35_انظري إلي

206 21 0
                                    

.
.

يجلس ذلك الثلاثيني بأحد كراسي محطات الانتظار يضم كفيه إلى بعضهما يبدو انه ينتظر شخصاً ما

بحث بعينيه حتى وجده اخيراً
رجل بالستينات يبدو بكامل طاقته يسير حاملاً سلة فواكه يجول بها الشارع
ركض باتجاهه فوراً
.
.

" رين هل تودين زيارة مزرعة رجل الفواكه؟ "

" اجل أبي "
صرخت بحماس

___

" استمر أبي بأخذي للمزرعة حتى اصبحتُ اقضي نصف وقتي هناك "

" تعلمتُ الزراعة و قليلاً من مهارات الطبخ و الأهتمام برجلي ، جيوم "

" لم استطع أن أصنع ذكريات مع أمي حتى ذكرياتي مع أخوتي لم تكن كثيرة لكني صنعتُ الكثير من الذكريات معه "

" عشتُ طفولتي رفقة ذلك العجوز الذي ادعوه بجدي "

" لم يكن عجوزاً جداً كان دائما مفعماً بالطاقة كالشباب "

" اعتنى بي دائماً ، قال انني اذكره بابنته الراحلة "

" استمر باخباري أنني اشبهها كثيراً و أنه يفتقدها أيضاً "

" شعرتُ بأنه و بطريقة ما قريب مني جداً "

" لم يمر وقتٌ طويل على وفاته ، حينها فقط أدركتُ ذلك"

" انه جدي الحقيقي ، والد أمي "

" كان يتألم لفقدانها ربما لهذا ظل متمسكاً بي "

" لم أشعر بالوحدة في وجوده ، كان صديقي الذي يكبرني بكثير ، رفيقي الوحيد "

" لكن لما ادركتُ ذلك متأخراً؟ "

" شعرتُ أن كل حياتي عبارة عن كذبة "

" من ظننتها والدتي اكتشفتُ أنها ليست كذلك و من ظننته غريباً كان قريبي طوال الوقت "

" وفاته كانت مطب آخر بحياتي ، ربما لم استطع تخطيه حتى الآن لما كل من احبهم يرحلون؟ "
نبرتها كانت حزينة بالنهاية صمتت لفترة دون أن تكمل

.." رين انظري إلي "
قال تشان المستلقي بجانبها كفه لازال داخل معطفها الصوفي

أمالت رأسها على الأرض باتجاهه و قد فعل المثل
.. " اسمعي رين أنتِ لستِ مثيرة للشفقة حياتكِ ليست مثيرة للشفقة بالمرة ، لقد حصلتي على ما كان يتمناه الكثير ، ربما لا تكونين سعيدة دائماً أو لربما لم تشعري بالسعادة إلا لفترات متقطعة لكنكِ ظللتِ متمسكة بالقوة ، لا اعلم ما احسستِ به طوال الوقت و كم كان صعباً عليكِ لكنها مطبات قد تواجهنا بالحياة ربما واجهتِ الكثير منها لكنكِ استطعتِ تخطيها صحيح؟ أنتِ قوية أكثر مما تتصورين رين و ستستطيعين تخطي كل ذلك "

STAFF | ستافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن