قط بأنها قد تفوقت عليه باستثناء المنزل الذي تم به الكثير من التعديلات إلا أنه لازال يحتفظ بعبق الماض الذي قد شهد على مخطط الجميع للتخلص منه ومن والدته
- ابن العم استولى على كل شئ باستثناء المنزل لأنه لم يعد يجذبه.
قالتها بإقرار وهي تؤكد لها ما قد فهمته من قبل فكارمن تود خوض حياة هانئة مع مَن تحبه دون عقبات أو تنغيص من ماض لم يكن لها شأن به.
- أما تمارا فهي تمتلك ميراث والدتها بالفعل لذا هي ليست بحاجة إلى المال بل عائلة.
اختتمت كلماتها في نفس اللحظة التي تحررت فيها من بين قبضتيها لتشعر والدتها بأنه كما لو كان دلو ماء بارد قد سُكِب عليها في ليلة قارسة البرودة، تأملتها كارمن بحزن فهي تدرك تمامًا بأن والدها علي هو مَن أوصل والدتها إلى تلك الحالة البائسة من الأساس.
تركتها وغادرت لتفكر أمها في كل أفعالها الماضية وهي تؤكد لنفسها بأنها إن تركت نفسها للطمع فسوف يهلكها الطوفان في لحظة غفلة منها، تدرك جيدًا بأن شغفها الذي اكتسبته من زوجها الراحل تجاه المال لن يكون سوى نقطة هلاك تبتلعها دون رحمة..
تود الفرار لكن كيف وكل تفكيرها منحصر في اللاشئ الذي خلفه فراغ مما قد يصيبها إن لم تجد مهربًا ينقذها مما هي مقبلة عليه.
رأت تمارا من بعيد لتناديها وقبل أن تتفوه بأي حديث أخبرتها الأخرى بهدوء
- أعتذر سيدتي عما سببه وجودي في الأيام القليلة الماضية لذا بعد حفل الزفاف سوف أغادر المنزل وأبقى في منزل عم معاذ حتى تستقر أوضاعنا سواء خارج مصر أو داخله.
تنهدت رحمة بهدوء وهي تجاهد على إيجاد كلمات مناسبة حتى لا يتأذى كلاهما مما قد ينتج لتقول بعدما استجمعت شجاعتها
- هذا منزل والدكِ أيضًا تمارا.
صمتت لحظات وأكملت
- وجود والدكِ من عدمه في الوقت الحالي لن يضر بشئ تمارا لكن في الماض ضركِ ودمر حياتكَ قبل أن يضر أسرتي.
ابتسمت لها وﻷول مرة منذ أتت إلى المنزل لتكمل بحنان
- جميعنا في نفس المعاناة منذ زمن لذا لا داعي لاعتذاركِ عزيزتي لأنكِ في منزل العائلة.
استمعت كارمن إلى حديثها بسعادة فهي تعرف والدتها جيدًا وتعلم كذلك أنها اكتسبت طابع القسوة من معاشرتها لوالدها لكنها طيبة القلب ولن تتحمل أذية أحد آخر بعد وفاة والدتها حتى لا تشعر بذنبه بعد الآن.
أما عند والدتها فقد غادرت تمارا بسعادة وهي تستمع إلى كلماتها فشعورها منذ أول يوم رأتها فيه أنها تتخذ منها موقفًا ولن تحب وجودها جوار ابنتها لكن يبدو أن حدسها قد خاب هذه المرة وأنه على عكس المتوقع مرحب بها في منزل والد تخلى عنها منذ زمن.
اقتربت كارمن من والدتها واحتضنتها من الخلف وهي تخبرها بحنان
- لازلت أشعر بأن داخل رحوم خير سوف تجود علينا به دون منازع.
اختتمت كلماتها بطبع قبلة على خدها لتخبرها والدتها بتوضيح لعرض وجهة نظرها وأن الموضوع ليس مبني على تقبل مثلما تظن هي
- كل ذلك لأجلك كارمن وﻷجل أن تكوني سعيدة وأي شخص آخر لا يهم.
غادرت دون إضافة كلمة أخرى لتتأملها بحزن غير قادرة على تغيير وجهة نظرها لكن يجب أن تقتنع حتى لا تكون مجبرة على أي شئ مستقبلًا.
بعض الأحداث وجب عليكَ تقبلها بصدر رحب لا على مضض حتى تكون قادرًا على استيعابها لتستطيع تجاوزها فيما بعد فأنت قد وُلِدت لتحيا بسعادة لا ان تفكر في كيفية جلب الشقاء إلى روحك حتى لو أردت ذلك.
بعض الأمور إن لم تكن مستعد لها جيدًا سوف تفاجئك بحدوثها على غفلة منك.
وهو يشعر بأنه مستعد للأمر منذ بدأت زوجته شهرها السابع من الحمل خاصة في منتصفه لكن في كل لحظة تعب منها تسخر منه أفكاره بأنه مهما استعد فلن يكون على أتم استعداد لموعد ولادتها.
أصرت على حضور حفل زفاف كارمن لأنها لم تحضره في المرة السابقة، حاول إقناعها لكن رأسها المتيبس أنبأه بأنها لن تتراجع عن الأمر مهما حدث.
- من فضلك لا تنزعج من الأمر.
قالتها فآطم بحنان وهي تحاول إبعاد أفكاره عن كل سئ قد يحدث لكنه أخبرها بهدوء معللًا موقفه
- الأمر لا يحتمل مزاح فآطم.
قالها وركز على طريقه دون كلمة إضافية لتتأمله بسعادة قبل أن تتشبث بذراعه وهي تقول
- يبدو بأن السيد ريان لا يثق في كلام الطبيب.
ابتسم ببرود ابتسامة لم تصل إلى عينيه وهو يقول بلامبالاة
- لا أثق في أي شئ إلا فيما أراه وحدسي يخبرني بأنكِ لستِ على ما يرام منذ أيام والطبيب يقول بأن هذا شئ طبيعي لكن شعوري عكس ذلك تمامًا.
- إن شعرت بأي تعب سوف أخبرك سيد ريان.
قالتها تجيب على حديثه لكنه لم يقتنع فقط يدعو بأن يمر الأمر على خير دون عقبات.
وصل إلى الفندق قبل آذان العصر بلحظات وتركها ترتاح من عناء السفر واتجه للخارج ينهي بعض الأعمال العالقة.
أما هي فقد تمددت على الفراش وهي تشعر بتعب لكنها لن تجرؤ على إخبار حتى لا يخبرها بعناد انها لن تذهب إلى قاعة الزفاف بل سيأخذها قسرًا إلى المشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.
وفي الزفاف لم تعد تتحمل التعب بل صرخت حينما قال المأذون بتوجيه سؤال الى العروس
- أتوافقين على الزواج من السيد غيث عمار آنسة كارمن.
صمتت لحظات وقبل أن تنطق استمعت إلى صوت فآطم تقول بتعب
- توافق يا شيخنا.
ثم صمتت لحظات وأخذت تصرخ ليتحول الزفاف إلى هرج ومرج والجميع يجري في كافة الاتجاهات أملًا في إنقاذها.
.....................

"من بين الرماد"- "أسماء رمضان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن